أزهار البياتي (الاتحاد)
في تظاهرة إبداعية لافتة، يحتضن نادي سيدات الشارقة هذه الأيام مهرجاناً فنياً متميزاً، يضم معرض «نون للفنون» كواحد من أهم فعالياته وأنشطته الثقافية والفنية على مدار العام، مستعرضاً بين أروقته نخبة من أعمال الفنانات الصاعدات، ومن مختلف الجنسيات والمراحل العمرية، من اللواتي قدمن أروع نتاجهن الإبداعي في مجالي الرسم والتصوير الفوتوغرافي، وعبّرن عن ذواتهن من خلال لوحات تستحق المشاهدة.
تحت عنوان «هويتي» جاءت الدورة الأولى لمعرض نون للفنون لعام 2017، كاحتفال بالتجارب النسائية في فضاء الفن، راصدة المواهب الواعدة، بدءاً من سن الطفولة وحتى سن الأربعين، مانحة إياهم منصة استثنائية لعرض لوحاتهن، صورهن، وفنونهن، في مجالات عدة، لتفعيل عجلة الحراك الثقافي والفني في الإمارات والمنطقة.
الارتقاء بالمواهب
تصف شيخة السويدي، مدير مركز كولاج للمواهب، التابع لنادي سيدات الشارقة، طبيعة المعرض، قائلة: «من خلال توجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والتي تنادي على الدوام باستثمار الطاقات الشبابية، وتفعيل دور المرأة وتمكينها في مختلف المجالات، نعمل، ومن خلال هذا الصرح النسائي المتميز، على فتح أبواب الإبداع للراغبات من الفتيات والنساء، مهيئين لهن، من خلال مركز «كولاج»، بيئة فنية حاضنة، تستوعب ميولهن الفنية كافة، وترتقي بالمواهب الصاعدة منهن، وتطور مهارتهن في مختلف المجالات».
وتتابع السويدي: «في شهر يوليو الماضي، قدمنا دعوة مفتوحة للمشاركة بأعمال المعرض إلى كل منتسبات النادي، وغيرهن من الفتيات والسيدات، من اللواتي يمتلكن موهبة واعدة في حقول الرسم، والأعمال اليدوية، والتصوير الفوتوغرافي، بحيث يكون لهن زمن كافٍ للعمل والإبداع، وبالفعل وصلت أعداد هائلة من الأعمال الفنية من مختلف أنحاء الدولة، وبعد تصفية الأعمال وصلنا إلى 63 عملاً من أصل 292، فاز منها في النهائيات خمسة أعمال.
لوحات بديعة
وتشير السويدي، قائلة: «بدورنا وفرنا في مركز كولاج، وعلى هامش الحدث، خلال الأشهر الماضية، العديد من الأنشطة والورش التدريبية التي تطور فتياتنا المنتسبات، حيث تعّرفن عبرها إلى تقنيات فنية جديدة، واختبرن معنا أدوات وروافد معرفية في العديد من الفنون تضيف مزيداً من الثراء على المهارات الذاتية، وتطور الحس والذائقة الفنية عندهن، بحيث أصبحت المشاركات بعدها أكثر ثقة وجرأة في اختيار مواضيع الأعمال التي نافست على جائزة معرض هذا العام، ووفق هذا التوجه لمسناً فعلياً تطوراً ملحوظاً في المستوى الفني والتقني في الأعمال».
وفي استعراض فني جميل، حسبما تقول السويدي: «وُضعت نخبة من الأعمال الفنية على جدران أروقة كولاج، المطلة مباشرة على بحر الشارقة، مشكّلة لوحات بديعة من صور الحياة، امتزجت فيها مفردات الطبيعة الجمالية مع روعة الألوان والصور، راسمة مساحات لونية مدهشة، تتأرجح بين الظلال والضياء، معبّرة عن قيّم ومعانٍ تعكس رؤى الفنانات الشخصية، واستكشافاتهن الذاتية لمفاهيم وأفكار تدور في مجملها حول هوية النساء، عاكسة أجزاء من واقعهن المعاش، ومشاعرهن في مختلف أوجه الحياة».
بيئة إبداعية
يذكر أن حوالي 50% من الأعمال الفنية المعروضة، ضمن فعاليات «نون للفنون»، تعود إلى مواهب صاعدة من الفتيات والسيدات الإماراتيات، من اللواتي يمتلكن رؤية وقدرة على الابتكار، مما يدلل على حجم الدعم الفني والتشجيع الذي تحظى به المرأة بشكل عام، وتشير إلى هذا الأمر السويدي، مؤكدة: «لكون الشارقة تعد من أهم منارات الثقافة والفنون في المنطقة، فإن اليوم أصبحت المرأة الإماراتية تمتلك القدرة والإمكانية الفاعلة على المثابرة والنجاح، وتحولت إلى شخص ريادي، ومتمكن من أدواته ومعارفه في شتى المجالات، ولا شك في أن النشأة في بيئة إبداعية حاضنة تجعل المرء أكثر حماسة وتألقاً، وتدفعه دوماً إلى فضاءات من الطموح».
عدد اليوم
