الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

حالة بطولة في الشارع الألماني

حالة بطولة في الشارع الألماني
26 يونيو 2006 00:14
رسالة ميونخ يكتبها ويصورها: أكرم يوسف من الصعب الآن أن يتقبل منك أي مواطن ألماني كلمة واحدة تشكك في قدرات '' المانشيفت الألماني على الفوز''بالفليت مايستر'' أي كأس العالم· الفوز على السويد مساء أمس الأول 2-صفر، ومن قبل الفوز على الأكوادور وبولندا وكوستاريكا وارتفاع الأداء من مباراة لأخرى خلق حالة غير مسبوقة في الشارع الألماني ،حالة من التحدي والرغبة والإصرار، لا يهم من هو المنافس المقبل، الأرجنتين في دور ربع النهائي أو البرازيل في نصف النهائي، المهم أنهم مساء يوم 9 يوليو المقبل يحملون كأس العالم في برلين· ومن ميونخ في الجنوب إلى برلين في الشمال خرج الملايين في شوارع ألمانيا للاحتفال بالانتصار على السويد حتى ساعات مبكرة من صباح اليوم التالي يرفعون الأعلام ويرقصون ويهتفون، وأبواق السيارات ترتفع في كل الشوارع ومحطات التليفزيون بدأت ترسم التفاؤل وتعيد لقطات من المباريات النهائية لكأس العالم التي فازت فيها ألمانيا، في 1954 عندما أحرز ران هدف ألمانيا الثالث في مرمى المجر كان المعلق في زمن الأبيض والأسود يصرخ ويبكي ويقول :'' تور ··تور'' هدف هدف، وعندما أطلق الحكم صافرة النهاية واصل الصراخ :'' اوس، شبيلا اند اوس، اوس'' انتهت المباراة·· وظل يكررها عدة مرات· وفي 1974 كان جيل بكينباور الذي هزم هولندا 2-1 في ميونخ، وأخيراً جيل 1990 بقيادة لوثر ماتيوس الذي هزم الأرجنتين بركلة جزاء بريميه· كل هذه اللقطات التاريخية مع انتصارات الفريق في مونديال 2006 ومسيرات الشوارع رسمت حالة بطولة تعيشها ألمانيا من الآن فقط وبعد مباراة السويد وليس منذ بداية البطولة لأن بكينباور كان يرشح البرازيل، ومايكل بالاك نجم ألمانيا لم يراهن على فريقه وقال المهمة صعبة وآخر استطلاع للرأي أجراه معهد ''ايمنيد'' قبل البداية على ألف شخص قال 20 % منهم فقط أن ألمانيا يمكنها الفوز بكأس العالم بينما قال80 % إن ألمانيا غير قادرة على الفوز باللقب· منتخب البيتزا ومر المنتخب الألماني بظروف صعبة ولم تتوقف الانتقادات لمدرب الفريق يورجن كلينسمان منذ أن تولى مهمة تدريب المنتخب في يوليو عام 2004 بسبب إقامته الدائمة في كاليفورنيا بالولايات المتحدة وإدارته لشؤون المنتخب البريد الالكتروني والهاتف، بالإضافة إلى حصول المنتخب على المركز الثالث في كأس القارات بألمانيا الصيف الماضي، ثم جاء تخلفه عن حضور ورشة العمل لمدربي كأس العالم لتضاعف من حدة الغضب جماهيرياً وإعلامياً ضده ولم تهدأ الأمور بل زادت اشتعالاً يوماً بعد الآخر خاصة مع الخسارة بالأربعة ودياً أمام إيطاليا قبل مائة يوم تقريباً من بداية البطولة، وهى الخسارة التي فتحت النار بقسوة على المدرب والمنتخب وكان النقد الأكثر سخرية من صحيفة بيلد اليومية التي وضعت في صفحتها الأولى ''عنواناً يقول: بيتزا بأربعة أهداف'' ووضعت صورة بيتزا كبيرة بداخلها نجوم المنتخب الألماني ولكن بأسماء مختلفة فالهداف ميروسلاف كلوزة ''بصل'' وسبستيان دايسلر ''تونة'' ومايكل بالاك ''سلامي'' ووصفته بأنه يلعب مثل السجق· كلينسمان لم يتراجع عن تأكيده بأن ألمانيا قادرة على الفوز بكأس العالم للمرة الرابعة في كل مناسبة ولكن لم يصدقه أحد إلا عندما بدأت البطولة وشاهد الجميع أداءً متوازناً وسريعاً وقدرة على القتال حتى آخر دقيقة ووجود حلول في الأزمات كما حدث أمام بولندا عندما تمكن البديل نوفل من تسجيل هدف الفوز· وبكل صراحة حتى نهاية الدور الأول لم تكن هناك قناعة كاملة في قدرات المنتخب الألماني وقالت صحيفة فولكستتيمه: إن الانتصارات الثلاثةِ التي حققها المنتخب الألماني، ووضعته في صدارة المجموعة الأولى لا تعد اختباراً حقيقيا إلا أن الاختبارَ الحقيقيَّ لتشكيلة كلينسمان لن يبدأ إلا في الدور الثاني الذي سيحدد لنا إذا كانت منتخبات البرازيل وايطاليا وانجلترا لديها القدرة على الفوز باللقب وأيضاً سيكشف لنا عن الوجه الحقيقي للمنتخب الألماني''· ورغم الفرحة بالانتصارات كانت هناك موضوعية في التقييم وعدم المبالغة في التعامل مع الفوز على منتخبات كوستاريكا وبولندا والأكوادور، وانتظر الجميع حتى مباراة السويد ليستيقظ الأمل بقوة مثل الانفجار في ألمانيا كلها لأن الفريق الآن أصبح جديراً بأن تراهن عليه خاصة عندما شاهدوا مستويات بقية المنتخبات الأخرى بما فيها الأرجنتين التي فازت بصعوبة على المكسيك وصعدت إلى ربع النهائي لتواجه ألمانيا في نهائي مبكر بالعاصمة برلين يوم 30 يونيو المقبل· وهكذا فإن الكرة الألمانية دائماً لديها في كل بطولة ما تفاجأ به العالم، والتأهل إلى ربع النهائي ليس إنجازاً للكرة الألمانية يستحق كل هذه الثورة من الفرحة لأنها اعتادت على البطولات والتأهل للمباريات النهائية حتى عندما تكون بعيده عن مستواها، ولكن الفرحة التي بدأت مع نهاية مباراة السويد ومازالت حتى الآن لأن الجماهير الألمانية التي دخلت البطولة وسط حالة من التشاؤم اكتشفت فجأة أن لديها منتخباً قوياً قادراً على المنافسة والفوز باللقب· عندما سئل جاري لينيكر مهاجم المنتخب الإنجليزي وهداف مونديال 1986 عن المنتخب الألماني ذات يوم أجاب قائلاً: مباراة كرة القدم يشارك فيها 22 لاعباً يجرون خلف الكرة ،وفي النهاية ألمانياً دائما تفوز!''· المدرب التاسع وهذا يعني أن الماكينات الألمانية عندما تدور فمن الصعب على أحد أن يقف أمامها وكلينسمان المدرب التاسع في تاريخ الكرة الألمانية يملك ثقافة البطولة فهو كلاعب فاز بالمونديال في مثل هذا الشهر قبل 16 عاماً في إيطاليا عندما تغلبوا على عصابة مارادونا بركلة جزاء بريميه في النهائي· وقبل 10 سنوات قاد ألمانيا للفوز بكأس الأمم الأوروبية من قلب استاد ويمبلي· بالإضافة إلى ذلك فاز بالعديد من البطولات الأخرى مثل كأس الاتحاد الأوروبي مع انتر الإيطالي وبايرن ميونخ بالإضافة إلى العديد من الألقاب والنجاحات المحلية مع أندية شتوتجارت وانتر وموناكو وتوتنهام وبايرن ميونخ وسامبدوريا· فهو لا تنقصه الخبرة كلاعب، وثقافة البطولات ويدرك جيداً أن الجماهير الألمانية لن تقبل على أرضها إلا بالمركز الأول كما حدث قبل 32 عاماً عندما استضافت ألمانيا البطولة وفازت بها· ويدرك أيضاً أن كل من تولى مهمة تدريب المنتخب الألماني لم يغادر منصة دون أن يترك بصمه· فالمدرب الأول اوتو نيرتز وضع حجر الأساس خلال الفترة من 1923 حتى 1936 والمدرب سيب هيربرجر الذي تولي المسؤولية من 1936 حتى 1964 حقق معجزة بيرن وفاز بالمونديال عام ،1954 وجاء هليموت شون خلال الفترة من 1964 حتى 1978 قاد ألمانيا لكأس العالم للمرة الثانية عام ،1974 ولم يستمر المدرب الرابع جوب ديرفال طويلاً في منصبة فقط سبعة أعوام ورغم ذلك قاد ألمانيا للفوز ببطولة أوروبا 1980 وصعد لنهائي المونديال عام 1982 بإسبانيا وخسر من إيطاليا في النهائي 3-1 وبعد رحيله عام 1984 جاء فرانز بكينباور وصعد لنهائي مونديال 1986 وخسر من الأرجنتين بقيادة مارادونا في النهائي 3-2 وبعد أربعة أعوام فاز بالكأس عام 1990 ثم جاء دور بيرتي فوجتس في الفترة من 1990 حتى 1998 وفاز بكأس الأمم الأوروبية عام ،1996 ويعد اريك ريبيك المدرب السابع في تاريخ ألمانيا الوحيد الذي لم يفعل شيئاً ورحل بعد عامين فقط وهي أقصر فترة يعمل فيها مدرب في ألمانيا ولم يحصد سوى الفشل في بطولتي كأس العالم 1998 وأمم أوروبا ·2000 وجاء فوللر وقضى أربع سنوات من 2000 حتى 2004 ومن فشل ذريع في تصفيات كأس العالم الماضية بالخسارة 5-1 أمام انجلترا هنا في استاد ميونخ الأولمبي إلى نجاح كبير في مونديال كوريا واليابان وصعد للمباراة النهائية وخسر من البرازيل 2- صفر· والآن ماذا يقدم يورجن كلينسمان المدرب التاسع في تاريخ الكرة الألمانية ؟ هل يصعد للمباراة النهائية مثل فوللر وديرفال أم يفوز باللقب مثل سيب هيربرجر وهلموت شون وسيب هيربرجر ؟ التفاؤل على وجوه الجميع ليس فقط من الأداء ومستويات بقية الفرق ولكن أيضاً من الأرقام التي تكشف عنها الصحف من وقت لآخر منها: 54 * 74 -1990 يساوي 2006 عام 54 فازت ألمانيا باللقب الأول وعام 74 فازت باللقب الثاني وعام 1990 فازت باللقب الثالث، وتكون النتيجة النهائية بعد الضرب والطرح ·2006 بالطبع الصورة تختلف على أرض الواقع، لا مكان للأرقام والتاريخ وشاهدنا مأزق الأرجنتين أمام المكسيك، والألمان قبل البطولة كان لديهم استعداد لتقبل أية نتيجة، أما الآن فلن يقبلوا إلا بالكأس·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©