طالبت نشرة ''أخبار الساعة'' بعدم التفريط في مبادرة الحوار والمصالحة الوطنية التي أعلنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مهما كانت الخلافات، واصفة المبادرة بأنها فرصة تاريخية كبيرة للخروج من عنق الزجاجة· وأكدت النشرة الصادرة عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها امس تحت عنوان ''مبادرة المصالحة في العراق·· لا بديل عن النجاح'' ان المبادرة تعتبر خطوة ايجابية على طريق طي صفحة العنف والتوتر الطائفي والعرقي وفتح صفحة جديدة من تاريخ العراق يشارك جميع أبنائه في كتابتها ضمن اطار الوطن الواحد·
وقالت النشرة إن أهم ما يثير الانتباه ان جميع القوى العراقية سنية وشيعية وكردية أعلنت قبولها المبادرة على الرغم من التحفظات التي أبدتها عليها أو على بعض بنودها خلال الفترة الماضية، وهذا يشير الى أن هذه القوى تدرك أهمية التفاعل مع أطروحات المصالحة واعتماد الحوار وسيلة وحيدة وأساسية لبناء أسس متينة لها وطرح المطالب والاعتراضات والتساؤلات بشأنها كما يشير كذلك إلى أن المبادرة توفر الحد المقبول من التوافق الذي يسمح بفتح نقاش وطني حولها بين التيارات المختلفة·
وأكدت ضرورة التعامل بكثير من الحكمة والحذر مع القضايا المعقدة والملفات الحساسة التي تناولتها المبادرة، وقالت انه من الطبيعي ألا تجيب عن كل التساؤلات المثارة وألا تأتي محققة لكل مطالب القوى السياسية العراقية المتباينة والمتباعدة بقوة الا أنها رغم ذلك تضع يدها بواقعية على موطن الداء وهو أن سنوات طويلة من القهر والحكم الاستبدادي والحروب المتتالية قد أوجدت شروخا عرقية وطائفية ومذهبية نافذة في الجسم الوطني العراقي· وأوضحت ان علاج هذا الأمر لن يتحقق الا عبر اطار وطني تتصارح فيه القوى المختلفة بمواقفها وهواجسها تجاه بعضها بعضا وتجاه القضايا والهموم المطروحة على الساحة تمهيدا للمصالحة التي تستند الى آليات قوية تحدد الحقوق والواجبات بدقة في الوطن الواحد الموحد·
وأكدت النشرة في ختام افتتاحيتها حق التيارات العراقية المختلفة أن تبدي تحفظاتها على مبادرة المصالحة· الا انها شددت على ان نجاح مشروع المصالحة هو الخيار الوحيد والحتمي أمام العراقيين في ظل ما وصلت اليه الأمور على الساحة العراقية وما يمكن أن يحمله المستقبل من سيناريوهات خطيرة· وقالت ''إن فشل هذا المشروع سوف يفتح صندوق الشرور على مصراعيه وحينها سيكون الجميع ضحايا لخطرها ووقودا لنارها المحرقة''· (وام)
عدد اليوم
