الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحمد عبدالكريم: الموجه الأسري «خزينة أسرار» عائلية

أحمد عبدالكريم: الموجه الأسري «خزينة أسرار» عائلية
2 يوليو 2015 23:13
خديجة الكثيري (أبوظبي) نشأ أحمد عبدالكريم في بيت علم وتقى، وتنبه والداه إلى شخصيته ونبوغها وحبه للتعلم والمعرفة، وكانا له السند والداعم، فضلاً عن تشجيعه لإكمال دراسته في تخصص القانون، ثم التفقه في دراسة الشريعة الإسلامية، وفعلاً كان لهما ذلك، فدرس أحمد البكالوريوس في القانون، وأكمل الماجستير في الدراسات الإسلامية، وأصبح اليوم الواعظ وأحد أبرز المحاضرين في أمور الشريعة الإسلامية والمجتمع بمختلف الدوائر والهيئات الحكومية، فضلاً عن إمامته في المساجد، كما يعمل موجهاً أسرياً في محاكم دبي. وعن صفات الموجه الأسري الذي تسند إليه هذه المهنة، يقول أحمد عبد الكريم: على الموجه أن يكون ملماً بالشريعة الإسلامية، وبشكل خاص المسائل الشرعية التي تتعلق بالحياة داخل الأسرة من طلاق ونفقة وحضانة وتربية، كما يجب أن يكون مطلعاً على علم النفس بشكل كافٍ، لما يتوجب معه التعمق في نفسية الحالات التي تأتيه للإصلاح، فيستطيع الموجه فهم الجوانب الداخلية لديهم، وبالتالي محاورتهم بالطريقة التي لا تزعجهم وتنفرهم. الأمانة والعادات ويرى أن من صفات الموجه الأسري أن يتصف بحسن السمعة والخلق حتى تقبل عليه الحالات بثقة واهتمام واستماع لما سيقول، كونه كالقدوة لهم، وكذلك يتصف بالأمانة، وهي صفة تحديداً أقسم الموجه الأسري على أن يؤديها بشكلها الصحيح والمؤتمن عليه، فهذه المهنة يؤتمن الموجه فيها على أسرار الحالات الأسرية، وتكشف له مواضيع خاصة بالأسرة ليكون المصلح المرشد لهم، فالموجه التقي والأمين عليه أن يحافظ على هذه الأمانة وأسرار العائلات، وألا يجعلهم عرضه لإفشاء معلومات عن مشاكلهم وهمومهم، وأن يكون يكون ملماً بواقع المجتمع بما في ذلك من عادات وتقاليد، وما يعيشه أبناء الإمارات من ود وتسامح وألفة، فلا يستعجل في إحالة الحالات للمحاكم، وينظر لها بنظرة تعاليم ومبادئ الدولة حتى يتبين له الرأي السديد في النهاية. جهة ودية ويؤكد أن التوجيه الأسري يبقى جهة ودية، وعلى المختص أن يظهر التعاطف مع الحالات، ويسمعها ويجعلها تفرغ ما في داخلها من هموم، ومن ثم تخرج «اللاعقلاني» من الأمور التي تتشبث بها، بسبب الظروف القاسية التي تعتقد بوجودها، أو بسبب ضغوط الطرف الآخر وغيره، مما قد يدفعها إلى نتائج تدمر كيان الأسرة، فدور الموجه الأسري أن يسمع لهذه الحالات ومتى ما هدأت وأخرجت ما بداخلها، يستطيع بعدها أن يرشدها إلى الطرق الصحيحة واتباع الطريق الصحيح. ودعا الموجه الأسري ألا يحمل اعتقاده ومبادئه على الحالات، ولا يجعل من ذلك مساحة للتأثير على الحالة، بل عليه أن يتجرد من اعتقاداته الشخصية في التعامل مع الحالات، وألا ينصب نفسه القاضي والحكم والمؤثر على الحالة، بل دوره فقط هو الاستماع وإظهار التعاطف والوصول مع الأطراف إلى بر الأمان والصلاح، من دون أن يوثر ذلك من طرف على حساب الآخر، بل عليه أن يجمع الناس مع بعضها، بروح التسامح وليس التحزب والنزاع. دراسة وثقافة وحول شخصيته بعيداً عن مهنته، قال أحمد عبد الكريم: أنا بطبيعة شخصيتي اجتماعي، وأحب أن أكون موجوداً في المجتمع من خلال التواصل مع الناس، وتقديم كل رأي وفكر يسهم في خدمة الآخرين، فبعد انتهاء عملي في التوجيه الأسري، أجدني مشاركاً في الوعظ وتقديم المحاضرات لدورات وورش عمل مجتمعية بالتعاون مع مختلف الجهات والدوائر الحكومية، فضلاً عن حبي للمعرفة والثقافة، حيث أقرأ كثيراً في كتب الشريعة الإسلامية، وكتب علم النفس، حيث انتهيت أيضاً من دراسة الماجستير في الإرشاد النفسي من جامعة في بريطانيا، وحالياً أحضر لدراسة الدكتوراه في الجامعة نفسها. اعتدال ويؤكد أحمد عبد الكريم أن الانفتاح في العيش بطريقة واعية وتربية الأبناء بشكل خاص، يؤديان إلى تكوين حياة عائلية وأسرية متماسكة ومترابطة، ويسودها الثقة والاحترام، أما التشدد في الحياة أو الشريعة، ومن ثم الانغلاق في التربية والتعليم وإلقاء الأوامر بصيغة الشدة، فيعمل كل ذلك على اهتزاز كيان الأسرة وتشتت الفكر والطاعة، مما يؤدي إلى الانحراف والإضرار بالمجتمع، ويذكر نصيحة والده عندما بدأ بدراسة الشريعة والتخصص بها، «أنصحك بعدم التشدد.. لأن التشدد في الدين مهلك»؛ لذلك ينصح هو بدوره الآباء بالاعتدال في تربية الأبناء، وإتاحة فرص التواصل والنقاش لهذا الجيل المتعلم والذكي، الذي مع التربية الواعية والاحترام وتنمية الذات سيكون عماد المستقبل في هذا المجتمع، وهي أمانة علينا أن نؤديها تجاه وطننا في أن ننشئ له أجيالاً واعية تخدمه في المستقبل. السفر والمعرفة عن هوايته الشخصية، أوضح الموجه الأسري أحمد عبد الكريم أن من هواياته السفر واكتشاف المعالم والمعارف والحضارات في الدول الأجنبية، واستخلاص المفيد منها من العلوم المتقدمة في النفس والاجتماع، وربطه بتعاليم ومفاهيم من القرآن والسنة، ويخبر به كيف ساهمت شريعتنا الإسلامية في معالجة هذه الأمور، أما الأفكار التي تخالف مبادئنا وعاداتنا فننبذها، ونخبر كيف نهج الشريعة في ذلك. رمضان الخير عن حياته في رمضان، يقول عبد الكريم: ربما يخف العمل الروتيني في شهر رمضان المبارك في التوجيه الأسري، إلا أن العمل التطوعي والخيري والمساهمة في أئمة وخطبة المساجد وإلقاء المحاضرات يكون من أهم أولوياتي، فضلاً عن العبادات، فرمضان المبارك شهر الإكثار من العبادات، واغتنام لياليه في القيام ونهاره في الصيام وعمل الخير، وغالباً ما أغتنم العشر الأواخر في السفر لأداء مناسك العمرة والاعتكاف في مكة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©