ماجد عبدالله: الأخضر أخطأ عندما اعتقد أن مباراة تونس هي كل كأس العالم

ماجد أحمد عبدالله هو أحد أبرز رموز الكرة السعودية، ظل لسنوات طويلة النجم الأول في كرة بلاده فاستحق لقب ''بيليه الصحراء''· عندما شارك في دورة الخليج لأول مرة ''الدورة الخامسة ببغداد عام ''1979 وسجل خمسة أهداف في مباراة واحدة أمام قطر· وعندما شارك مع المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم، حقق معه إنجازا تاريخياً بالصعود للنهائيات لأول مرة في مونديال أميركا ،1994 وعندما قاد خط هجوم نادي النصر حقق معه العديد من الألقاب المحلية والآسيوية· ولكل هذه الأسباب تتجسد قيمة الحوار مع ماجد عبدالله بعد ساعات من خروج المنتخب السعودي من نهائيات مونديال 2006 بعد أن احتل المركز الأخير في المجموعة الثامنة التي تضم أسبانيا وأوكرانيا وتونس· * كيف تقيم المشاركة السعودية في المونديال الحالي؟ ** أولاً يجب الاتفاق على أن أي ظهور مونديالي للمنتخب السعودي يعد مكسباً كبيراً حيث يمنح الكرة السعودية مزيداً من الخبرة من خلال أداء مباريات مع منتخبات قوية ما كان لنا أن نواجهها الا في مثل هذه المناسبات الكبيرة، ومع ذلك فإنني اتفق على أن الصعود للنهائيات للمرة الرابعة على التوالي كان يجب أن يقدم خلاله المنتخب السعودي وجهاً مغايراً يتوازى مع طموحات مسؤوليه وجماهيره· * وسألته: ولماذا لم يحدث ذلك؟ ** أجاب ماجد: المشكلة هي أن المنتخب السعودي في مشاركته المونديالية الأولى بأميركا 1994 والنتائج الجيدة التي حققها هناك اعتقد أن ذلك هو نهاية المطاف، وأن صعوده للدور الثاني في تلك البطولة فيه ما يكفي لتأكيد مكانة الكرة السعودية وتميزها، برغم أن المنطق يقول أن ما تحقق عام 1994 كان يجب أن يكون بداية وليس نهاية، وبكل أسف فإن أداء الفريق في 1998 و2002 و2006 أظهر المنتخب السعودي وكأن ما حدث عام 1994 لم يكن سوى استثناء وليس قاعدة ترتكز عليها الكرة السعودية· وعن تقييمه لفترة إعداد المنتخب للبطولة الحالية مقارنة ببرنامج إعداده لمونديال 1994 قال ماجد: الفارق كبير، فقبل مونديال 1994 تفرغ اللاعبون لمدة عام كامل بعيداً عن أنديتهم وكان هناك تركيز كامل ورغبة أكيدة لإظهار الوجه الحقيقي للكرة السعودية، لأن مثل هذه المناسبات الكبيرة تستوجب إعداداً يليق بحجمها وقيمتها، أما فيما يتعلق بالإعداد 2006 فجاء على فترات وانشغل اللاعبون بالعودة لأنديتهم للمشاركة في البطولات الخارجية والبعض الآخر انشغل بعقود الاحتراف، وانعكس ذلك على مردود الفريق خلال مشاركته الأخيرة التي جاءت أبعد ما يكون عن مستوى الطموح· * اسمح لنا بأن نفتش في أوراق المشاركة السعودية بالمونديال الحالي·· ونسأل لماذا لم يتمكن المنتخب السعودي من الفوز على شقيقه التونسي؟ ** لقد ارتكب المنتخب السعودي خطأ كبيراً عندما اعتقد أن مباراة تونس هي كل كأس العالم، لذا عانى في الشوط الأول من ضغوط هائلة انعكست سلبياً على مستواه، ولم يصحح أوضاعه الا في الشوط الثاني عندما شعر بالخطر وبأن المباراة ستضيع من بين يديه، وعندما تقدم بهدفين لهدف افتقد التركيز في الدقائق الأخيرة فخسر نقطتين غاليتين، في تكرار واضح للأخطاء التي ارتكبها الفريق في المباريات التجربية التي سبقت البطولة· وحقيقة الأمر فإن المنتخب السعودي لم يستثمر حالة المنتخب التونسي الذي بدا سيئاً في الشوط الأول·· وأسوأ في الشوط الثاني خاصة بعد استبدال اللاعب رياض بوعزيزي، ومع ذلك لم يكسب المنتخب السعودي سوى نقطة واحدة فلم تنفعه على الاطلاق في نهاية المطاق! * وماذا عن مباراة أوكرانيا؟ ** قال ماجد: المشكلة في مباراة أوكرانيا أننا احتفلنا بالفوز على الفريق الأوكراني قبل أن تنطلق المباراة، وعاش الشارع الرياضي حالة من التفاؤل المبالغ فيه، وتبارى الكثيرون في تحديد عدد الأهداف التي سيحرزها اللاعبون في المرمى الأوكراني من منطلق أن أوكرانيا سبق أن سقطت أمام اسبانيا بالأربعة، وساد شعور بأن اوكرانيا ليست سوى بوابة العبور للدور الثاني والغريب أن هذه الحالة انعكست على اللاعبين، وبرغم الهدف المبكر الذي سجله منتخب اوكرانيا بسبب ارتباك اللاعبين، إلا أن الفريق السعودي لم يصحح أوضاعه وتعددت الأخطاء التي تسببت في الرباعية الاوكرانية برغم قناعتي بأن الهدف الثالث كان يجب أن يحتسب خطأ ضد شيفتشنكو· * وماذا حدث أمام أسبانيا؟ ** لاشك أن الخسارة الثقيلة أمام أوكرانيا ألقت بظلالها على معنويات الفريق الذي أدرك صعوبة الصعود للدور الثاني حتى لو لعب الأسباب بالبدلاء، وفي الحقيقة أن المنتخب السعودي قدم أداء جيداً في الشوط الثاني وأضاع العديد من الفرص وتألق محمد نور ومبروك زايد بشكل واضح ·· لكن بعد فوات الأوان! * وسألت ماجد: من هو اللاعب الذي اعتقدت أنه سيكون ورقة رابحة للفريق في هذه المشاركة، لكنه فاجأك بتراجع مستواه؟ ** ماجد: قبل انطلاق معسكر المنتخب السعودي استعداداً لهذه النهائيات اعتقدت أن اللاعب سعد الحارثي سيكون المفاجأة الحقيقية للهجوم السعودي، لكن اللاعب، وبكل أسف لم يظهر بالمستوى المتوقع، لذا وضعه المدرب احتياطياً في تشكيلة المونديال ولم يشركه الا بعد اصابة ياسر القحطاني قبل ساعات من مباراة اسبانيا· * ما رأيك في اعتزال سامي الجابر مع نهاية المشاركة السعودية بالمونديال؟ ** أعتقد أن سامي اختار التوقيت المناسب للاعتزال، خاصة أنه أعلن قبل الوصول إلى ألمانيا أن مونديال 2006 سيكون نهاية مشواره مع المنتخب، وأتصور أن سامي قدم الكثير لمنتخب بلاده ولناديه واستطاع أن يحتل مكانة جيدة في الكرة السعودية بوجه عام· * قلت لماجـد:ما رأيك في استمرار البرازيلي باكيتا على رأس الإدارة الفنية للمنتخب في المرحلة المقبلة؟ ** أجاب: لا أعتقد أن باكيتا هو الشخص الأنسب للمنتخب السعودي في مرحلة ما بعد مونديال ،23006 فما قدمه مع الفريق منذ أن تولى تدريبه لا يمنحه حق الاستمرار، لقد تابعنا الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها اللاعبون خلال فترة الإعداد، وتصورنا أن المباريات المونديالية ستشهد تصحيحاً لتلك الأخطاء دون جدوى، وفي رأيي أن المنتخب في حاجه إلى مدرب جديد يقوده لآفاق أرحب في السنوات الأربع المقبلة، مع الوضع في الاعتبار أن تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات مونديال 2010 بجنوب أفريقيا ستكون أكثر صعوبة باشتراك منتخب استراليا الذي صعد للدور الثاني في المونديال الحالي بينما خرجت المنتخبات الآسيوية الأربعة الأخرى من الدور الأول· * بعد ما شاهدته من اخفاق عربي في نهائيات مونديال 2006 هل تعتقد أن هناك لاعباً عربياً يستحق تلك الملايين التي نسمع عنها بين آن وآخر· ** في رأيي أن مونديال 2006 كشف الخلل الذي تعاني منه الكرة العربية، فنحن في واد والكرة العالمية في واد آخر، فاللاعبون البدلاء في المنتخبات الأخرى أعلى مستوى من لاعبينا الأساسيين، ولولا المزايدة بين الأندية ما وصل سعر اللاعب العربي إلى هذه الأرقام التي تدهشنا دون أن يقدم اللاعب ما يوازي ما يحصل عليه من امتيازات وأتصور أنه آن الأوان لتقييم الموقف من جديد على كل الأصعدة حتى لا تبقى الكرة العربية مجرد عنصر هامشي في مثل تلك البطولات الكبيرة· * سؤال أخير: ما هي آخر أخبار مهرجان اعتزالك؟ ** قال ماجد: سيقام المهرجان نهاية هذا العام وسيشارك فيه فريق عالمي كبير وسيحفل بالعديد من المفاجآت التي ستجعل منه مهرجان اعتزال مميز بكل المقاييس·