الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خليفة عبيد: أتمنى نقل الخبرات الحياتية والمعرفية إلى الشباب

خليفة عبيد: أتمنى نقل الخبرات الحياتية والمعرفية إلى الشباب
1 أكتوبر 2010 20:23
قضى الدكتور خليفة محمد عبيد نحو 30 عاماً في العمل بالقوات المسلحة إلى أن تقاعد في عام 1994، حيث شكّل ذاك العام بداية لمرحلة جديدة في حياته المليئة بالعطاء والإنجاز. فقد التفت إلى استكمال دراساته العليا وصولاً إلى الحصول على الدكتوراه في مجال «الأمن القومي»، وجال بعدها في دول العالم يتعرّف إلى الثقافات والحضارات المتنوعة، كما انشغل بأهم مشاريعه المتمثلة في فكرة «توليد الطاقة من الماء» التي حدثنا عنها بإسهاب في حوارنا معه. بعد وصول الإنسان إلى مرحلة التقاعد لابد وأن تكون حصيلته من الخبرات الحياتية والمعرفية وفيرة، وإذا ما استطاع توظيف هذه الخبرات التي تراكمت لديه عبر سنوات عمره المديدة، من الطبيعي أن يتمخض عن ذلك أعمال رائعة وأفكار عظيمة يستفيد منها الفرد ذاته بنفس القدر الذي يستفيد منها مجتمعه. التحصيل العلمي عند انتقال عبيد من الحياة العسكرية إلى الحياة المدنية واجه بداية بعض الصعوبات، يشير إليها ويقول: “بعد التقاعد عانيت في التأقلم مع الحياة الجديدة، كوني تعودت على أسلوب حياة معين داخل القوات المسلحة، أسلوب يقوم على النظام في جميع المعاملات، بما يجعل الفرد يستفيد من كل عمل يؤديه أو وقت ينفقه. بينما الحياة المدنية يغلفها الروتين وعدم الالتزام لدى كثير من الأفراد”. ويوضح “سعيت إلى الاستفادة من وقتي في استكمال دراستي العليا، إلى أن حصلت على درجة الدكتوراه في الأمن القومي من أكاديمية ناصر العسكرية العليا في جمهورية مصر العربية في عام 1999. وأفادتني دراستي في هذا التخصص عبر كثير من المناحي، وفتحت أبوابا عدة للحياة المدنية كانت مغلقة أمامي”. زخم الأفكار تعرف عبيد خلال مرحلة الدراسة تلك إلى كثير من المجتمعات وما يدور بها، واستطاع الإلمام بمفردات الحياة في المجتمع والموارد وكيفية استغلالها بالشكل الأمثل الذي يمنحها الاستدامة. وفي ذات السياق يشدد على أن “دراسة الأمن القومي، بكل ما تحويه من نظريات وتحليلات عميقة لمختلف أمور الحياة التي تجري حولنا، دفعته للتفكير بشكل مغاير في الموارد المتاحة وجعلت لديه زخماً من الأفكار في كل المجالات”. عن أهم الأفكار التي توصل إليها عبيد، يقول: “هناك فكرة توليد الطاقة من الماء والتي ضمنها مشروع متكامل الأركان قدمه إلى الجهات المختصة في دولة الإمارات، وهو قيد الدراسة الآن. الشعور بالرضا فيما يخص علاقة الدكتور عبيد بالأسرة في هذه الفترة المميزة من حياته، يقول: “من الطبيعي أن يكون هناك مزيد من الوقت لأقضيه مع الأهل والأبناء، لذلك صارت العلاقة أكثر تفاهماً وارتباطاً واطلاعاً على مشكلاتهم وملامسة لها، وهي من أفضل الأمور التي يكتسبها ولي الأمر من جريرة التقاعد، لأنه يمنحه الوقت للتركيز في تربية الأبناء، وهو ما يفتقده كثيراً أثناء سنوات العمل الطويلة”. وبالنسبة للأصدقاء، يشير إلى أن علاقته بهم قد تأثرت بفعل مشاغل الحياة والوضع المصاحب لعملية التقاعد، فقد كان هناك زخم من الأصدقاء أثناء العمل ولكن بعد الإحالة إلى المعاش انكمش عدد هؤلاء الأصدقاء، ولم يعد هناك تواصل سوى مع عدد قليل منهم. يقول في ذلك: “على الرغم من كون انحسار الصداقات أمرا مؤلما وليس ساراً مطلقاً، إلا أنه أمر طبيعي في أيامنا هذه، فسمة العصر هي غلبة علاقات العمل على علاقات الصداقة”. وحول ما اكتسبه بعد سنوات العمل الطويلة تلك، يقول: “أشعر بارتياح كبير لأنني -والحمد لله- أديت واجبي نحو الوطن، وعملت قدر استطاعتي على رد جزء من جميل الوطن علي، لذا أشعر بالرضا التام لأنني سعيت إلى خدمة بلدي بكل إخلاص، وكنت مساهماً مع غيري من بني وطني في تحقيق النهضة الحضارية والطفرة الكبيرة التي تشهدها حالياً دولة الإمارات، والتي قامت على جهد وسواعد أبناء البلد المخلصين”. أهمية الطموح يشير عبيد إلى أهمية الطموح ودوره في حياة من هم في مثل مرحلته العمرية، يقول: “إن للطموح عدة أشكال ولا يرتبط بمرحلة عمرية دون غيرها، ولكن يجب أن يكون الطموح معقولاً وقابلاً للتحقيق وليس ضرباً من المستحيلات، فالطموح يجب أن يستمر ويكبر في حياة الإنسان. لذا في مرحلتي العمرية هذه كل ما أطمح إليه هو إنجاز مشروعات وأفكار تفيدني والمجتمع في آن واحد”. أما عن هواياته فيقول: “أنا شغوف برياضة الهجن وأحرص على متابعة كافة سباقاتها، كما أهوى السياحة والسفر حيث زرت العديد من دول العالم سواء في الغرب أو الشرق، ورأيت ما بها من أساليب ثقافية وحضارية مغايرة للتي نشأت وعشت فيها، وهو ما مثل لي متعة فكرية وبصرية لم تكن لتتحقق لولا وجود متسع من الوقت أتاحه لي التقاعد”. نصائح يوجه الدكتور عبيد بعض النصائح للشباب الذين هم الآن في بداية حياتهم العملية، يقول: ? أتمنى من كل شاب قبل الانخراط في أي عمل أن يطلع على ما قام به من سبقوه، ويستفيد منهم لأنهم أصحاب خبرة كبيرة، لابد أن يحسن استغلالها والإفادة منها، فتلك الخبرة قاعدة لبناء كبير وهو مستقبله المهني الذي شرع في الدخول فيه. ? ينبغي أيضاً على كل شاب أن يدعم مؤهله العلمي بالإطلاع الحر والبحث في مجاله كون ذلك ينعكس على حسن أدائه في العمل، ومن ثم النجاح في العمل على المدى البعيد. ? على الشاب أن يسأل في حالة عدم المعرفة، فالسؤال ليس عيباً، وإنما العيب هو إضاعة الوقت في التجربة والخطأ، وهو ما قد يكلف الشاب سنوات من عمره، يضيعها بلا طائل، كان من الممكن أن يوفرها من خلال أسئلة بسيطة يوجهها لمن هم أكثر منه خبرة ودراية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©