مراد المصري (دبي)
حسم يوفنتوس مواجهة القمة مع نابولي في ليلة حافلة أمس الأول، تقلبت فيها مجريات اللقاء بين «أغنياء الشمال» و«أبناء الجنوب»، حتى جاءت اللحظة الحاسمة بقذيفة صاروخية من خارج منطقة الجزاء سددها الإيطالي سيموني زازا بكل دقة، سكنت شباك الحارس الإسباني رينا في الدقيقة «88»، وهو الفوز الغالي الذي اعتلى من خلاله اليوفي صدارة الترتيب بفارق نقطة واحدة عن نابولي بالذات، وبدأ يستشرف من خلاله حصد اللقب الخامس على التوالي.
وجاءت هذه المباراة لتضع اللمسات الأخيرة على اللوحة الفنية الجميلة التي رسمها «السيدة العجوز»، وهي تنجز رحلة العودة من القاع إلى القمة، بعد بداية كارثية بكل معنى الكلمة، حيث كان المركز الأخير أول محطات الفريق بخسارتين متتاليتين، فيما كانت المحصلة المركز الثاني عشر في الجولة العاشرة، لتبدأ بعد ذلك خطوات صعود القمة في المهمة التي كانت وقتها شبه مستحيلة لكنها تحولت إلى واقع، حيث نجحت كتيبة المدرب ماسيميليانو أليجري في تحقيق 15 انتصاراً متتالياً، سجل خلالها اليوفي 35 هدفا وتلقت شباكه 8 أهداف فقط، حافظ خلالها على نظافة شباكه في 10 مباريات، وعلى صعيد متصل نجح الفريق ببلوغ الدور الثاني لمسابقة دوري أبطال أوروبا، فيما قطع خطوة كبيرة لبلوغ المباراة النهائية لكأس إيطاليا المسابقة التي يدافع عن لقبها، بعد الفوز على الإنتر بثلاثية نظيفة في ذهاب الدور نصف النهائي.
وكان يوفنتوس يبتعد عن نابولي بفارق 9 نقاط في الجولة العاشرة، لكنه نجح بعد مرور 15 جولة في التقدم عليه بفارق نقطة واحدة، وهو الأمر الذي ركزت عليه صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت، التي وضعت عنوانا على غلافها، وكتبت: «مهرجان يوفنتوس، تخطي نابولي، تحليق زازا».
وأكمل اليوفي بهذا الفوز هيمنته على نابولي منذ تدشين ملعبه الجديد «يوفنتوس ستاديوم»، حيث حقق 5 انتصارات، سجل خلالها 12 هدفاً مقابل هدف وحيد لنابولي، حيث تفوق عليه عام 2012 بثلاثية نظيفة، وبهدفين دون رد عام 2012، وبثلاثية نظيفة أيضا عام 2014، وبنتيجة 3-1 العام الماضي، وجاء الدور هذا العام ليكمل الخماسية بهدف نظيف.
ورغم الخسارة نقلت الصحيفة تصريحات الإشادة بأداء نابولي الذي لعب بثقة عالية، وكاد ينجح بخطة الضغط المتقدم على اليوفي، لكن الفريق صاحب الخبرة الأكبر تمكن من حسم الأمور لصالحه في لحظة واحدة غاب فيها التركيز عن دفاع نابولي، حيث قال أليجري: كان اللقاء متوازناً ومتقارباً بين الفريقين، في لحظة واحدة كانت الأمور ستتغير وهو ما جعلنا نلعب بصبر وتركيز بانتظارها لخطف الفوز، لاعبو نابولي نجحوا بإغلاق المساحات وهو ما جعلنا نركز على اللعب بأربعة مدافعين في المنطقة الخلفية لإدراكنا للقوة البدنية للمباراة.
وكشف أليجري، تمسكه بزازا خلال فترة الانتقالات الشتوية، ورفضه أن يرحل نظرا لمعرفته بقدراته .
لكنه أوضح أن هذه المباراة كشفت بعض الأمور التي يجب العمل عليها قبل مواجهة بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا، وقال: يجب علينا أن نحسن نسبة استحواذنا على الكرة قبل مواجهة الفريق الألماني، سنحتاج الكثير من العمل الشاق أمامهم.
من جانبه أوضح بيبي ماروتا المدير الرياضي ليوفنتوس، أن نابولي استحق ربما الحصول على نقطة من المباراة، لكن فريقه عرف كيف يخطف الفوز، وقال: بصراحة لو خسرنا كانت الأمور ستصبح صعبة، نابولي صعب الأمور علينا خلال المباراة لكننا نجحنا بتحقيق الأهم.
وعبر ساري مدرب نابولي عن خيبة أمله من الخسارة، وقال: لم يكن هناك فارق بالمستوى بيننا، المباراة كانت صعبة وبمستوى تكتيكي عالٍ، الخسارة لم تكن مستحقة بعد الأداء الذي قمنا به، ربما تسبب مشاكل نفسية لنا، لو خسرنا بنتيجة أكبر سأكون أكبر سعادة، وليس أن نخسر من تسديدة واحدة فقط!.
من جانبه أوضح لورينزو أنسيني لاعب نابولي، أن فريقه سيحاول عدم التأثر نفسياً بالخسارة، مع التركيز على حصد جميع النقاط الممكنة حتى نهاية المسابقة، وقال: لعبنا على نفس المستوى مع اليوفي، المباراة كانت متقاربة والنتيجة كانت ستنتهي لصالح أي فريق خلال المباراة.
عدد اليوم
