الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تهدد بإجراءات مشددة ضد مشتري النفط الإيراني

واشنطن تهدد بإجراءات مشددة ضد مشتري النفط الإيراني
15 سبتمبر 2018 02:00

شادي صلاح الدين (لندن)

تستعد الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات قوية ضد الدول والهيئات التي لا تمتثل للعقوبات التي أقرتها الإدارة الأميركية ضد النظام الإيراني، ومن بينها استيراد أي بترول خام من إيران، طبقاً لمسؤولة رفيعة في إدارة ترامب. ومن المنتظر أن تخفض المصافي الهندية شحناتها الشهرية من الخام الإيراني لشهري سبتمبر وأكتوبر بنحو النصف مقارنة مع المستويات المسجلة في وقت سابق من العام الجاري.
ونقلت صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية عن مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الاقتصادية مانيشا سينج للنواب خلال جلسة استماع في الكونجرس «نحن مستعدون لاتخاذ أقوى الإجراءات الممكنة ضد الأشخاص الذين لا يساعدوننا في عملية الامتثال لهذه المجموعة الجديدة من العقوبات التي أعدنا فرضها».
ورداً على سؤال من إليوت إنجل عضو الكونجرس، قالت سينج إن إدارة ترامب تحدثت مع جميع حلفائها وتحاول إقناعهم بالتنفيذ الكامل للعقوبات الإيرانية الجديدة التي أبرمتها الصفقة النووية الإيرانية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مساعد وزير الخزانة الأميركي مارشال بيلينجسلي أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات مشددة على إيران بدءا من الرابع من نوفمبر المقبل.
وأضاف أن إيران، البلد الأكبر الراعي للإرهاب في العالم، يستمر في تمويل مجموعات بالمنطقة كحزب الله ويطور برنامج الصواريخ وينشر عدم الاستقرار في المنطقة، مشدداً على أن العقوبات الأميركية على إيران ستحد من نفوذ طهران في المنطقة.
وأمس قالت وكالة رويترز إنه من المنتظر أن تخفض المصافي الهندية شحناتها الشهرية من الخام الإيراني لشهري سبتمبر وأكتوبر بنحو النصف مقارنة مع المستويات المسجلة في وقت سابق من العام الجاري. ويأتي هذا في الوقت الذي تعمل فيه نيودلهي على الحصول على استثناءات من العقوبات التي تخطط واشنطن لإعادة فرضها على صادرات طهران من النفط في نوفمبر.
وستنخفض حمولات الهند من النفط الإيراني هذا الشهر والشهر المقبل إلى أقل من 12 مليون برميل في كل من الشهرين بعدما تلقت المشتريات في الفترة من أبريل إلى أغسطس دعما من التوقعات بالخفض.
وتجدد الولايات المتحدة العقوبات على إيران بعد الانسحاب من اتفاق نووي جرى التوصل إليه في عام 2015 بين طهران والقوى العالمية.
وذكرت صحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية أن الولايات المتحدة أبلغت الهند ودولاً أخرى بتقليل واردات البترول من إيران إلى «الصفر» بحلول الرابع من نوفمبر القادم أو المخاطرة بمواجهة عقوبات أميركية، مشددة على أنه لن يكون هناك تنازلات لأي أحد.
وتعد إيران ثالث أكبر مورد للنفط في الهند بعد العراق والمملكة العربية السعودية. وزود النظام الإيراني الهند بـ18.4 مليون طن من النفط الخام خلال الفترة من أبريل 2017 حتى يناير 2018 (أول 10 أشهر من السنة المالية 2017-18).
وردت سينج على سؤال من عضو الكونجرس إنجل «إذا كان أي من المشترين الرئيسيين للخام الإيراني، وهم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وأوروبا، إذا رفضوا خفض مشترياتهم بحدة، فهل نحن مستعدون فعلا لقطع بنوكهم عن النظام المصرفي العالمي؟ هل نحن مستعدون حقاً لذلك؟ قائلة «نحن مستعدون لاتخاذ أخطر الإجراءات الممكنة بشأن إيران.. نحن بحاجة لأن نظهر للنظام الإيراني أننا لن نتسامح مع تطوره لبرنامج نووي لأغراض غير مشروعة».
وقالت المسؤولة الأميركية «إن الاتفاق النووي الإيراني المعيب تحدده السلوكيات الإيرانية الخبيثة. نجري محادثات مع حلفائنا وهدفنا هو الوصول إلى نقطة الانطلاق. إنه هدف مهم بالنسبة لنا»، مشددة على أن هدف الولايات المتحدة هو منع الدول من استيراد النفط الخام من إيران بحلول الخامس من نوفمبر المقبل.
وأردفت سينج، وهي من أصول هندية «لقد تحدثنا مع حلفائنا من الدول التي سبق ذكرها، وساعدناهم على فهم أن الطريقة الوحيدة لتحقيق هدف منع البرنامج النووي الإيراني من خلال الشراكة والتعاون. نحاول تسهيل فهمنا للعالم بشكل أفضل. نحن مستعدون لاتخاذ أقوى الإجراءات الممكنة ضد الأشخاص الذين لن يساعدوننا على تطبيق هذه المجموعة الجديدة من العقوبات».
وأشارت مانيشا سينج إلى أن كلا من وزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوشين قد وجهها فرقاً من وزارتي الخزانة الخارجية، مضيفاً أن الفريق زار أكثر من 30 دولة حيث تحدثوا مع المسؤولين هناك عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
وقالت «نحاول مساعدتهم على فهم ما نحاول تحقيقه في جميع أنواع المحادثات الدبلوماسية للتأكد من أنا جميع حلفائنا لا يشعرون بأننا سنقوم بهذا الأمر وحدنا. نشرح لهم بأننا بحاجة إلى العمل كمجتمع عالمي لمعالجة سلوك إيران الخبيث».
وأكدت في ختام تصريحها أن الصفقة النووية الإيرانية «لن تغير سلوك إيران». وقالت «لدينا استراتيجية جديدة، وقائمة جديدة من الإجراءات التي سنصر على اتخاذها، ونحتاج إلى تعاون من المجتمع العالمي من أجل تحقيق هذا الهدف». وتلقي الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية بثقل كبير على الاقتصاد الإيراني. خاصة أن العملة الوطنية، الريال، وصلت في الآونة الأخيرة إلى أدنى مستوى لها مقابل الدولار في السوق الموازية. وانخفض الريال الإيراني إلى أقل مستوياته أمام الدولار ليصل إلى أكثر من مئة ألف ريال مقابل الدولار وسط أزمة اقتصادية متزايدة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©