الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لوف «في أمان» حتى ما بعد المونديال

لوف «في أمان» حتى ما بعد المونديال
1 يوليو 2012
وارسو (ا ف ب) - مع عقد يستمر حتى كأس العالم 2014 المقررة في البرازيل، يؤكد المدرب يواكيم لوف أن مستقبلاً مشرقاً ينتظر المنتخب الألماني، رغم خروجه من الدور نصف النهائي لكأس أوروبا 2012 بخسارته أمام إيطاليا (1- 2)، لكن المشجعين الألمان قد يحتاجون إلى المزيد من الإقناع بعدما حطم الـ”آزوري” مساء الخميس في وارسو الطموحات الأوروبية لألمانيا، مع تسجيل المهاجم ماريو بالوتيللي هدفين في الشوط الأول. وعندما ينتقل الألمان إلى البرازيل في 2014، في حال تأهلهم إلى كأس العالم، تكون 18 عاماً قد مضت منذ حصولهم على لقب، أي منذ فوزهم بكأس أوروبا 1996. وأنهت إيطاليا سلسلة من 15 فوزاً متتالياً لألمانيا في المباريات الرسمية، في لقاء طغى خلاله أداء أندريا بيرلو وريكاردو مونتوليفو على نجمي خط الوسط الألمانيين مسعود اوزيل وباستيان شفاينشتايجر. وقال لوف: “أعتقد أن لدينا سنتين رائعتين. تطور المنتخب في شكل جيد، وفزنا في 15 مباراة على التوالي. خسرنا أمام منتخب إيطالي قوي جداً، ولا سبب يدعونا إلى الشك”. وبعدما أقصت ألمانيا إنجلترا والأرجنتين في طريقها إلى المركز الثالث في كأس العالم 2010، بدا السيناريو أن منتخب لوف سيكون قادراً على الإقدام على الخطوة الإضافية “نحو النهائي”، وإثبات صحة وضعه قبل انطلاق البطولة، كمرشح للفوز في النهائي المقام في كييف. ومع 57 فوزاً و13 تعادلاً و13 خسارة في 83 مباراة منذ تسلمه الدفة، يملك لوف رصيداً يحسد عليه، لكن الضغط ما زال يمارس على المدرب البالغ من العمر 52 عاماً لتحويل قدرة ألمانيا غير المشكوك بها نجاحاً نهائياً على الصعيد الدولي. ورغم أن الوصول إلى الدور نصف النهائي لبطولة كبرى للمرة الرابعة على التوالي ليس إنجازاً عادياً، كانت مهمة ألمانيا دائماً أن تعيد كأس هنري دولوني إلى برلين، لكن منتخب لوف ظهر مقصراً في اللحظة الأكثر أهمية. وبعد أعوام في سدة المسؤولية، يبدو أن البطولة المقبلة في مونديال البرازيل 2014، ستكون الفرصة الأخيرة للوف للفوز بلقب كبير، فبعد انتصارات مقنعة على البرتغال وهولندا والدنمارك واليونان، كسب الألمان نقاطاً إضافية في كأس أوروبا 2012، فماركوس ريوس المنتقل إلى بوروسيا دورتموند، أثبت نفسه كأحد النجوم الصاعدين في ألمانيا، بينما حجز جيروم بواتينج مركز الظهير الأيمن لصالحه. ومع معدل أعمار يتجاوز 25 عاماً بقليل، كان المنتخب الألماني الأكثر شبابا في البطولة، علما أن ريوس وبواتينج لن يبلغا الـ25 قبل كأس العالم المقبلة، لكن من الناحية السلبية، لن تعجب سوى قلة من مشجعي آرسنال بأداء اللاعب المنتقل إلى ناديهم لوكاس بودولسكي، الذي برز بين الحين والآخر، علما أنه شارك في أكثر من 100 مباراة دولية. وفي مقاربة مماثلة، بدا أن ثنائي قلب الدفاع هولجر بادشتوبر وماتس هاملز نجحا في تطوير شراكة جيدة، إلى حين أظهر الإيطاليون للثنائي الشاب أنهما ما زالا في حاجة إلى تعلم الكثير. وكما لو أن المطلوب إثبات هذه الفكرة، نجح انطونيو كاسانو في لقطة لا تنسى، بتخطي هاملز ورفع تمريرة عرضية إلى المهاجم ماريو بالوتيللي، الذي نفذ من مراقبه بادشتوبر وسجل الهدف الإيطالي الأول برأسية في مرمى الحارس الألماني مانويل نوير، لكن لوف سيواجه عن وجه حق بعض الانتقاد للتغييرات المتكررة في تشكيلته، فيما بدا افتقاد المنتخب “الخطة البديلة” مؤلماً بعدما ساءت الأمور في الشوط الأول مع إيطاليا. ومع أن الخطوة الجريئة التي أقدم عليها لوف بإقصاء ماريو جوميز وتوماس مولر وبودولسكي في المباراة مع اليونان في الدور ربع النهائي، أثمرت فوز الألمان 4- 2، لكن عودة جوميز وبودولسكي وإشراك طوني كروس أساسياً ضد إيطاليا أعطت نتيجة عكسية. الخيار الأكثر غرابة كان إشراك كروس على الجناح الأيمن بدلا من ريوس الذي أظهر مستوى مثيراً للإعجاب، وفي حين لم يزعج كروس الدفاع الإيطالي إلا نادرا، وجد بودولسكي نفسه على مقاعد الاحتياط بعد شوط أول غير فاعل. ومثله جوميز، الموهبة غير المشكوك بها، لكن افتقاده الثبات في المستوى - بدلاً من قدرته على تسجيل الأهداف - كان علامته الفارقة في الأعوام القليلة الماضية. وكان رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم ولفجانج نيرشباخ قد قال إن وظيفة لوف في أمان حتى ما بعد كأس العالم 2014. وسيخوض لوف تحديه المقبل في مباراة ودية ضد الأرجنتين في فرنكفورت في 15 أغسطس، قبل المباراة الأولى في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم ضد جزر الفارو في 7 سبتمبر في هانوفر. وأقر لوف بحاجة المنتخب إلى “هضم هذه البطولة “كأس أوروبا”. ما زالت “كأس العالم في البرازيل” بعيدة نسبياً؛ لذا لن نفكر بالأمر في الأيام القليلة المقبلة. لدينا فريق شاب؛ لذا لا أعتقد من هذا المنظار أنه ستكون ثمة تغييرات عديدة”. القدرة والشباب أمران إيجابيان، لكن الجمهور الألماني المهووس بكرة القدم يحتاج إلى أن يرى كؤوساً إذا أراد لوف ألا يقال إن عهده في تدريب المنتخب كان غنياً بالوعود ومقصراً في الوفاء بها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©