الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشجار «العيينة» يرويها «الحابوط» ويحميها «الكبوس»

أشجار «العيينة» يرويها «الحابوط» ويحميها «الكبوس»
1 أكتوبر 2010 20:21
عرفت منطقة العيينة منذ القدم بعذوبة المياه والأرض الخصبة، وكان أهالي منطقة الحلاة يتنافسون في الزراعة، من أجل الحصول على أكبر كمية من ثمار العيينة الطيبة، وبالأخص النخيل والهمبا والليمون، التي تشتهر بها العيينة. وقبل افتتاح طريق دبا مسافي عام 1979، كان وادي العيينة هو الطريق الرئيسي للقوافل، ويتذكر الكثير من الناس القادمين من دبا باتجاه دبي والشارقة وأبوظبي ذلك الوادي الذي تغمره المياه على مدار أيام السنة. وتقع العيينة جنوب غرب مدينة دبا بـ 20 كيلو مترا، وسميت بهذا الاسم لكثرة عيون المياه التي كانت تتفجر بها، كما يقول سالم الصريدي الذي يحتفظ بذكريات جميلة حيث قضى أيام الطفولة مع والده وهو يزرع النخيل هناك. والعيينة عبارة عن بستان يتكون من أشجار النخيل والهمبا والليمون واللوز، ومعظم هذه الأشجار معلقة على حواف الوادي، حيث تتعانق الأغصان على طول الطريق مشكلة منظراً بديعاً، ويوجد في العيينة اليوم ما بين ثلاثين إلى خمسين بستانا، يضم كل بستان من 40 إلى 60 نخلة، بالإضافة إلى أشجار الهمبا والليمون المتناثرة على طول مجرى الوادي. وكان اهتمام المزارعين في الماضي ينصب على إقامة حواجز على طول مجرى الوادي بحيث تستطيع هذه الحواجز مواجهة مياه السيول، ويطلق عليها مصطلح الكبوس، وهو بناء من الحجارة والطين والذي استبدل اليوم بالإسمنت، وترتفع هذه الكبوس ثلاثة أمتار عن سطح الأرض، وتمت تسوية الأرض الزراعية لتتسع لعدد كاف من أشجار النخيل، لتشكل هذه الأشجار شكلاً متفاوتاً في الترتيب، بحيث يصل المزارع تدريجياً إلى كل بستان مختلف في ارتفاعه، وهكذا تمت زراعة أشجار العيينة التي ترتوي من الحابوط، وهي طريقة قديمة جداً لري الأشجار، حيث يقوم الحابوط بتوزيع المياه على المزارعين بنظام الحصص، ليأخذ كل مزارع حصته، وذلك بإشراف المزارعين أنفسهم، وتأتي المياه من العيون وتمر عبر القنوات والأفلاج لتصب في الحابوط، ويوجد في العيينة اليوم ما بين 4 إلى 5 حوابيط تمارس دورها القديم في ري المزارع، وحوابيط أخرى جفت بعد نضوب الكثير من العيون. والوصول إلى العيينة يتطلب سيارة ذات دفع رباعي (فور ويل) نظراً لوعورة الطريق، وعلى القادمين من أبوظبي ودبي والشارقة اتباع طريق مسافي الطيبة ومنها إلى العيينة عبر الطريق الوعر. أما القادمون من دبا والساحل الشرقي فعليهم الانعطاف يمينا عند مدخل الحلاة وبعد السير 3 كيلومترات بطريق ترابي تتضح بداية وادي العيينة. وإذا زرت العيينة ستلاحظ أثناء السير أشجار النخيل والغاف والسمر قد تناثرت على مدخل الوادي، الذي يضيق كلما اقتربت من منطقة العيينة حتى تصل إلى منبع العين، وهو المنبع الوحيد بعدما جفت باقي العيون، وأصبحت هذه العين هي المصدر الوحيد لري نخيل العيينة. وبإمكان السائح أن يستريح وسط أجواء الطبيعة الخلابة، والسكون الذي يقطعه ضجيج الأغنام، فالعيينة بالإضافة إلى أنها واحة غناّء تشكل مرعى خصبا، فأهل هذه المنطقة منذ القدم أصحاب زراعة ورعي ولا يزالون يحافظون على هاتين المهنتين، فتجد صاحب النخل لديه سرح من الأغنام، وكلمة سرح يستخدمها الراعي بدل كلمة قطيع، وهو يتفاءل بهذه الكلمة كما يقول الصريدي، فكلمة سرح تعني الانطلاق المبكر للأغنام للرعي، وهو دليل على نشاطها وحيويتها.
المصدر: العيينة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©