الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قطاع الأسمدة العالمي يعاني فائض الإنتاج

قطاع الأسمدة العالمي يعاني فائض الإنتاج
1 يوليو 2012
يعاني قطاع الأسمدة العالمي من فائض كبير في الوقت الذي تدخل فيه عدد من المصانع الجديدة خط الإنتــاج بعد موجة من الاستثمارات قــدرها 90 مليار دولار، ناتجة عن الطــفرة التي تعيشها السلع. وحذرت مؤخراً “الرابــطة الدولية لصناعة الأسمدة” من الآثار التي يمكن أن تنـجم عن هذا الفائض. وتتوقع الرابطة فائضاً كبيراً في أسمدة النيتروجين بحلول 2015 وإمكانية أن تتفادى صناعة البوتاس ذلك الفائض نظراً للتأجيل المحتمل في تنفيذ المصانع. وبرزت هذه النظرة المتشائمة بعد خمس سنوات من توجه الأنظار ناحية القطاع في أعقاب أزمة المواد الغذائية خلال 2007. وبعد أن قفزت أسعار سلع مثل البوتاس بنحو 10 أضعاف إلى ما يقارب ألف دولار للطن الواحد. وانهارت أسعار الأسمدة إبان الأزمة المالية، إلا أن القطاع لا يزال يشهد صراعاً حاداً في عمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع الموارد الطبيعية خلال السنوات القليلة الماضية. وتقدمت “بي أتش بي بيليتون” في 2010 بعرض لشراء شركة “بوتاس” مقابل 39 مليار دولار، وبما أن العملية اتسمت بنوع من العدائية، تدخلت السلطات الكندية وأوقفتها. وتلا ذلك موجة من الاستحواذات العدائية، حيث عرضت “سي أف إندستريز” الأميركية لإنتاج النيتروجين نحو 5 مليار دولار مقابل الاستحواذ على “تيرا إندستريز”، لتجد نفسها بعد ذلك خاضعة لعرض عدائي قدمته شركة “أجريوم” الكندية لإنتاج الأسمدة. كما أنفقت “فيل” البرازيلية نحو 5 مليار دولار في 2010 لشراء أصول مخصبات من شركتي “بونج” العاملة في تجارة السلع و”موزايك” لإنتاج البوتاس المدرجتين في بورصة نيويورك. وعلى الرغم من انخفاض أسعار الأسمدة بشكل ملحوظ من القمة التي كانت عليها، إلا أنها لا تزال على مستويات كبيرة من الارتفاع. ويتم تداول البوتاس بنحو 469 دولاراً للطن في السوق الفورية بانخفاض كبير عن ألف دولار للطن خلال 2008، إلا أنه لا يزال مرتفعاً مقارنة بنحو أقل من 200 دولار للطن خلال 2005. وبلغ سعر طن سماد اليوريا الذي حقق رقماً قياسياً في 2008 عند 800 دولار، نحو 540 دولاراً للطن الآن ليفوق ما كان عليه في 2005 عند 200 دولار للطن. وحرَّض ارتفاع الأسعار على دخول شركات جديدة في القطاع بالإضافة إلى حث الموجودة على توسيع دائرة نشاطاتها. ويقول أوليفر هاتفيلد، مدير قسم الأسمدة في مؤسسة “إنتيجر للبحوث” العاملة في استشارات السلع في لندن :”في حالة استمرار ارتفاع الأسعار لمستويات كبيرة لفترة طويلة من الوقت، ربما يشجع ذلك على المزيد من الإنتاج”. وتتوقع “الرابطة الدولية لصناعة الأسمدة”، إنشاء نحو 250 مصنع جديد للأسمدة على مدى الخمس سنوات المقبلة. كما تتوقع أن يقود هذا التوسع إلى زيادة المخزون من النيتروجين العالمي بنحو 17 إلى 25% بحلول 2025 من النسبة التي كان عليها في العام الماضي، مما ينتج عنه فائض كبير في ذلك المخزون. كما وضعت الشركات خطط طموحة لإنتاج البوتاس، حيث تتوقع الرابطة زيادة المخزون العالمي منه بنحو 42% خلال نفس الفترة الزمنية، بينما يرتفع الطلب بنسبة لا تزيد عن 14% بحلول 2015. كما أن مخزون أسمدة الفوسفات ربما تحقق هي الأخرى زيادة بنحو 20% مع زيادة مشابهة في طلبه على الصعيد العالمي ليمتص كل الفائض المتوقع في الإنتاج. وتخطط “بي أتش بي بيليتون” لإنفاق نحو 12 مليار دولار في تطوير مشروع بوتاس بمنطقة جانسين في إقليم ساسكاتشوان الكندي، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من “دويتشه بنك”. كما تخطط أيضاً “يورالكالي”، أكبر شركة لإنتاج البوتاس في العالم، لإنشاء مشاريع توسعية. وأعربت “يارا” أكبر شركة في العالم لإنتاج سماد النيتروجين، عن رغبتها في الدخول في مجال إنتاج البوتاس من خلال شراء حصة قدرها 19,9% في شركة “آي سي بوتاس” في أبريل الماضي. وهناك خطط طموحة ترمي لإنتاج البوتاس في بريطانيا، حيث تسعى شركة “سيريوس مينرالز” للحصول على تمويل بغرض إنشاء مشروع للبوتاس بقيمة قدرها 6 مليار دولار في يوركشير الشمالية. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©