الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائر تنظم مهرجاناً دولياً لترغيب أطفالها على المطالعة

الجزائر تنظم مهرجاناً دولياً لترغيب أطفالها على المطالعة
5 يوليو 2011 20:00
احتضنت ساحة «رياض الفتح» بالجزائر العاصمة، مؤخراً، المهرجان الدولي الرابع للأدب والكِتاب الشباب بمعيَّة مدينتي قسنطينة وتلمسان باعتبارهما «عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011»، وتميز المهرجان بمشاركة دولية معتبرة، حيث حضر أدباء وكتَّاب وأساتذة متخصصون من 14 دولة من القارات الخمس ومنها لبنان والبحرين وإيران وأفغانستان والسنغال وبلجيكا وفرنسا وهايتي والمكسيك. للمشاركة في ندوات أدبية وورش لقراءة القصص وتعليم تقنيات الرسم للأطفال. تنظيمٌ محكم شهد المهرجان تنظيماً محكماً، وحظيت عشرات دور النشر الجزائرية المُشاركة بحصة الأسد فيه حيث عرضت عدداً كبيراً من الكتب الموجهة للأطفال والشباب من قصص وكتب شبه مدرسية وكتب تلوين وأقراص مضغوطة تتضمن رسوماً متحركة شهيرة وبرامج تعليم اللغات الأجنبية وفي مقدمتها الفرنسية والإنجليزية، وشهد المهرجان إقبالاً واسعاً من الأطفال من مختلف الأعمار وعائلاتهم سواء لاقتناء كتب أو أشرطة أو للمشاركة في ورش الرسم وسماع الحكايات. وأعرب أصحاب دور النشر عن ارتياحهم البالغ لإقبال الأطفال على اقتناء الكتب والقصص الموجَّهة إليهم، ما يدلّ على بداية انتشار ثقافة المطالعة لدى الأطفال بتشجيع من أسرهم، ويرى رابح أوشان، ممثل دار «الشاطر» للنشر، أن إقبال الأطفال على المطالعة بدأ يتصاعد في السنوات الأخيرة لأن «الآباء بدأوا يشجعون أطفالهم على قراءة الكتب ويصحبونهم إلى المكتبات لاقتنائها لهم». ويضيف «حتى في العطلة الصيفية لم يتراجع اهتمام الأطفال بالكتاب، فهم مهتمون بالكتاب شبه المدرسي وبقصص الأطفال أيضاً». من جهتها، تقول والدة الطفلة هبة الله (5 سنوات)، بعد أن اشترت لها أربع قصص، إنها تريد تحضيرَها لسنتها الدراسية الأولى من خلال قراءة هذه القصص البسيطة بعد أن علّمتها الحروف مؤخراً. وتضيف «لابد أن أغرس فيها حبّ المطالعة منذ نعومة أظافرها». الكتاب الإلكتروني ويرى وَعْلي نور الدين، مدير دار «الصفحة الذهبية» للنشر، أن أطفال اليوم أصبحوا يفضلون الكتاب الإلكتروني أكثر من الورقي، ولذلك ستتجه داره إلى عالم النشر الإلكتروني أكثر، ولكن هذا لا يعني أن الكتاب الورقي مهدد بالزوال، بل سيبقى هناك مهتمون به على الدوام. بينما يؤكد سليم إبراهيمي، مدير دار نشر «ز. لينك» أن مجلاته وكتبه للشريط المرسوم نالت نجاحاً كبيراً، منذ أن توجهت دارُه إلى هذا النوع من الكتب، ما يعني أن الأطفال يريدون كتباً تلبي أذواقهم وتعبّر عن اهتماماتهم. وترى مونية شكُّوش، أستاذة بجامعة الجزائر وباحثة في علم المكتبات، أن هناك أطفالاً يقرأون في الخفاء دون أن نراهم في هكذا مناسبات، وأضافت «كم يسرّني أن يتهادى الأطفال الكتبَ في أعياد ميلادهم أكثر من اللُّعب، هذا يعني أن الطفل بدأ يعرف قيمة الكتاب وأهميته»، ونبهت شكُّوش إلى أن المدرسة يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في ترويج المطالعة لدى الأطفال من خلال الإكثار من النصوص الأدبية التي تدفعهم إلى البحث عن كتب هؤلاء الأدباء. أما آسيا موسى، صاحبة دار نشر «ميم»، فكان لها رأيٌ مخالف؛ إذ ترى أن إقبال الطفل الجزائري على المطالعة لا يزال محدوداً ويكاد ينحصر في طبقة معينة ذات ثقافة فرنكفونية. وتنتقد موسى المدرسة التي لا تؤدي دورها في تحبيب المطالعة للطفل من خلال تشجيعه على قراءة الكتب وتلخيصها، والأدهى من ذلك أن البحوث أصبحت «تُسلخ» من الإنترنت بطريقة «قص ولصق» دون أن يبذل التلميذ أي جهد بل ويسلّمها لمعلمه أو أستاذه دون أن يقرأها تماماً، وهو أمرٌ ينفر من المطالعة أكثر. وتصل علي إلى الاستنتاج بأن غياب ثقافة المطالعة لدى الكبار انعكس سلباً على الصغار. الرسم والخيال لم يقتصر الإقبال على الكتب والأشرطة فقط، بل استقطبت ورش الرسم الثلاثة بدورها عشرات الأطفال الذين أرادوا الكشف عن مواهبهم في الرسم بتوجيهات من أساتذة مختصين في الفنون الجميلة، وقدموا عشرات الرسوم التي زينوا بها جدران الورش، يقول الأستاذ فيليب براسور من بلجيكا «وجدتُ أطفالاً متفتحين جدا على عالم الرسم، وأعجبتني العديدُ من الرسوم، وبعضها فاجأني بصراحة، فقد فاقت توقعاتي والتمستُ فيها مواهبَ تنبئ بمستقبل كبير لأصحابها إن وجدوا الرعاية الكافية». ويضيف «يجب أن تعطي المدرسة أهمية كبيرة للتربية الجمالية لتنمية الخيال وحب الفن لدى الأطفال، الطفل يكتسب شخصيته ويعبر عن ذاته من خلال الخيال، حيث يتخيل صفات جيدة ويتقمصها، وهناك مثل يقول: لكي تعرف، يجب أن تتعلم كيف تحسن التخيّل». ورشة المطالعة والحكايات حظيت بدورها، باهتمام الأطفال، حيث يجلس العشرات منهم كل مساء أمام السيدة آسيا لافي، مهتمة بالتراث الشفوي، لسماع عدد من الحكايات النابعة من التراث، تقول آسيا علي «الحكايات الشفوية لها دور كبير في إيصال التراث إلى الأجيال والمحافظة عليه، ولذا يجب استغلال حب الأطفال لها وإقبالهم عليها لغرس حب التراث والدفاع عنه في نفوسهم». من جهتها، ألقت ديوب واجي، مشرفة على المكتبات العامة والمدرسية بالسنغال، حكاية للأطفال بالفرنسية، ثم وجّهت لهم أسئلة عن بعض أحداثها فأجابوها بفرنسية سليمة أكّدت أن أطفال الجزائر متفتحون أيضاً على اللغات الأجنبية الحية إلى جانب اعتزازهم بلغتهم الأم وتمسكهم بها.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©