السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي سالم الطنيجي: لرمضان في الإمارات نكهة خاصة محطة الذكريات

علي سالم الطنيجي: لرمضان في الإمارات نكهة خاصة محطة الذكريات
21 يوليو 2014 00:38
ضمن أحياء اتخذتها قبيلة الطنيج مقرا لها عاشت أسرة العقيد الركن الدكتور علي سالم الطنيجي، نائب قائد قوات الأمن الخاصة بوزارة الداخلية، وفي تلك المنطقة وما جاورها كان الأهالي يعيشون بقرب مجموعة من الآبار تغذي المناطق في واحة الذيد، التي تحولت إلى مدينة فيما بعد، ولا يزال بعضها موجوداً حتى اليوم، ومنها بئر طش الروايح وطش البرد والرفاعة، وكان الرجال يرحلون لبيع منتجاتهم من الأخشاب والفحم والخضراوات والفواكه الموسمية إلى إمارة الشارقة، حيث كانت المدينة تعج بحركة لا تتوقف منذ الفجر، حين يصل البدو وأهل الحيور لبيع منتجاتهم، ثم يشترون بضائع أخرى مختلفة لتباع في الذيد أو المناطق الأخرى التي جاؤوا منها، وكانت كل رحلة تستغرق ثلاثة أيام إلى الشارقة من ضمنها الذهاب والإياب، وكان الرجال يتحملون وعورة الطريق والبرد والأمطار والصيف الحار، والكل يخرج ضمن قافلة، فهم يؤمنون أن رزق كل واحد سيأتي به الله ولن يمنعه وجود إخوة له يتاجرون بالبضاعة نفسها. ستينيات القرن في الستينيات نشطت الحركة الزراعية، كما دخلت بعض المهن الجديدة، ربما القليل من رجالها امتهنوا مهنة الغوص بحثا عن اللؤلؤ، وبدأ البعض بالالتحاق بالجيش الذي كون نواة له، لأن الراتب الذي يمنح يوفر عليهم عناء ومشقة السفر لبيع منتجاتهم الزراعية وغيرها من المنتجات والماشية والماعز ومنتجاتها، وكان التعليم قد بدأ في الذيد. في هذا الإطار، يقول الطنيجي: «بدأ التعليم في الذيد على يد المطوع علي اليماني، حيث كان بعضهم بدأ الدراسة ما بين 1935 إلى 1940 على يد عبدالكريم البكري»، ولكن الدكتور الطنيجي دخل مدرسة الذيد المشتركة عام 1976، وكانت تضم الطلبة والطالبات، وعرف من المعلمين بعضهم من مملكة البحرين ومنهم من جاء ببعثة من المملكة الأردنية الهاشمية، وبقي في تلك المدرسة حتى عام 1980، حيث انتقل الجميع إلى مدرسة الذيد الثانوية. عن رحلته في بحر العلم، يقول الطنيجي: «جئنا في مرحلة أفضل بكثير من غيرنا، لأننا بدأنا مع قيام الاتحاد، ولكن من سبقونا تعلموا تحت الأشجار، وكان على الطالب بعد أن يعود أن يحضر دروس الغد ويساعد الأهل في رعاية البوش أو الإبل، ولا يزال أبناء الذيد يذكرون أنهم عندما فتحت أول مدرسة كانت في عام 1963، وهي عبارة عن منزل تم تأجيره لهم وهو من غرفتين واحدة للإدارة والثانية للطلبة والطالبات، ولكن نحن كنا أكثر رفاهية منهم، والمدرسة الجديدة الثانوية كانت خصيصاً للطلبة، وكنا نذهب إليها في مركبات الجيب ولا أزال أتذكر من السائقين المواطنين رحمة الله عليهم، حميد بن خليفة ومحمد بن سعيد بن مترف، وقد كان كل منهم يشتري تلك السيارة ويعمل على تأجيرها لوزارة التربية والتعليم، ليعمل عليها سائقاً يتقاضى راتباً من الوزارة، وكنا رغم الشقاوة خارج المدرسة ومع بعضنا لا نتجرأ أن نتكلم مع المعلم ولم يكن أحد يجرؤ على الهروب، وكنا نحافظ على التقاليد داخل وخارج المدرسة، لأن كل ولي أمر سوف يعاب عليه من أهل المنطقة لو كان أبناؤه غير محافظين، ورغم أن جميع أولياء الأمور لم يتعلموا في مدارس، إلا أنهم كانوا يحبون التعليم ويحرصون على متابعتنا بالتعاون مع الإدارة والمعلمين». ويضيف «لا أزال أذكر حرص المعلمين على تفوقنا، وإلى جانب الشهادة العلمية كنا نحصل على شهادات شكر على تفوقنا علميا وسلوكيا، وكانت تنمح للثلاثة الأوائل، كما كانت تعد لنا نشاطات مناسبة للبيئة وتكرس للتقاليد في الدولة، وفي المرحلة الثانوية تبلورت مشاعري وأفكاري، وبرزت عندي الشخصية القيادية، ولذلك كانت إدارة المدرسة تكلفني بإدارة بعض الأمور التي لها علاقة بالطلبة واحتياجاتهم، مثل الانضباط وإدارة النظام عند المقصف، والهدوء في الصف عند غياب المعلم». طريق النجاح عن مرحلة ما بعد الثانوية، يقول الطنيجي: «عام 1986 تخرجت في الثانوية العامة وكنت الثاني على الصف، وفي عام 1987 التحقت بكلية الشرطة وكنت أذهب إلى أبوظبي أسبوعياً لمنطقة البطين، واستمر الوضع على ذلك الحال لمدة سنتين وكنت بفضل الله متفوقا، وكانت بالنسبة لي فترة نضج وبلورة لشخصيتي، ومن ذلك المكان تعرفت على شخصيات من أبناء أبوظبي والعين». ويضيف: «في 1989 أنهيت التدريب وتخرجت برتبة ملازم وتزوجت بعد عام، والتحقت بوزارة الداخلية وبقيت في إمارة أبوظبي ثلاث سنوات، وبعد ذلك تم فتح باب الانتساب وكان لديَّ دبلوم من الكلية، وقد اتصل بي سيف الزري وكان أحد القادة في الشرطة بوزارة الداخلية، وعرض علي أن التحق بكلية الشرطة، ومن هناك حصلت على درجة الليسانس في القانون، وكنت أذهب إلى عملي وأدرس وأحضر محاضرات، استمر الوضع لمدة أربع سنوات وكان معي من الطلاب صالح الهاجري ومحمد عيد المظلوم، وقد تخرجنا عام 1955». في تلك الفترة ورغم الضغوطات إلا أنها زادت رغبة الطنيجي في التعليم، ولكن في تلك المرحلة لم يكن هناك نظام انتساب للماجستير في الإمارات، فقرر أن ينتسب إلى جامعة في جمهورية مصر العربية في كلية الدراسات العليا. إلى ذلك، يقول: «في أول سنة لي توفي والدي رفيق دربي رحمة الله عليه، وكان يجب علي أن أتجاوز أحزاني وأكمل تعليمي، فهناك هدف لا بد أن يتحقق، وما ساعدني على تجاوز تغير البيئة والعيش بعيدا عن الأهل هو وجود أحد أقاربي هناك، ما سهل علي المعيشة، وجعلني أرتاح نفسيا، لأن من لا يعرف أي بلد حتى وإن كانت عربية فإنه يشعر بالغربة، ولذلك وجود من عاش هناك فترة طويلة نتيجة وظيفته كملحق عسكري سهل علي الأمر، وكنت أدرس على حسابي، وفي عام 1997 أنهيت الماجستير في العلوم الجنائية والأمن العام». وعن كيفية قضائه تلك الفترة، يوضح: «كنت خلال فترة الماجستير أسافر وأعود للدولة لمدة سنتين، وعندما حصلت على الماجستير عدت للدولة والتحقت بوظيفتي لمدة ثلاث سنوات من دون انقطاع، والتحقت خلال تلك السنوات الثلاث بعدة دورات عسكرية، وفي عام 2001 قررت التسجيل للدكتوراه، فحصلت على القبول عام 2002 وأخذت إجازة دراسية وتفرغت، واخترت مصر لأني تعودت عليها، وأصبحت أعرف كيف أعيش فيها، وكانت آخذ إجازاتي في شهر رمضان، لأني من المستحيل أن أكون في رمضان خارج دولتي وبعيدا عن أهلي وعن الإفطار مع رجال منطقتي، والصلاة معهم في مسجد واحد يعد بالنسبة لي أمرا مقدسا، وهو أمر تأتي قدسيته من روحانية رمضان الخاصة بنا في منطقتنا وداخل دولتنا، وأعتقد إن الأمر كذلك أيضاً بالنسبة لأي شخص من خارج الدولة، فهو يحب أن يكون في بلده في رمضان لأن لذلك نكهة خاصة». وعن مرحلة ما بعد الدكتوراه، يقول الطنيجي: «بعد أن حصلت على رسالة الدكتوراه عام 2005، من أكاديمية الشرطة بمصر، كلفت بالعمل مديرا لإدارة التدريب في وزارة الداخلية، وبقيت مدة سبع سنوات، واليوم نائب قائد قوات الأمن الخاصة، وأشعر أني قد كوفئت نظراً لكل النعم التي حباني الله بها، ولا يمكن لأي جندي ألا يشعر بالامتنان لأنه يعمل في خدمة الوطن، ولأن الوطن يقدم له كل التقدير عبر وزارة الداخلية». اختار العقيد الركن الدكتور علي سالم الطنيجي، نائب قائد قوات الأمن الخاصة بوزارة الداخلية، أن يكمل دراسته العليا في مصر، إلا أنه حرص على أن يعود للوطن مع بداية كل رمضان ليقضيه برفقة الأهل، وفي الأجواء الروحانية التي اعتاد عليها منذ نعومة أظفاره، والتي تتسم بالتراحم والتعاضد ما يكرس قيماً عريقة مستمدة من ديننا الحنيف والتقاليد المحلية، مشددا على أن لرمضان في الإمارات نكهة خاصة يغنيها التواصل. عن موضوع رسالة الدكتوراه، يقول علي الطنيجي «رسالة الدكتوراه تتناول موضوع حالات الشغب وكيفية مواجهتها بالطرق القانونية والأمنية، حيث لا يخلو أي مجتمع عن مثل هذه الحالات، وتناولت الحالات المؤثرة على الأمن الداخلي، كالتجمهر والتظاهر والإضراب غير المشروع، وما ينتج عنهما من تخريب متعمد لمؤسسات الدولة، وتعتبر دولة الإمارات من الدول التي يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهؤلاء لهم معتقدات وثقافات مختلفة، وكل ذلك يتطلب من وزارة الداخلية كإحدى مؤسسات الدولة أن تفرض الأمن، ومما يتطلب المزيد من الجهد والمتابعة والتحليل، وخلصت رسالتي إلى أن الأفعال التي ترتكب من قبل الأشخاص غير المخول لهم بذلك يعاقب عليها قانوناً، وأن الدولة ملزمة بفرض الضوابط القانونية التي من خلالها الحفاظ على كيانها، من دون التعرض المباشر للأشخاص إلا في حدود القانون، وبما يسهم في فرض الأمن، وتعتبر هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي تناولت مثل هذا الموضوع، حيث لم يكن في الفترة الزمنية التي عاصرت إعداد الرسالة مثل تلك الحالات سواء المجتمع المحلي أو على المستوى الإقليمي». رحلة الدكتوراه تحتاج للصبر، وقد حدثت للطنيجي مواقف أثرت فيه، يقول «إن ينسحب أحد الزملاء لظروف خاصة به، يؤثر على نفسيتنا ونرغب في أن نشاركه العودة للوطن، ولكن هناك من يتصدى لتلك الحالة، وهناك من يكون لديه زميل آخر قد سبقه بعام أو عامين، ولديه الخبرة والحنكة فيثنيه عن اتخاذ قرار فيه انهزام، وأيضاً خلال مناقشة الدكتوراه صادف أن يوم مناقشتي كانت هناك انتخابات في مصر، والمشرفون على لجنة الانتخابات كان منهم المشرف على رسالتي، وقد أخبرني أنه لن يستطيع حتى شهر سبتمبر، وذلك جعلني أعود محبطا لأن كل من أعرفهم قد استعدوا لتهنئتي عندما عدت للعمل، ولكن أخبرتهم بما حدث، وذلك أمر جعلني محرج ولكن صبرت وعدت في الموعد المحدد، ونلت تقدير جيد جداً». موضوع الرسالة عن موضوع رسالة الدكتوراه، يقول علي الطنيجي «رسالة الدكتوراه تتناول موضوع حالات الشغب وكيفية مواجهتها بالطرق القانونية والأمنية، حيث لا يخلو أي مجتمع عن مثل هذه الحالات، وتناولت الحالات المؤثرة على الأمن الداخلي، كالتجمهر والتظاهر والإضراب غير المشروع، وما ينتج عنهما من تخريب متعمد لمؤسسات الدولة، وتعتبر دولة الإمارات من الدول التي يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية، وهؤلاء لهم معتقدات وثقافات مختلفة، وكل ذلك يتطلب من وزارة الداخلية كإحدى مؤسسات الدولة أن تفرض الأمن، ومما يتطلب المزيد من الجهد والمتابعة والتحليل، وخلصت رسالتي إلى أن الأفعال التي ترتكب من قبل الأشخاص غير المخول لهم بذلك يعاقب عليها قانوناً، وأن الدولة ملزمة بفرض الضوابط القانونية التي من خلالها الحفاظ على كيانها، من دون التعرض المباشر للأشخاص إلا في حدود القانون، وبما يسهم في فرض الأمن، وتعتبر هذه الدراسة من الدراسات القليلة التي تناولت مثل هذا الموضوع، حيث لم يكن في الفترة الزمنية التي عاصرت إعداد الرسالة مثل تلك الحالات سواء المجتمع المحلي أو على المستوى الإقليمي». مواقف مؤثرة رحلة الدكتوراه تحتاج للصبر، وقد حدثت للطنيجي مواقف أثرت فيه، يقول «إن ينسحب أحد الزملاء لظروف خاصة به، يؤثر على نفسيتنا ونرغب في أن نشاركه العودة للوطن، ولكن هناك من يتصدى لتلك الحالة، وهناك من يكون لديه زميل آخر قد سبقه بعام أو عامين، ولديه الخبرة والحنكة فيثنيه عن اتخاذ قرار فيه انهزام، وأيضاً خلال مناقشة الدكتوراه صادف أن يوم مناقشتي كانت هناك انتخابات في مصر، والمشرفون على لجنة الانتخابات كان منهم المشرف على رسالتي، وقد أخبرني أنه لن يستطيع حتى شهر سبتمبر، وذلك جعلني أعود محبطا لأن كل من أعرفهم قد استعدوا لتهنئتي عندما عدت للعمل، ولكن أخبرتهم بما حدث، وذلك أمر جعلني محرج ولكن صبرت وعدت في الموعد المحدد، ونلت تقدير جيد جداً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©