الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«نوكيا» تطور هواتف ذكية جديدة لاستعادة أراضيها المفقودة في الأسواق

«نوكيا» تطور هواتف ذكية جديدة لاستعادة أراضيها المفقودة في الأسواق
1 أكتوبر 2010 21:59
تخطط «نوكيا» الفنلندية لاستعادة أراضيها المفقودة على حساب «آبل» الأميركية ومنافسيها الاخرين وذلك بكشفها النقاب عن سلسلة من الهواتف الذكية الجديدة في حين تتزايد الاضطرابات التي تسود أوساط ادارة الشركة الفنلندية الكبيرة. ومن المتوقع أن تقوم نوكيا بعرض احدث منتجاتها الرائدة من الهواتف الذكية في معرضها السنوي للمنتجات التجارية في لندن مثل N8 وجهاز E7 الراقي، وذلك بعد أيام من تعيين مديرها التنفيذي الجديد. وبينما تحوز نوكيا النصيب الأكبر من سوق الهواتف الذكية من حيث الحجم، إلا أن آبل تفوقت عليها من حيث القيمة، في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة لصناعة جهاز يرقى لمنافسة «آي فون» ومنافسيها الاخرين. ويعتبر أنسي فانجوكي الذي اعلن استقالته مؤخرا واحدا من انجح مديريها الذين أشرفوا على عمليات تجديد الهواتف الذكية. ويعتمد نظام هذه الهواتف على نظام تشغيل سيمبيان3 الذي طورته نوكيا والذي يهدف إلى تضييق الفجوة مع آبل فحسب، ومنافسة سلسلة من الأجهزة التي تستخدم برنامج اندرويد من جوجل. ويقول المحللون إن الهدف من هاتف N8 هو منافسة هواتف اندرويد من سوني اريكسون وأتش تي سي وغيرها، وليس طرح هاتف يفوق في سعره هواتف آي فون فحسب. كما انه ليس من المتوقع أن تدخل نوكيا في منافسة مكتملة مع آبل قبل العام القادم عندما تقوم بطرح نظامها التشغيلي الجديد “مي جو” الذي تشترك في تطويره مع إنتل. ويبدو أن نوكيا حولت تركيزها من صناعة الأجهزة التي تعتبر مكمن قوتها، الى البرمجيات والخدمات التي ساعدت في تحويل الهواتف المحمولة الراقية الى كمبيوترات صغيرة. وقبل سنوات قليلة من طرح آبل لهواتف آي فون، كان مهندسو البحوث في نوكيا يعملون على تجهيز نموذج لجهاز يرتبط بالانترنت تعمل شاشته باللمس والذي كان من المفترض أن يضيف فوائد كبيرة للشركة في أسواق الهواتف الذكية. لكن رفضت الشركة ذلك النموذج بحجة تكلفته العالية ومن ثم لم تستمر في عملية إنتاجه. ويقول أري هاكارانين المدير المسؤول عن تسويق هواتف نوكيا الفئة 60 “كانت تلك الأيام الأولى التي لم يعرف فيها أي شخص عن مدى جدوى الشاشات التي تعمل باللمس حيث كانت تكلفة صناعة ذلك الجهاز عالية جدا، ما جعل إنتاجه فيه نوع من المخاطرة. لذا لم تتردد الادارة في قتل المشروع كما جرت العادة”. وتواجه مدير نوكيا الجديد إستيفن إلوب مهمة غاية في الصعوبة حيث على نوكيا استعادة أراضيها المفقودة في شريحة الهواتف الذكية في اسواق الهواتف العالمية خاصة في اميركا في الوقت الذي تحافظ فيه على وضعها كأكبر شركة لصناعة الهواتف المحمولة في العالم. ومن اكبر العقبات التي تواجهه في ذلك، هي الطبيعة البيروقراطية التي تتميز بها نوكيا حيث خدعها نجاحها المبكر لتصبح اكثر بطئا وبعدا عن تحقيق رغبات عملائها، ونتيجة لذلك فقدت الريادة في عدد من المجالات الهامة بفشلها في سرعة مواكبة تصميماتها للشاشات التي تعمل باللمس، والتطبيقات البرمجية والواجهات ثلاثية الأبعاد. يذكر أن نوكيا رفضت في 2004 احد التصميمات الخاصة بتخزين التطبيقات على الانترنت، وهو الابتكار الذي تبنته ابل ونوكيا وبعض الشركات الاخرى بعد ثلاث سنوات. كما لم تقم نوكيا بتطوير نظام تشغيلها سيمبيان الذي تحتاجه في دعم الهواتف الذكية ذات الاستخدامات الأكثر تعقيداً. وبالرغم من انها طرحت الهواتف التي تعمل شاشاتها باللمس في 2003 مثل 6108 و3108، إلا أنها لم تجود خدمتها كما فعلت ابل. واشار هينري تيري مدير وحدة البحوث في نوكيا، الى تطوير برنامج شبكة الخدمة الاجتماعية للهند والبرنامج الذي يقوم بانتاج صور بانورامية من سلسلة من الصور. وبالرغم من ان المنافسين لم يستطيعوا مجاراة هذه البرامج، إلا انها لم تحدث التغييرات التي أحدثتها اجهزة آي فون في الأسواق. ويقول هينري الذي تضم وحدته نحو 600 موظف موزعين في 12 موقع حول العالم، ان الشركة تحاول تغيير منهجيتها الآن. ويذكر أن نوكيا وحتى يونيو الماضي تسيطر على 40.3% من سوق الهواتف المحمولة في العالم وهي النسبة التي ظلت ثابتة نسبيا خلال عقد من الزمان. لكن انخفض نصيبها في اميركا من 35% في مارس 2002، الى 8.1% في ابريل، لكنها عوضت هذا الانخفاض بنمو مبيعاتها في الصين وبعض البلدان الاخرى في اسيا وغيرها. ويعزى انخفاض اميركا الى الانتعاش الذي شهدته مبيعات الشركات المنافسة الاخرى مثل آبل وريسيرش إن موشن الكندية وسامسونج الكورية. وبما أن الأرباح تأتى من اكثر الاجهزة تطورا، دأبت ابل على تحقيق ارباح أعلى من نوكيا. لكن تسير نوكيا هذا العام نحو تحقيق مبيعات تصل الى 70 مليونا من الهواتف الذكية حول العالم مقارنة بما باعته ابل من هواتف آي فون والتي بلغت جملتها 33 مليونا حتى 26 يونيو الماضي. ويقول جايركي علي يوركو الاقتصادي في معهد البحوث الخاصة للاقتصاد الفنلندي “وقعت نوكيا ضحية لنجاحها حيث بقيت على نفس المنوال لسنوات طويلة دون اجراء تحديثات تذكر، والآن عليها القيام بالتغيير”. وتعتبر نوكيا التي يعود تأسيسها الى العام 1865 كمصنع للورق، مصدر فخر لفنلندا، وبما ان قوتها العاملة تضم نحو 129,000 موظف، فإنها اكبر شركة للقطاع الخاص في البلاد حيث تشكل 1.6% من الناتج المحلي الإجمالي، و10% من الصادرات الكلية. ويعزي النقاد فشل الشركة في استمرار تطويرها للهواتف الذكية، الى نظام تشغيل سيمبيان الذي لم يرغبه المطورون الذين لم يرغبوا في كتابة تطبيقات له. وذكر جوهاني ريسكو الذي عمل مديرا في تصميمات واجهة المستخدم لنظام سيمبيان ان موظفيه قدموا 500 مقترحا لتطوير سيمبيان ولم يقبل منها واحدا. ويقول جوهاني انه اقترح في 2002 واجهة مستخدم ثلاثية الأبعاد للهواتف التي تعمل بنظام سيمبيان والتي كان من الممكن ان تنفرد بها نوكيا في ذلك الوقت، لكنها رفضت لانها تضيف 2.05 دولار لتكلفة الهاتف الواحد. وطرحت سامسونج وأل جي اول هواتفها المزودة بواجهة مستخدم ثلاثية الأبعاد في العام 2009. وباعت نوكيا هاتفها N95 الذي يعمل بصور ثلاثية الابعاد في 2006، حيث من المتوقع أن تطرح هواتف بواجهة كاملة في موسم أعياد رأس السنة القادم. (عن فاينانشيال تايمز) ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©