السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صلة الأرحام سبب رضا الله وسعة الرزق

صلة الأرحام سبب رضا الله وسعة الرزق
20 يوليو 2014 22:45
الإسلام دين الرحمة والرأفة والتعاطف والمودة أرسى قواعد المحبة بين الناس ووطد أسس التعاون بينهم جميعاً بوجه عام وبين الأسرة الواحدة بنوع خاص من خلال قيم ومعان جميلة منها الحث على صلة الرحم، وهي قرابة الإنسان من أي نوع وخاصة الإحسان إلى الوالدين. ويقول الدكتور محمد عبد الغني شامة - الأستاذ بجامعة الأزهر: جاء الأمر الإلهي بصلة الأرحام في قوله تعالى: (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ . . . )، «سورة الإسراء الآية 26»، هذا النص القرآني الكريم يأمر ربنا - تبارك وتعالى - كل مؤمن به بإعطاء ذوي قرباه الحقوق الواجبة لهم عليه والتي تفرضها صلة الرحم، وهذه الحقوق تشمل المودة والتزاور وحسن المعاملة والمشاركة في المسرات والمواساة في الشدائد ودفع المظالم وتحمل التبعات، وغير ذلك من أوجه التراحم بين ذوي القربى وهؤلاء هم - في المقام الأول - أصحاب القرب في الدم ومنهم الوالدان والإحسان إليهم وتتسع دائرتهم لتشمل كل من يجمع بينهم نسب طلبا لمرضاة الله، وهذا الأمر الإلهي جاء بعد الأمر بتوحيد الله - تعالى - والخضوع بالعبادة له وحده. قرينة الوصية بالتقوى وأضاف أن صلة الأرحام من أجل الطاعات وأعلاها منزلة وأعظمها بركة وأعمها نفعاً في الدنيا والآخرة، وقد أوصى الله تعالى بصلة الأرحام وجعلها قرينة الوصية بالتقوى قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، «سورة النساء: الآية 1»، أي اتقوا الله بطاعته وترك معصيته واتقوا الأرحام بأن لا تقطعوها، وتصلوها وتبروها كما أمرنا الله تعالى في قوله: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، «سورة الروم: الآية 38»، بين سبحانه وتعالى أن صلة الرحم حق لازم وواجب الأداء. سبب لرضا الله واهتمت السنة النبوية المشرفة بصلة الأرحام وبينت أنها سبب في رضا الله - عز وجل - وطول العمر وسعة الرزق، كما أن حرمانهم وقطيعتهم يسبب غضب الله سبحانه وتعالى وحرمان الإنسان من كل خير وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول بعثته إلى صلة الرحم، كما ورد في قصة أبي سفيان مع هرقل حين سأله هرقل بماذا يأمركم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: يقول اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمر بالصلاة والصدق والعفاف والصلة. كما أن صلة الأرحام سبب لبسط الرزق وطول العمر في الدنيا والفوز بالجنة والنجاة من النار في الآخرة وجاء في الحديث أن أعرابياً عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في سفر فأخذ بزمام ناقته ثم قال: يا رسول الله أخبرني بما يقربني من الجنة وما يباعدني من النار؟ وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد نظر في أصحابه: «لقد وفق أو لقد هدي. . تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم»، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه». قطيعة الرحم من كبائر الذنوب وأكد أن قطيعة الرحم تعد كبيرة من كبائر الذنوب التي توعد الله تعالى صاحبها بألوان من الوعيد والعقوبات العاجلة والآجلة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)، «سورة الرعد: الآية 25»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة، قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يارب قال: فهو لك»، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: فاقرؤوا إن شئتم: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)، «سورة محمد: الآية 22». وقال النبي - صلى الله عليه وسلم: «ما من ذنب أجدر أن يعجل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم»، وقاطع الرحم مهدد بعدم دخول الجنة كما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «لا يدخل الجنة قاطع رحم». الصدقة على ذي الرحموالواصل لرحمه هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها امتثالاً لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها»، وكما جاء في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلاً قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إليَّ وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال - صلى الله عليه وسلم: «لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك»، أي كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه بما يلحقهم من الإثم، كما يلحق آكل الرماد الحار من الألم وينالهم إثم عظيم لتقصيرهم بحقه وإدخالهم الأذى عليه وتحصل صلة الرحم بالإحسان إليهم بما يتيسر من أنواع الإحسان كالمال والعون على الحاجة، وبدفع الضرر وبالسؤال وتفقد أحوالهم والصدقة على ذي الرحم تضاعف لصاحبها لقوله - صلى الله عليه وسلم: «الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©