الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اصطياد انفعالات اللحظة

اصطياد انفعالات اللحظة
3 يوليو 2013 22:08
محمد خضر عاد الفنان السعودي عبدالله العثمان من البندقية، بعد أن طرح سؤاله وتلقى ردات الأفعال في بينالي فينيسيا 2013. لم يكن سؤالا اعتياديا وفي اللحظة نفسها كان يمكن أن يخطر على بال أي شخص في العالم، حيث المشتركات الإنسانية التي يمكن أن تتقاطع فيها وحولها الشعوب بمختلف عاداتها وتقاليدها وأعرافها. ومع حساسية سؤال العثمان، إذ السؤال عن الله أو أي موضوع ميتافزيقي تختلف حوله الثقافات الدينية وتحتد وتصطدم أحيانا جراء الفروقات الهامشية أو الأصولية، كان العثمان قد وضع رهانا آخرا غير ما يشترك فيه البشر، وهو رهان قادم من اشتغاله الفني المفاهيمي يقوم على رصد اللحظة الأولى من استقبال السؤال الصادم باعتبار استقبال السؤال هنا جزء من الإجابة التي توفرها لغة البصر فقط، ومن ثم ترك كل شيء جانبا وركز على ردة الفعل في لحظة الحوار أو ما يسميه الإجابة البصرية، والتركيز أكثر على الحالة وإظهار التفاصيل الصغيرة الغامضة وإعادة قراءتها، ثم يرصد لنا حالات مختلفة تتضمن مشاعر وانفعالات متباينة أحيانا بين القلق والشك والخوف واللامبالاة والاستغراب وردات فعل أخرى متوقعة وأخرى لامتوقعة. ردة الفعل الأكثر صدقا هو ماكان العثمان يبحث عنه بين الأوجه والعابرين، ردة فعل بلا لغة أحيانا ودون صوت بل كانت ملامح ناطقة وتعابير تكفي لتجيب عن كل شيء، مع أنها كما يذكر في البيان المقدم للعمل قد تعتمد على مخزون لفظي بسيط ، وربما أصوات كالتي يطلقها الإنسان في الدهشة أو المفاجأة أو الخوف. يلتقي العثمان بعدة أشخاص ويقنعهم ببدء حوار أمام الكاميرا دون أن يعرفوا شيئا عن الأسئلة، ومن ثم تأتي مفاجأة سؤاله. كان الدافع وراء هذ االعمل ـ مشروع سؤال ـ الذي دام 90 يوما مع 28 شخصا من فنانين وكتاب ومفكرين وممثلين وطلاب وعمال، هو البحث في سؤال عن علاقته مع الله وهل ربما تتغير الفرصة والحياة لو تغير صفات إيمانياتهم؟ وهو سؤال فلسفي يطبق عمليا حسب ردة الفعل الصامتة غالبا في شاشات العثمان، وقد يخرج منه بالمزيد من الأسئلة إذ من المؤكد أن حتميات الإنسان ويقينياته مختلفة ومثلهم كانت ردة فعل المتلقين ممن حضروا وطالعوا هذه الشاشات التلفزيونية التي تعرض الحوار، هل يمكن ان يوحدنا شيء محدد كبشر؟ وهل علينا حقا أن نفعل ذلك؟ يقودنا العثمان إلى تمثل هذا السؤال كذلك ضمنيا مع مجموعة من الأسئلة التي كانت ولازالت عالقة، بيد أن اصطياد ورصد تلك اللحظات من الأوجه والملامح والانفعالات المختلفة هو ماقد يقدم الإجابة بعيدا عن الفلسفة والجدل والمناظرات والمهاترات والبحوث والخلافات، وفي وقت يتأزم فيه السؤال ويأخذ منحى آخر يبحث الإنسان عن خلاصاته التي تمهد له اتخاذ طريقته أو طريقه ليس نحو شيء محدد بل وفقا لمعطياته وماقد يتكون خلال نشأته المعرفية أو ما تمليه عليه ثقافة المكان أو التاريخ أو أي منظومة أخرى أعمال عربية أخرى طرحت في هذه الدورة الجديدة من بينالي فينيسيا الذي شهدته هذه المدينة الجميلة العائمة.. أعمال مثيرة وجديدة وتحمل معها هواجس الانسان العربي وأسئلته وهمومه وتقدمها بشكل يتوازى جنبا إلى جنب مع تجارب حديثة ومهمة في العالم ومن 94 دولة. فنون مختلفة تحمل حساسية أهميتها من انعكاسها على الواقع أحيانا وحديثها عن قضايا باتت أكثر أهمية في وعي الانسان اليوم: قضية المادية والحروب والعنصريات والتشدد والحرية والثورات وغيرها من الانسانيات. فجناح بريطانيا مثلا يسمى السحر الإنجليزي، والفنان الصيني الشهير غي ويوي على مقربة مع عمل مهم، وسويسرا والأفعى، وغرافيتي فنزويلا وهنغاريا وغيرها.. ثقافات مختلفة وفنون وفرصة حقيقية للمشاهدة المعرفية التي تحمل رؤى جديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©