الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إذاعة واتساب».. ملاذ اللاجئين الروهينجا المتعطشين لأخبار الوطن

«إذاعة واتساب».. ملاذ اللاجئين الروهينجا المتعطشين لأخبار الوطن
26 أكتوبر 2017 21:42
كوكس بازار (رويترز) جلس ممتاز الحق أحد أفراد الروهينجا المسلمين في متجر البقالة الذي يملكه، عند سفح تل بمخيم للاجئين في بنجلادش في استراحة من عمله، وراح يستمع لتسجيل صوتي على هاتفه المحمول، بينما حلّق من حوله أطفال وبعض المارة للاستماع لآخر الأنباء من ميانمار. ويقول ممتاز الحق، البالغ من العمر 30 عاماً، وهو يشغل رسالة صوتية على «واتساب»، يشرح المتكلم فيها مقترحات حكومة ميانمار لإعادة اللاجئين إلى قراهم: «أستمع لها لأني أحصل على بعض المعلومات عن وطني». ويعيش ممتاز الحق في بنجلادش منذ موجة سابقة من العنف في ولاية راخين بميانمار عام 1992، غير أن عدد اللاجئين ارتفع بشدة في الأسابيع الأخيرة ليتجاوز 800 ألف، بعد عملية عسكرية واسعة شنّها جيش ميانمار وتسببت في فرار نحو 600 ألف من الروهينجا إلى بنجلادش. وقد وصل عشرات الآلاف من اللاجئين المرهقين، ومعهم ما لا يزيد على جوال من الأرز وبضعة أوان وهاتف محمول يعمل ببطارية شمسية رخيصة، وكثيرون منهم يتعطشون لأنباء عما يدور من أحداث في الوطن. ولقلة المصادر الإخبارية بلغة اللاجئين الأصلية وتدني مستوى التعليم، أصبحت الرسائل الصوتية ورسائل الفيديو عبر تطبيقات مثل «واتساب» و«فيسبوك» و«يوتيوب» بمثابة الإذاعة التي تنقل الأخبار للروهينجا المسلمين طائفة الأقلية في ميانمار. وظهرت عشرات المجموعات على «واتساب» لسد ذلك الفراغ في المعلومات. ويتنوع ما يتم بثه من خلال هذه المجموعات بين لقطات درجة وضوحها ضعيفة لأعمال عنف، إلى قوائم بأسماء وأعداد المفقودين في فوضى النزوح، أو حتى شرح من أحد المتعلمين من أفراد الروهينجا لكيفية التأقلم مع الحياة في المخيمات. وفي متجر يبيع المشروبات الباردة بمخيم «ليدا» للاجئين، أدار رجلان بث «أخبار واتساب» من خلال مكبر للصوت. وروى رجل، وهو يلهث، مشهداً قيل «إنه من قرية في منطقة بوتيداونج في ميانمار»، وتولى الترجمة لاجئ يدعي «محمد زبير». وأوضح زبير مترجماً ما يصدر من خلال مكبر الصوت، واستخدم لفظاً شائعاً في بنجلادش، وأشار إلى البوذيين في ولاية راخين: «إنهم يحاصرون القرية، ونحن نتعرض للهجوم من الجيش والبوذيين.. بعض الناس أصيبوا بجروح خطيرة». وقال زبير عن فحوى البث: «أثق فيها ثقة مطلقة». وعادة تضم مجموعات «واتساب» مئات الأعضاء، وهو ما يعني أن انتشار المعلومات يتوقف على من ينقلونها، ولا يعرف كثيرون من المستمعين من هو صاحب الرسالة، أو مدى الثقة في أمانة المتكلم. وقال البعض: «إن من الشائع تلقي تقارير قديمة أو غير دقيقة». ويخشى كثيرون أيضاً أن تكون طبيعة مجموعات «واتساب»، التي لا تخضع لضوابط، سبباً في زيادة فرص الأصوات الحريصة على أهداف خاصة بدلاً من مجرد نشر الحقائق. وتهيمن على بعض المجموعات رسائل صوتية تحضّ على تقديم الدعم، وتنقل أنباء آخر التحركات العسكرية، وتتضمن بيانات صحفية رسمية، ويخشى اللاجئون من أن تسعى السلطات الأمنية في بنجلادش لمراقبة الرسائل. وفي ذلك المقهى في مخيم «كوتوبالونج»، توقف اللاجئون عن الاستماع للرسائل عبر مكبرات الصوت خلال ساعات النهار، وأصبحوا يفضلون الاستماع إليها سراً أثناء الليل. ومع ذلك يقول كثيرون من الروهينجا: «إن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دوراً أساسياً في الحفاظ على الروح المعنوية بين أفراد الطائفة». وأكد ممتاز الحق، صاحب متجر البقالة أن «شعب الروهينجا ليس منظماً، ولا يمكنهم أن ينفسوا عن شعورهم بالإحباط بأي وسيلة أخرى، ولذا فإن تلك هي وسيلة الاحتجاج».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©