الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التثوير» من أجل «التدمير»

20 يوليو 2014 01:10
جاءت أحداث ما يسمى بالربيع العربي في وقت كانت فيه بعض شعوب تلك البلدان تعيش واحدةً من أكثر حقب الأزمات الحادة و التراجع الحضاري والاقتصادي ، ومما جعل الأمور أكثر سوءاً وظلاميةً، تدخّل شيوخ الفتنة في تلك الأحداث مما قضى على أي أمل في تحقيق التطلعات المشروعة للشعوب، بل جعلتهم يطمحون فقط إلى العودة للعيش بأمان. ، وقد أثبتت الأحداث بأن دُعاة الفتنة لم يكونوا سوى أشخاص انتهازيين يبحثون عن الوصول للسلطة على ظهور تلك الشعوب التي سُلِبت إرادتها. تُجار الدين الجدد أصبحوا نكبةً ووبالاً على الشعوب العربية، فما أن وجدوا فتنةً صغيرةً في بلد عربي إلا وقاموا بالنفخ في نارها حتى يُحوّلوا ذلك البلد الآمن إلى رُكام ويُصبح أرضاً محروقةً بلا شعب. لا يتوقفون عن تحريض العامة على إلقاء أنفسهم بالتهلكة، مُبررين ذلك بأن الحرية لها ثمن حتى لو كان قتل وتشريد مئات الآلاف، بينما هم يعيشون وفلذات أكبادهم في بحبوحة من العيش. المثير للاستغراب أنه ما إن يذهب أحد أبنائهم إلى مناطق الفتنة حتى تراهم يتباكون ويستنجدون بحكوماتهم، التي يصفونها بالمستبدة والفاسدة، من أجل استعادة أبنائهم إلى أحضانهم. لا أعلم أين هم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لزوال الدنيا ومن عليها أهون عند الله من إراقة دم رجل مسلم» ومن قوله عليه الصلاة والسلام «لأن تُهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم رجل مسلم». لا زلت أتذكر أحد أولئك المشايخ عندما وضع تغريدة في حسابه على تويتر قبل نحو السنتين يبحث فيها عن مزرعة في سوريا لأنه على ما يبدو كان متيقناً من سقوط النظام الحاكم، وما هذا إلا دليل على الجهل بأبجديات السياسة وأغوارها، فهل ما زال يبحث عن مزرعة؟؟ شيخٌ آخر ذكر في إحدى البرامج الحوارية التلفزيونية بأنه ليس بسياسي ولا يفقه في أمور السياسة، في حين أن أغلب تغريداته عبارة عن تحليلات سياسية وتحريض على الفتن وعلى قلب أنظمة الحكم العربية. كلمة أخيرة: لا يشك عاقل في أنّ تثوير شيوخ الفتنة للشعوب العربية كان هدفه الأسمى هو التدمير، لأنه الفن الوحيد الذي يُتقنونه ولا يُجيدون غيره. ونحمد الله عز وجل بأن أرض الإمارات الطيبة لا تسمح بظهور مثل هذه الفئة الخبيثة. عبدالرحمن النقبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©