الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خوفاً من الزحف.. حقول نفط كركوك بلا مهندسين

خوفاً من الزحف.. حقول نفط كركوك بلا مهندسين
26 أكتوبر 2017 21:46
بغداد (رويترز) عندما دخل الجيش العراقي وميلشيات «الحشد الشعبي»، المدعومة من إيران، منشأة رئيسة لمعالجة النفط في شمال العراق لاستعادتها من أيدي قوات البشمركة الكردية، الأسبوع الماضي، كانت المنشأة مهجورة وأجراس الإنذار تدق بها. وكان المهندسون والعمال في المنشأة التي تعالج النفط المنتج من حقلين في منطقة «كركوك» قد لاذوا بالفرار خوفاً من الزحف العسكري. وقال مصدر كبير بصناعة النفط الكردية، «لم يكن أحد يريد المخاطرة بحياته، وقرر الجميع إخلاء الموقع لأن الحكايات عن الميليشيات الشيعية كانت تنتشر بسرعة». وطلب المصدر الكردي عدم الكشف عن هويته. وصل المهندسون العراقيون على رنين أجراس الإنذار تحذر من أعطال في النظام، الأمر الذي دفعهم لإغلاق الآبار على الفور. والآن يحتاجون كلمات السر وخبرات نظرائهم الأكراد لاستئناف إنتاج النفط بالكامل. ومن المرجح أن يحرم فقدان السيطرة على حقول نفط كركوك حكومة إقليم كردستان العراق من عائداتها الحيوية، ويتسبب في قلق عميق لدى شركات التجارة العالمية، مثل «فيتول» و«جلينكور»، اللتين منحتا حكومة الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي مليارات الدولارات قروضاً بضمان مبيعات النفط المستقبلية. وجاء الهجوم العسكري الخاطف، الذي شنّه الجيش العراقي في شمال البلاد، بعد أن أجرى إقليم كردستان استفتاءً على الاستقلال الشهر الماضي. وقال مهندس من شركة نفط الشمال، التي تديرها بغداد، امتنع عن ذكر اسمه لأنه تلقى أوامر ألا يتحدث علانية عن هذا الموضوع: «دخلنا منشآت حقل النفط بعد هروب العمال الأكراد، ووجدنا ملابس العمل وأحذية الأمان ملقاة على الأرض». وأضاف «يبدو أن العمال خلعوها وفروا بسرعة كبيرة». ودخلت أطقم شركة نفط الشمال منشآت النفط في حقلي «باي حسن» و«أفانا» يوم 17 أكتوبر للمرة الأولى منذ 2014، عندما طردت قوات البشمركة تنظيم «داعش» من المنطقة ووجدت جميع محطات النفط الخام مهجورة. وكانت قوات البشمركة أيضاً قد انسحبت من المواقع. وذكر مهندس شركة «نفط الشمال»: «بعد أن اكتشفنا أن بعض المعدات الرئيسة مختفية، وكانت لوحة التشغيل تطلق أجراس الإنذار بحدوث عطل في معالجة النفط الخام أغلقنا الآبار على الفور». وبعد أسبوع من العملية، لا يزال المهندسون العراقيون يكافحون لاستئناف إنتاج النفط في كركوك، ويقولون «إنهم لا يزالوا يحاولون فهم كيفية تشغيل المعدات، التي تعالج نحو 350 ألف برميل من النفط يومياً». وأدى الهجوم العسكري إلى انخفاض إنتاج إقليم كردستان من النفط إلى أقل من النصف وخفض صادرات الإقليم للأسواق العالمية عن طريق تركيا بأكثر من الثلثين. وقال مصدر كردي من صناعة النفط، مطلع على عمليات تحميل الصادرات، «إن انخفاض الصادرات حرم المنطقة من عائدات تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار على مدار الأسبوع الأخير». ووجه ذلك ضربة أخرى لمصادر تمويل الإقليم الواقعة بالفعل تحت ضغوط الحرب على «داعش» وأزمة الميزانية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط. وقد طالبت الولايات المتحدة الجانبين باستئناف الحوار، وقالت «إن التوترات تعرقل جهود الحرب على التنظيم». ويقول الجانبان «إن استئناف إنتاج النفط وصادراته بصورة طبيعية سيكون تحدياً صعباً وسيستغرق أسبوعاً آخر على الأقل، ولن ينجح إلا إذا اتفق المهندسون العراقيون والأكراد على التعاون».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©