صيام الحامل بين «الرخصة» والمحاذيرصوموا تصحوا

خورشيد حرفوش (أبوظبي) هناك صعوبات ومتاعب ما ترتبط بصيام المرأة الحامل، رغم ما يقترن بالصيام من فوائد عدة تتمثل في تنظيم عملية حرق الدهون، وفقدان كثير من السعرات الحرارية لو كانت الحامل تتمتع بصحة جيدة، ولا تعاني أي مضاعفات صحية، وتراعي التوازن الغذائي بالحصول على المواد الغذائية الضرورية، وعلى كمية كافية من الوحدات الحرارية عند الإفطار. لكن هناك حالات معينة يجب على الحامل مراعاة اعتبارات عدة فيها. ويقول عنها الدكتور سامح عزازي، استشاري النساء والولادة: «التعميم لا يجوز على الإطلاق، فليس هناك منع مطلق لصوم المرأة الحامل، لكن يجب التعامل مع كل حالة على حده، فهناك من الحوامل من يعاني الغثيان الصباحي، ولو كانت في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ربما تجد صعوبة في الصيام، حيث يكون الغثيان في أسوأ حالاته. هنا عليها أن تحرص على الراحة التامة، وتوزع وجباتها ما بين المغرب والفجر. وأن تحرص على شرب سوائل ما بين 8 و10 أكواب يومياً. كما تحتاج إلى نحو 2300 وحدة حرارية يومياً، مما يستدعي التوازن والتكامل الغذائي الصحي، الإكثار والتنوع في المشروبات خصوصاً عصير الفواكه الطازجة، والابتعاد تمام عن المياه الغازية». سهلة الهضم ولفت إلى أن المطلوب استهلاك نحو أربعة لترات من السوائل المتنوعة، مع الحــرص علــى التنوع في تنـاول الأطعمة من حبوب وخضـــراوات وفاكهـــة وخبز وبقوليـات ونشـــويات مركبة، وتناول البلح أو التمر للتخفيف من الإمساك، والبروتينات الحيوانية سهلة الهضم، مثل اللحوم الحمراء، والدجاج، والسمك والبيض، والإكثار من الفـاكهـة والخضراوات الطازجة ذات الأوراق الخضراء. مع تقليل استهلاك الكربوهيدرات والدهون، والابتعاد عن المخللات، والتوابل والقهوة، والشاي، والمياه الغازية، والحلويات. ولو ساء وضع الغثيان عليها أن تتعاون مع الطبيب المعالج لتحديد البرنامج العلاجي، حتى لا تتعرض لمضاعفات فقدان السوائل وبعض المعادن المهمة مثل الصوديوم، وفي هذه الحالة ربما تحتاج حقن المغذي في الوريد، مما يضطرها إلى الامتناع عن الصيام حتى يتوقف القيء. تقييم الطبيب ويؤكد الدكتور العزازي وجوب الإفطار للحامل إذا كانت من مرضى السكر، أو الكلى المزمنة، أو لديها قصور في وظائف الكبد، أو تعاني الربو، الذي يتطلب بخاخاً للاستنشاق، كما يجب الانتباه إلى وجود أعراض مرضية «حادة» معينة خلال ساعات الصوم. وتحتاج إلى تقييم الطبيب المعالج على الفور، وعادة ما ينصح بالإفطار، أو ما يعرف بكسر الصيام حرصاً على صحة الحامل، مثل الشعور بأي دوار أو دوخة أو هبوط أو خفقان في القلب، أو صداع شديد، أو أي اضطرابات في الرؤية، أو انخفاض في حركة الجنين «خاصة خلال المرحلة الأخيرة من الحمل»لأنها أعراض يجب ألا نستهين بها، ومضاعفاتها قد تعرض الحامل أو الجـنين للخطر. كما توجد حالات ينصح فيها بعدم الصيام إن كانت الحامل تعاني ارتفاعا في ضغط الدم، أو إذا كانت تحمل توأماً، أو لديها أعراض الولادة المبكرة، أو أي أمراض أخرى حادة.