الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

خصوم «داعش».. معركة أخيرة وتضارب مصالح

خصوم «داعش».. معركة أخيرة وتضارب مصالح
26 أكتوبر 2017 21:45
بيروت (أ ف ب) فقد تنظيم «داعش» الإرهابي سيطرته تدريجياً على المناطق التي كانت خاضعة له في سوريا والعراق، لينحسر وجوده حالياً في منطقة حدودية بين البلدين تشكل نقطة التقاء مصالح لقوى إقليمية ودولية. ويسيطر التنظيم المتطرف حتى الساعة على منطقة حدودية صحراوية تمتد من محافظة دير الزور السورية في الشرق إلى الأنبار في غرب العراق، حيث تقع مدينتا «البوكمال» و«القائم» الحدوديتان. ومن المتوقع أن يخوض «داعش» معركة قاسية للحفاظ على مركز ثقله الأخير، ويتوقع أن تلتقي القوات السورية والعراقية عند نقطة على جانبي الحدود لتطويق التنظيم المتطرف في منطقة وادي الفرات، الممتدة من دير الزور إلى القائم. ويقول الخبير في معهد «التحرير» لدراسات الشرق الأوسط ومقره واشنطن حسن حسن: «إن هذه المنطقة تشكل مركز الثقل الحيوي للتنظيم». وتعتبر هذه المنطقة، وفق قوله، «أكثر تعقيداً من مناطق أخرى، فمنها برز داعش». وأعلن العراق أمس بدء العمليات العسكرية لدحر التنظيم المتطرف من مدينة القائم، وتشارك في المعارك القوات العراقية المدعومة من واشنطن و«الحشد الشعبي»، وهي ميلشيات مدعومة من طهران. أما القوات السورية، ومن معها من مقاتلين لبنانيين في «حزب الله» الإرهابي، أو أفغان وعراقيين وإيرانيين، فلا تزال تحتاج إلى بعض الوقت، إذ تبعد عن البوكمال مسافة 50 كيلومتراً على الأقل. ويريد تنظيم «داعش»، الذي استولى على أراض واسعة في سوريا والعراق في عام 2014، بحسب حسن، «البقاء والاستمرار في هذه المنطقة؛ بسبب وادي نهر الفرات والصحراء الممتدين في البلدين على حد سواء، وكذلك بفضل المساحات الواسعة التي تغيب عنها السلطات». ويتحدث حسن عن «منطقة نائية وساحة أكثر صعوبة من غيرها على الصعيدين الجغرافي والاجتماعي». والمنطقة ذات طبيعية صحراوية، وهي فقيرة ومهملة من السلطات المركزية، كما يغلب عليها الطابع القبلي. وتعيش من الجانب السوري عشائر عربية مسلحة بشكل جيد، وتكن عداءً لكل من نظام الرئيس السوري بشار الأسد والأكراد على حد سواء، وفق محللين. ولا يزال «داعش» يضم في صفوفه آلاف المقاتلين الذين استعدوا، وفق حسن حسن، «للبقاء في هذه المنطقة الصحراوية على الجهتين السورية والعراقية»، إذ أن مخططهم المقبل يقضي بالحفاظ على هذه المساحة كمركز لعصيانهم في كلا البلدين، يتدربون فيه ويطلقون منه هجماتهم. وتتركز أنظار قوى إقليمية ودولية على منطقة وادي الفرات هذه. وتشكل محافظة دير الزور الغنية بحقول النفط والغاز حالياً مسرحاً لعمليتين عسكريتين: الأولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي على الضفة الغربية لنهر الفرات حيث تقع البوكمال، والثانية تنفذها قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي على الضفة الشرقية. ويقول الباحث في مركز الشرق الأوسط في معهد «بروكينغز» «كريستوفر ميسيرول»: «تعتبر هزيمة داعش الجزء الأسهل، أما الأصعب فهو توفير السلام، عبر ضمان ألا تبدأ الأطراف في دير الزور بالقتال في ما بينها». ويضيف: «لا يمكن للرهان على الوضع في دير الزور أن يصل إلى أبعد مما هو عليه الآن»، موضحاً: «يريد نظام الأسد أن يسيطر على المنطقة الغنية بالنفط حول مدينة دير الزور، ويريد الإيرانيون طريقاً برية إلى البحر المتوسط، ويريد الأكراد حاجزاً يفصل بين أراضيهم في الشمال وقوات الأسد». وانعكس التنافس بشكل واضح نهاية الأسبوع الماضي، حين سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على حقل العمر النفطي، الذي كان يشكل هدفاً للجيش السوري وحليفته روسيا. ويقول «ميسيرول»: «الوضع أشبه بما كان عليه نهاية الحرب العالمية الثانية، حين توجهت القوات السوفياتية والأميركية إلى برلين». وتصرّ الحكومة السورية وحليفتها إيران على استعادة هذه المنطقة لمنع الأميركيين من الوقوف عائقاً أمام طهران، التي تريد ضمان طرق برية لها إلى سوريا ولبنان، مروراً بالعراق. أما الولايات المتحدة فكانت فعلياً تريد السيطرة على الحدود السورية العراقية، ما يتيح لها إمكانية قطع «الممر الإيراني قيد الإنشاء»، حسبما يؤكد الخبير في الشؤون السورية في جامعة ستانفورد «فابريس بالانش». ويضيف: «لكن ليست لديهم الإمكانية أو حتى النية الجدية، إذ يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد الانتهاء من داعش والتوقف عند هذا الحد».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©