الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محمد بن سلمان.. وتنقية الخطاب الديني

محمد بن سلمان.. وتنقية الخطاب الديني
28 أكتوبر 2017 00:09
تعيش منطقتنا اليوم فرصاً واعدة في مجالات مختلفة، وتقف أمام مستقبل زاهر يتحقق لأبنائها فيه التنمية والاستقرار والعمل والنجاح، وتنفتح عيون أجيالنا وشبابنا على غدٍ مشرق وخير متدفق وجميل متألق. وَمِمَّا يدفعنا إلى هذا التفاؤل بهذا المستقبل المشرق، إن شاء الله هو انتماؤنا لدين إسلامي حنيف، يأمرنا ويدفعنا إلى نمط حياةٍ مزدهرة تتناسب مع مختلف ظروف الزمان والمكان، فبناءً على تعاليمه المتسامحة نستشرف مستقبلنا المشرق، ونتأمل في غدنا الواعد، ويأتي الدور على كل مسلمٍ ومسلمة في أهمية التمسك بمبادئ ديننا الصحيحة، التي تنطلق في فهم الحياة من منظور حضاري صحيح يستجلي تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بعيدًا عن كل الشوائب التي طرأت عليهما من أفهامٍ منغلقة ومتحجرة، أو دخلت عليهما ممن يدعي الإسلام وهو عنه بعيد قولًا وفعلاً. ولا شك أن دور العلماء يبرز في مثل هذه الأيام لبيان الفهم الصحيح لديننا الحنيف، وتنقية ما علق في أذهان الكثير من الشوائب التي ترسبت في الأفهام التي تناولتهما، ويزداد هذا الدور أهمية إذا تبنته الدول العربية والإسلامية بقياداتها وحكامها وعلمائها، وأخذت في تنفيذ إرادتها تلك بكل عزيمةٍ وإصرار، ولا ريب أن المملكة العربية السعودية في ريادة تلك الدول التي أخذت على عاتقها إبراز الصورة الحقيقية للإسلام، وعندما يكون همها الأكبر هو التصدي للإرهاب المنبوذ بكل صوره وأشكاله فإنها توجه المسلمين ككل إلى ذلك الهدف بما تحمله من رمزية دينية لديهم في أنحاء المعمورة كلها، فهي قبلتهم وإليها وجهتهم وتوجههم، وهي التي تستند إلى رصيد علمي وثقافي وتاريخي كبير، وفيها ما يؤهلها من ثروات مادية وغير مادية، كل ذلك يجعل ما يدور فيها حول الخطاب الديني محل عناية للمسلمين. اليوم ننظر مع العالم لهذه الدولة العريقة التي نجزم أنها ستَحمل لنا وللمنطقة وللعالم الإنساني الخيرَ الكثير والفضل الوفيرَ لفهم الإسلام فهماً صحيحاً وتطبيقه في مناحي الحياة المختلفة. لقد خالجني شعور الفرح والبشرى والفخر والاعتزاز وأنا استمع إلى حديث صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، الذي يُعبِّر عن نظرة ثاقبة، وتوجه سديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- في هذه المرحلة المهمة من التاريخ، وقد تتبعت هذا الحوار ولاحظت فيه أمارات الحزم والعزم والرغبة والتصميم على وجود فكر سليم، والأخذ من منابع الدين الصافية، والتصدي لكل من أساء لديننا الحنيف وأساء إلى أوطاننا، ودمر خيرات الأرض والشباب حتى تغيرت نفوس كثير منهم فأصبح المقبل على الحياة يصرف وجهه عنها لقناعات مغلوطة، وعواطف غير مضبوطة. لقد كان الحوار حديث أمل وتفاؤل في إنجاز حدث استثنائي يحمل لنا خطاباً دينياً حضارياً يرسم للمنطقة طريقاً واضحاً للتقدم والرقي تاهت فيه بعض البلدان خلال عقود مضت، وأَدَّى بها ذلك الفهم إلى سراديب من التطرف والانغلاق والكراهية والعنف، ويستحيل أن يذهب ذلك التصور الخاطئ دون تضافر للجهود بين القيادة والشعب، والقادة والعلماء، وهذا ما نراه في حديث الأمير محمد بن سلمان. لقد كان في حوار الأمير التوصيف للداء والوصف للدواء، فتنقية الخطاب الديني عن الشوائب المغلوطة لا يمكن أن يكون واقعاً ملموساً ومزدهراً ويمثل تعاليم الإسلام الحقيقية وحضارته العريقة إلا إذا تمت مواجهة الأيديولوجيات التي ألصقت به في السنوات الماضية، وأعادت المؤسسات الدينية والعلمية البحثية إنتاج تراثنا المجيد بفكرٍ سليم منفتح يواكب الحياة بكل جديدها ويستشرف المستقبل بما يحقق النفع والخير للإنسانية، وينفتح على كافة الأديان والثقافات، وينتهج قيم التسامح والحوار مع الآخر ومد جسور التواصل الإنساني مع مختلف الحضارات. وإن ما يزيد أهمية هذا المشروع أنه وُلد مكتملا في ظل رؤية اقتصادية وتنموية عملاقة، تفتح الأبواب أمام الشباب وتُوجِد الفرصَ لهم للدخول في هذه المشاريع الريادية، وتنير الدروب لهم ليبذلوا جهودهم ويستثمروا أوقاتهم فيما يعود على أوطانهم ومجتمعاتهم والإنسانية جمعاء بالخير والنفع، عِوَضَ تضييع أعمارهم في الانفعالات الهوجاء والانتماءات الضيقة التي أضاعت خيرة أبنائنا وأجيالنا في العقود السالفة. ويبقى التعويل اليوم على دور العلماء والمفكرين والمثقفين، أن يساندوا هذا التوجه الحازم، ويدعموا هذا المشروع الذي يَعْبُر بنا وبهذه المنطقة إلى ساحة الخير والاستقرار والسلام والرخاء والتعاون، فالمشاريع المفصلية الكبرى تنجح بقوة أبنائها ووقوفهم صفًا واحدًا وراء القيادة، فليؤدي كلٌّ دورَه المطلوب منه، المعلم في مدرسته والخطيب في منبره والمفكر في صحيفته، وهذا واجب الوطن وواجب الأمانة والديانة، وسنقطف جميعاً ثمار هذه الجهود، ونقدم النفع والرحمة والخير والسلام في ربوع العالم. وإننا في دولة الإمارات لنفخر بقيادتنا الرشيدة الواعية وشعبنا ومفكرينا ومثقفينا لمساندتهم هذا التوجه ومباركتهم له، ونرى -بحمد الله تعالى- تلك المعاني التي تعلمناها وغُرِست فينا، وهي تَتَجسدُ أمامنا واقعاً ملحوظاً، فقد مَنَّ الله علينا برؤية قيادتنا الحكيمة التي كانت بفطرتها السليمة وثقافتها الأصيلة وتجربتها الفذة تختار لشعبها دائماً نهج القيم الإنسانية حتى غدت بحمد الله تعالى نموذجاً عالمياً فريداً في خطابها الديني والتسامح والتعاون واحترام الآخر. رحم الله القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان -طيب الله ثراه- على هذه القيم التي أسس الدولة عليها، وبارك في صحة وعمر سيدي رئيس الدولة ونائبه وولي عهده الأمين سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايـــــــد آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات الذين غرسوا فينا قيم ديننا الحضارية، ورسائله الإيجابية، ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد للمملكة العربية السعودية قيادة وشعباً ونسأله تعالى أن يشملنا وإياهم بقوله تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى) وأن يعم ربنا بالسلام والاستقرار على دول المنطقة والعالم أجمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©