الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بكين تهاجم ترامب بعد تصريحاته بشأن «الصين الواحدة» وتايوان تصمت

12 ديسمبر 2016 12:37
هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بعدم الاعتراف بعد الآن بمبدأ «الصين الواحدة» الذي دفع واشنطن إلى قطع علاقاتها مع تايوان في 1979، إذا لم تقدم بكين تنازلات خصوصاً في قطاع التجارة.   قالت الصين، اليوم الاثنين، إنها قلقة للغاية حيال تصريح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ليست ملزمة بالضرورة بالالتزام بموقفها الثابت منذ زمن طويل بأن تايوان هي جزء من «الصين الواحدة». وقال قنع شوانغ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خلال الإفادة الصحفية المنتظمة إن سياسة «الصين الواحدة» هي أساس العلاقات الصينية- الأميركية وحث الإدارة الأميركية المقبلة على تفهم حساسية قضية تايوان. ورداً على هذه التصريحات، حذرت صحيفة صينية اليوم الاثنين من أن «سياسة الصين الواحدة غير قابلة للتفاوض» مؤكدة أن التخلي عنها قد يدفع بكين إلى تقديم الدعم لأعداء الولايات المتحدة. وفي مقابلة أجرتها معه قناة «فوكس» الأميركية، قال ترامب رداً على سؤال عن اتصاله الهاتفي مع رئيسة تايوان تساي اينغ-وين: «لا أريد أن تملي علي الصين ما يجب أن افعله». وأضاف الرئيس المنتخب مدافعاً بشدة عن نفسه، أنه كان من المهين عدم الرد على اتصال تساي التي كانت تريد تهنئته بفوزه في الانتخابات. وقال متسائلاً: «كان اتصالاً لطيفاً وقصيرًا، باسم ماذا يمكن لأمة أخرى أن تقول إنه يجب ألا أرد على الاتصال؟». وأكد أنه أبلغ بهذا الاتصال قبل ساعات فقط على تلقيه، وليس قبل أشهر أو أسابيع كما ذكرت مؤخراً صحيفة «واشنطن بوست». وكانت ترامب خرق في هذا الاتصال الهاتفي المباشر الذي جرى قبل 10 أيام مع رئيسة تايوان، أحد مبادئ الدبلوماسية الأميركية منذ 40 عاماً. فمنذ 1979 ولتجنب إغضاب الصين، لم يتصل أي رئيس أميركي يمارس مهامه أو منتخب برئيس تايواني، بينما تدافع واشنطن عن مبدأ «الصين الواحدة». «جاهل مثل طفل» من جهتها، قالت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية في مقال لا يحمل توقيعاً نشر على موقعها الإلكتروني إن «سياسة الصين الواحدة لا يمكن المساومة عليها»، واصفة ترامب بأنه «جاهل في الدبلوماسية تماما كطفل». وحذر المقال من أنه إذا دعمت الولايات المتحدة استقلال تايوان وزادت مبيعات الأسلحة للجزيرة، فإن الصين قد تقدم الدعم «لقوى معادية للولايات المتحدة». وتساءلت الصحيفة: «ما الذي يمنعنا من دعم تلك القوى بشكل علني، أو بيعها أسلحة سراً؟». وإلى جانب القضايا التجارية، اتهم الرئيس الأميركي المنتخب الصين بعدم التعاون مع الولايات المتحدة في مجال أسعار صرف العملات. وقال: «نحن نتأثر جداً بخفض قيمة» العملة الصينية، معتبراً أن هذه السياسة النقدية لبكين تسمح بتحفيز الصادرات الصينية. وأشار إلى أن الصين «تفرض رسوماً» على المنتجات الأميركية «على الحدود بينما لا نفرض نحن رسوماً على بضائعهم». وهاجم ترامب السياسة الدفاعية للصين أيضاً، وقال إن بكين «تبني حصناً هائلاً في بحريْ الصين الجنوبي». وحول التهديد الذي تشكله الأسلحة النووية التي تملكها كوريا الشمالية، قال ترامب إن الصين حليفة بيونغ يانغ «يمكنها تسوية هذه المشكلة». «لا يفعلون شيئًا لمساعدتنا» وقال ترامب إن الصينيين «لا يفعلون شيئاً لمساعدتنا». وكانت الصين صوتت في نهاية نوفمبر مع فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بعدما قررت الأمم المتحدة تشديد إجراءاتها.، كما قررت وضع سقف لصادرات الفحم الكورية الشمالية إلى الصين. وعلى الرغم من انتقاداته الحادة للصين منذ أشهر، عين الرئيس المنتخب هذا الأسبوع تيري برانستاد حاكم ولاية ايوا الذي تربطه علاقات جيدة مع الرئيس الصيني شي جينبينغ منذ 1985، سفيرًا لواشنطن في بكين. ورحبت وزارة الخارجية الصينية بهذا التعيين ووصفت برانستاد (70 عامًا) بـ«الصديق القديم»، معبرة عن أملها في أن يساهم في «تطوير العلاقات الثنائية». وبرانستاد أحد أوائل داعمي ترامب، التقى الرئيس الصيني للمرة الأولى في 1985 عندما كان شي مسؤولاً في أحد أقاليم الصين وقام بزيارة إلى أيوا، وكان برانستاد حاكماً للولاية حينذاك. وفي 2011، عاد برانستاد إلى منصب حاكم أيوا وزار الصين مرات عدة، وفي 2012 أقام مأدبة عشاء لشي في مدينة دي موين عاصمة الولاية قبل 9 أشهر من توليه منصب الرئيس. من جانبها، رفضت رئيسة تايوان تساي إنج ون، اليوم الاثنين، التعليق على تصريحات الرئيس الأميركي المتعلقة بسياسة «الصين الواحدة» والتي تنتهجها الحكومة الأميركية منذ فترة طويلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة في تايوان أليكس هوانج «ليس لدينا أي تعليق بشأن هذه المسألة»، ورفضت وزارة الشؤون الخارجية أيضاً إعطاء أي تعليق. وفي الوقت نفسه، دعا الحزب القومي الصيني (كومينتانج) المعارض إلى السلام والاستقرار في مضيق تايوان وإلى الاستمرار في اتباع نهج تجنب المفاجأة الذي نفذه الحزب أثناء فترة توليه السلطة فيما يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة والصين وتايوان. وقال اريك هوانج، مدير إدارة الشؤون الدولية في حزب «كومينتانج» إن «هذه هي أفضل وسيلة لتشكيل أساس لمصلحة شعوب جميع الأطراف المعنية».        
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©