الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشيخ مصطفى الزرقا.. فارس الفقه والإمام المجدد

الشيخ مصطفى الزرقا.. فارس الفقه والإمام المجدد
2 يوليو 2015 20:00
أحمد مراد (القاهرة) أحد كبار رموز الفقه الإسلامي، تخرج على يديه أجيال من العلماء والدعاة، شيخ مجدد في كتاباته الفقهية وصياغته العلمية، تميز فكره بدقة الاستنباط، واستيعاب الأصول والقواعد والعلل التي تضبط الأحكام الشرعية، هو الشيخ مصطفى أحمد الزرقا، المولود سنة 1904 في مدينة حلب السورية، نشأ في بيئة محفزة على العلم، تربى في عناية جده العلامة الشيخ محمد الزرقا، وفي رعاية والده الفقيه الشيخ أحمد الزرقا، ظهرت عليه ملامح النجابة والذكاء منذ طفولته، تلقى العلم على أيدى كبار علماء حلب، وساهمت معرفته باللغة الفرنسية في نبوغه، حيث ألحقه والده وهو دون العاشرة بمدرسة الفرير، وتلقى فيها مبادئ اللغة الفرنسية، ثم تابع بجهوده الشخصية دراسته، فنال شهادة البكالوريا الأولى في شعبة العلوم والآداب، وكان الأول على طلاب سورية. توجه إلى دمشق سنة 1929 لمتابعة دراسته، ونال البكالوريا الثانية في شعبة الرياضيات والفلسفة، وحصل أيضاً على المركز الأول، والتحق بالجامعة، ودرس في كليتي الحقوق والآداب العليا. تولى التدريس مكان والده في المدرسة الخسروية والشعبانية، كما تولى القيام بالدرس الذي كان لوالده في الجامع الأموي في حلب، وجامع الخير، ثم انتقل إلى دمشق للتدريس في كلية الحقوق العام 1944، وبقي فيها أستاذاً للحقوق المدنية والشريعة، حتى بلوغه سن التقاعد في آخر عام 1966، كما درَّس في كلية الشريعة بدمشق. اتجه الشيخ الزرقا إلى التأليف والتحقيق منذ وقت مبكر من عمره، ساعده على ذلك ثقافته اللغوية والأدبية الراقية، ومن أوائل أعماله العلمية تحقيقه لكتاب «المذكر والمؤنث» للفراء وكتاب «مختصر الوجوه في اللغة» للخوارزمي، وعندما عين أستاذاً لتدريس الحقوق المدنية والشريعة الإسلامية، عرض الفقه بأسلوب عصري جديد. ولم تقتصر مؤلفات الشيخ الزرقا على الجوانب الفقهية والقانونية، بل كانت له مشاركات لغوية وأدبية شعرية، جمع كثيراً من شعره في ديوانه «قوس قزح»، ولم يطغ الشعر على اهتماماته بالفقه الإسلامي. وشارك الشيخ الزرقا في العديد من المجامع الفقهية والعلمية، فهو من أوائل الذين دعوا إلى إنشاء الموسوعة الفقهية، عندما كان مدرساً في كلية الشريعة، واختار للبدء بهذا المشروع كتاب «المحلى» لابن حزم، واختارته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت سنة 1966 خبيرا للموسوعة الفقهية. اختارته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة عضواً في المجمع الفقهي منذ إنشائه، وله مشاركات علمية أخرى في وضع مشروع قانون الأحوال الشخصية السوري، ورئاسته لجنة مشروع القانون الموحد للأحوال الشخصية لكل من مصر وسوريا خلال وحدتهما. وفاز الشيخ الزرقا بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية، تقديراً لإسهاماته المميزة في الدراسات الفقهية، ومشاركاته الجادة في المؤتمرات الإسلامية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©