الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«دهاء» اليونانيين يفاجئ صندوق النقد

«دهاء» اليونانيين يفاجئ صندوق النقد
2 يوليو 2015 23:43
واشنطن (أ ف ب) فاجأت اليونان صندوق النقد الدولي بلجوئها، في سعيها اليائس لتفادي التعثر في السداد، إلى بنود من أنظمة الصندوق، كانت المؤسسة المالية نفسها نسيتها تماماً، مثبتة حنكة لم يتمكن الصندوق من فك لغزها. وإن كانت حيل اللحظة الأخيرة تلك لم تجنب اليونان العجز عن دفع مستحقات دينها لصندوق النقد الدولي، إلا أنها تثبت أن أثينا تراقب عن كثب وبكثير من الدقة مؤسسة تتهمها بـ«سلوك إجرامي» حيالها. ففي مطلع يونيو الماضي، كانت أثينا تواجه استحقاقاً يحتم عليها تسديد حوالى 300 مليون يورو، في وقت كانت خزائنها فارغة، فأبقت على الغموض حول نواياها وقدرتها على الإيفاء بهذا القسط. وعشية الموعد الأقصى للاستحقاق المحدد في 5 يونيو، اعربت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاجارد عن «ثقتها» بان اليونان ستدفع ما يتوجب عليها ضمن المهل. لكن بعد بضع لحظات تبدل الوضع تماما مع استخدام اليونان بندا يسمح لها بضم الاستحقاقات الأربعة المترتبة عليها في يونيو، والحصول على مهلة إضافية حتى نهاية الشهر، من غير أن تطلب حتى الضوء الأخضر من صندوق النقد الدولي. وأحدث إعلان اليونان مفاجأة كبرى، وأقر مسؤولون كبار في الصندوق في أحاديث خاصة بانهم لم يسمعوا أبداً من قبل بهذا الإجراء غير المعروف، والذي لم يستخدم سوى مرة واحدة في أواسط الثمانينيات، حين لجأت إليه زامبيا للحد من تكلفة معاملاتها المالية. وتكرر السيناريو ذاته تقريبا الثلاثاء، حين لم يعد أمام اليونان سوى ساعات قليلة لتسدد 1,5 مليار يورو مستحقة لصندوق النقد الدولي، وفي وقت كانت المؤسسة المالية تردد مراراً وتكراراً انه لا يمكن منح أي مهلة إضافية، حتى أن لاجارد نفسها أعلنت في منتصف يونيو، انه لن يكون هناك اي «فترة سماح». وقبل ساعات من انتهاء المهلة، أثبتت اليونان مرة جديدة عن معرفتها المعمقة في قوانين الصندوق، فاستخدمت بنداً في الميثاق التأسيسي للصندوق يسمح لدولة ما بأن تطلب تأجيل استحقاق تفادياً لمواجهة «محنة استثنائية». وفاجأ هذا الطلب اليوناني مرة جديدة إدارة الصندوق وكبار خبرائه، لا سيما أن هذا البند غير المعروف على الإطلاق لم يستخدم سوى مرتين في تاريخ هذه المؤسسة، وذلك في عام 1982، حين لجأت إليه كل من نيكاراجوا وجويانا. ولم يحصل الطلب حتى الآن على موافقة صندوق النقد الدولي، غير انه قد يكون فاتحة لطلبات أخرى. ويبقى اللغز مطروحاً على الجميع مع اقتراب استحقاق جديد، وربما مفاجأة جديدة من أثينا، حيث يتحتم على اليونان تسديد 455 مليون يورو لصندوق النقد الدولي بحلول 13 يوليو الجاري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©