الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نازحو الحديدة.. معاناة ومخاطر

نازحو الحديدة.. معاناة ومخاطر
15 سبتمبر 2018 01:48

سحر الشعبي (عدن)

«علي بن علي» من نازحي منطقة «المحجر» في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، لم يقدر هو وعائلته على الاستمرار في العيش بمنطقته من شدة تعنت الميليشيات الحوثية، واستهدافهم بشكل مباشر بقصف منازلهم وأراضيهم عشوائياً، وإخراجهم من منازلهم بالقوة، وتهديدهم، وزرع الألغام حول منزلهم.

رحلة محفوفة بالمخاطر
وفي حديث لـ«الاتحاد»، أوضح علي أنه أجبر هو وعائلته على ترك منطقته وكل مقتنياته بسبب اشتداد المعارك بين قوات الشرعية والميليشيات الانقلابية، مضيفاً أن رحلته كانت محفوفة بالمخاطر بسبب القصف العشوائي المتواصل والألغام المزروعة في الطرقات على طول الطريق الواصل إلى منطقة الخوخة، حيث كان هناك رحلة نزوح جماعية تعتبر مأساوية بالنسبة للآلاف من النساء والأطفال وكبار السن، خاصة أن بعضهم مرضى ويحتاجون للعناية، ولكن القصف المستمر اضطرهم إلى مغادرة منازلهم.

تقول «فاطمة يحيى قائد»، إحدى نازحات منطقة «حيس»، موجودة في مدرسة الأمل بالخوخة، وكانت عيناها تذرفان الدموع، إنها اضطرت للنزوح مع بناتها إلى الخوخة بعدما فقدت عدداً من أفراد عائلتها في الاشتباكات وهم يحاولون الدفاع عن أرضهم من انتهاكات الميليشيات، حيث نزحت قبل ثلاثة أشهر من منطقة «حيس» إلى منطقة الخوخة بعدما فقدت ابنها وزوج ابنتها وعدداً من أفراد عائلتها الذين التحقوا بركب الشهداء وهم يدافعون عن أرضهم، ليجدوا أنفسهم تحت وطأة قصف الميليشيات ومخاطر الطريق المحفوف بالمخاطر المحدقة والذي يشبه طريق الموت، خاصة مع وجود آلاف الألغام التي تمت زراعتها من قبل الميليشيات في المناطق التي كانوا يسيطرون عليها.

معاناة نازحي الحديدة
يشترك نازحو الحديدة في حجم المعاناة والرحلة الشاقة، لكن قصصهم لا تتشابه في الألم والخوف الذي عاشوه تحت القصف العشوائي العنيف بجميع أنواع الأسلحة التي طالتهم ودمرت العديد من منازلهم، الأمر الذي اضطرهم للنزوح والهروب من الميليشيات الانقلابية التي عاثت في الأرض فساداً.
وقال أحد النازحين من الحديدة إلى مخيم «الرباط» بمحافظة لحج، إنه «تم إجبارهم على المغادرة وترك كل ما لديهم من حاجيات بعد أن نفد العتاد وتم حصارهم، وبعد أن قطعت كل السبل ولم يجدوا خياراً آخر غير المغادرة والنزوح إلى محافظة أخرى، حيث اضطروا للنزوح جراء القصف المتواصل من قبل الميليشيات على مناطقهم، والتي باتت تشكل لهم ولأطفالهم مصدر خوف وقلق، خصوصاً بعد استهداف أماكن ومنازل المدنيين بشكل عشوائي».
وأضاف «خرجنا متوجهين إلى محافظة عدن التي تعتبر منطقة آمنة لنا، والطريق لها لم يكن باليسير، فقد عانينا من مخاطر السفر ونقاط التفتيش، وحتى عند وصولنا، تركنا لأيام عدة قبل وصولنا لمخيم الرباط الخاص بالنازحين في محافظة لحج».

طفلة نازحة: لا أنام
الطفلة آيات حسن، ذات العشرة أعوام من منطقة «الربصة» في الحديدة، تقول «إنهم اضطروا لمغادرة منطقتهم قبل حوالي شهر مع أخواتها وخالتها، تحت الشمس الحارقة ونقص المياه والمؤن، متجهين إلى مدينة الخوخة». وتضيف آيات ودموعها في عينيها، أنها تفتقد أهلها وحياتها ومنزلها وصديقتها في منطقتها، كما أن والدها ووالدتها لم يتركا منزلهما في الحديدة، ورغم أنها موجودة في مكان آمن بعيداً عن القصف وأصوات الرصاص التي كانت تطلقها عصابات الحوثيين كل ليلة، لكنها لا تستطيع أن تنام أيضا بعيداً عن والدتها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©