السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الفكر العربي» تطلق تقرير التنمية الثقافية من أبوظبي

«الفكر العربي» تطلق تقرير التنمية الثقافية من أبوظبي
11 ديسمبر 2016 23:42
محمود عبد الله (أبوظبي) أطلقت مؤسسة الفكر العربي، التقرير العربي التاسع للتنمية الثقافية تحت عنوان «الثقافة والتكامل الثقافي في دول مجلس التعاون- السياسات، المؤسسات، التّجليات»، في منتجع سانت ريجيس - جزيرة السعديات بأبوظبي، أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية رئيس مؤسسة الفكر العربي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة. ويأتي إطلاق التقرير تحت مظلة المؤتمر السنوي «فكر 15»، الذي تنظمه المؤسسة اليوم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وبالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تحت عنوان «التكامل العربي: مجلس التعاون ودولة الإمارات العربية المتحدة»، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والثلاثين لإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واليوم الوطني الـ45 لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: إنّ التقرير هو التاسع ضمن سلسلة التقارير التي تُعدّها المؤسّسة وتُصدرها كلّ عام، وهي تُسهم في إيصال المعلومة الصحيحة عن الحالة الثقافيّة في الوطن العربيّ إلى كلّ مُهتمّ بالثقافة من المفكّرين والمثقّفين العرب، ومن الساسة كذلك والقيادة العربيّة. ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يُسهم في تطوير العمل الثقافي في الوطن العربيّ، وأودّ أن أؤكّد وهذا ليس للمرّة الأولى، ولا للمرّة الأخيرة أيضاً، أنّه لا حضارة لأمّة من دون ثقافة، ولذلك لا يمكن أن يتحقّق النهوض للأمّة والوطن وحتى السياسة والاقتصاد، إلّا عن طريق الثقافة، فهي المعيار الحقيقيّ. وأضاف: إن المؤتمر يقدّم نموذَجين مهمّين في مسيرة التكامل في الوطن العربيّ، وهُما مجلس التعاون الخليجيّ ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة، وهذان النموذجان يُشرّفان كل عربيّ، وهذا العمل الذي أُنجز ولا يزال يُجدّد نفسه في الخليج، يجب أن يُحتذَى به في كلّ أنحاء الوطن العربيّ. بدوره، قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان: «إن التقريرَ العربيَّ التاسع لِلتنميةِ الثقافية، يَسْعَى بِكُلِّ صِدْقٍ وإِخلاص، إلى استشرافِ آفاقِ مُستقبَلٍ أَوْسَعَ وأَرْحَب، لِلتنميةِ الثقافية، في دُوَلِ الخليج وإنه خُطْوَة مُهِمَّة، على طريق توثيق التنميةِ الثقافية، في بلادنا العزيزة، وذلك لما يحمله إلينا من نقاط أساسية»، مبيناً: «إن التقرير خُطْوَةٌ مُهِمَّة، في تَعميقِ الفَهْمِ والإِدْراك، بِأَنَّ التنميةَ الثقافية، جُزْءٌ أَساسِيّ، في التنميةِ الشاملةِ في المُجتمَع، وبأَنَّ الابتكارَ الثقافيَّ والفَنِّيّ نَشاطٌ ضَرُورِيّ، لِبِناءِ مُجتمعِ المَعرِفة، في دول الخليج بما في ذلك أهمية الاهتمام بالصِّناعاتِ الثقافيةَ والإبداعية، التي تَقُومُ على الإنتاجِ الفِكْرِيِّ والثقافيّ، وتمثل الآن جُزْءاً جَوْهَرِياً، في التنميةِ الناجحةِ في المجتمع، ونَحْنُ في دُوَلِ الخليج، لَدَيْنا وَلِلهِ الحَمْد كل الإِمكانات التي تَجْعَلُنا قادةً ورُوَّاداً، في مَجالاتِ الابتكار الثقافي، والاستِثْمار الناجح، في النشاط الثقافي والإبداعي، على مُسْتَوَى العالَمِ كُلِّهْ». وأضاف معاليه: «إن التقرير خُطْوَةٌ مُهِمَّة في بَيَان أَنَّ التنميةَ الثقافيةَ الناجحة في دُوَلِ الخليج إِنَّما تَتَطَلَّب تَضافُرَ الجُهود مِنَ الجميع والعَمَلَ المُشتَرَك مِن كل المؤسساتِ والأَفراد والقِطاعاتِ الحكومية والخاصّةِ في المجتمع، وإن التقرير خُطْوَةٌ مُهِمَّةٌ أيضاً في بَيَان أهميةِ التعاوُن والتنسيق والتواصُل بَيْنَ دُوَلِ المِنطَقَة في ضَوْءِ ما هُوَ قائِم مِنْ تَشابُهٍ كَبير في الظُّروف والمُقَوِّمات (الثقافيةِ والمُجتَمَعِيّة) في هذه الدُّوَل، وهو خُطوةٌ رائِدَة في توضيح أهمية الانفتاحِ الثقافي على العالَم وتَفَهُّم كل أَبعادِ العَلاقَة بين التنميةِ الثقافيةِ الوطنية وظاهرةِ العَوْلَمَة، تلك التي نَشَأَتْ وتَطَوَّرَت كنتيجةٍ طبيعية لِمُتَغَيِّراتٍ عَديدَة في السياسة والاقتصاد والمَعارف، بل وأيضاً في التقنيات ووَسائل الاتصالِ الحديثة». وبيَّن معاليه أن التقرير خُطْوَةٌ مُهِمة في تَسليطِ الضوْء على العَلاقةِ التَّبادُلِيَّة بَيْنَ التعليمِ والثقافة وبَيْنَ النجاح في إيجادِ نِظامٍ فَعّالٍ لِلتَعليم ومستوى التنميةِ الثقافيةِ في المُجتمع، لا يُمْكِنُ حُدوثُ واحدٍ دونِ الآخَر. من جانبه أكد الدكتور هنري العويط، المدير العام للمؤسسة، أن «المؤسسة لاحظت في ضوء متابعتها أن ما يُنشر من دراساتٍ وأبحاث وتقارير عن دُول مجلس التعاون، أنّه غالباً ما يتمّ التركيز فيه على ثرواتها النفطيّة، وازدهارها الاقتصاديّ، ونهضتها العمرانيّة، واستقرارها الأمنيّ، وقلّما يتمّ فيه إبراز ما تشهده من نشاطٍ ثقافيّ وحَرَاكٍ فكريّ. وعلى وفرة الزوايا التي يمكننا أن نقاربَ من خلالها عالمَ الخليج العربيّ، اخترنا هنا أن نُعيدَ اكتشافه من خلال بوّابة الحياة الثقافيّة النابضة والموّارة فيه، لاقتناعنا الراسخ بأنّها الأصدق تعبيراً عن تاريخه وتراثه وأصالته وهويّته، كما عن حاضره وهمومه وتساؤلاته وآماله وتطلّعاته». وأوضح أن «المؤسّسة تعتبر أنّ المكتبة العربيّة ما زالت تفتقر إلى دراسةٍ جامعة ووافية حول أوضاع هذه الدول الثقافيّة، من شأنها أن ترسم لوحةً متكاملةً عن مبادراتها وإنجازاتها على هذا الصعيد، وما تثيره من إشكاليّات، وما تواجهه من تحدّيات. وهي اللوحة التي تطمح مؤسّستنا إلى تقديمها في هذا التقرير، الذي تألّف لهذه الغاية من ثلاثة أبواب، يتوزّع كلُّ واحدٍ منها على فصولٍ عدّة». ونوه بأن «الباب الأول من التقرير يدور حول السياسات والاستراتيجيّات الثقافيّة في دُول مجلس التعاون، ويرمي في جزئه الأوّل إلى استكشاف السياسات الثقافيّة المعتمَدة في كلِّ دولةٍ من الدول الست، عرضاً وتقييماً لهذه السياسات واستشرافاً لمستقبلها، وقد جرى التمهيدُ لفصوله الستّة ببحثٍ نظريّ مسهب تمّ فيه التعريف بالمشهد الثقافي في دولة من دول مجلس التعاون»، وبيَّن العويط أن الباب الثاني من التقرير التاسع يُعنى بالتعريف بأبرز المؤسّسات والهيئات الثقافية حكوميّةً وغير حكوميّة، وأدوارها، ونشاطاتها، وإنجازاتها، مُستعرضاً مراكز الأبحاث والدراسات، وجمعيّات اللغة العربيّة، والأندية الأدبيّة، والمراكز الثقافيّة، وجوائز الإبداع، ومعارض الكتب، والمتاحف، ودُور المخطوطات، وبعثات التنقيب عن الآثار، وحركة الترجمة، وإصدارات الطوابع، والإعلام الثقافيّ الذي تتولّاه الدوريّات والملاحق والصفحات والقنوات المتخصّصة، مبيّناً دورَها في الإنتاج المعرفيّ، وفي تحفيز العمل الثقافيّ، والإسهام في التنمية الثقافيّة. وأكد أن محتوى التقرير يقدّم سجلّاً حافلاً بأسماء هيئاتٍ ومؤسّساتٍ ومراكزَ وأدباءَ وفنّانين وعاملين في الحقول الثقافيّة المنوَّعة، ويشتمل على قوائمَ زاخرة بعناوين المصادر التي استعان بها كتّابُ المباحث التي يضمّها. ويتضمّن جداول وبياناتٍ وأرقاماً ومعطياتٍ إحصائيّة، وعدداً لا يُستهان به من المعلومات التاريخيّة. هذه العناصر التي تمّ تجميعها وتبويبها بناءً على عمليّات رصدٍ ومسح واستقصاء، تُضفي على التقرير طابَعه التوثيقيّ البارز، وتخوّله أن يغدو مرجعاً جليل الفائدة. ولكنّ قيمة التقرير وأهميّته لا تقتصران على هذا الجانب. فهو لم يكتفِ بعرض هذه الوقائع والمعطيات والظواهر وتوصيفها، بل عُنيَ أيضاً بتحليلها واستخراج دلالاتها، وبنقدها وتقييمها. عدد خاص من «أفق» أصدرت مؤسسة الفكر العربي بمناسبة انعقاد المؤتمر في أبوظبي، عدداً خاصاً من مجلة «أفق» تحت عنوان «الثقافة والمثقفون العرب: التحديات والمسؤولية»، وتضمن العدد مقالات ومواضيع تتحدث عن المثقف العربي وإشكالية المواقف الأخلاقية، والمثقف وإشكالية الإثبات، وحتى لا تسلب الثقافة، والمثقف طائر نادر في دنيا العرب، في المثقف، في المسؤولية الثقافية ونقائضها، المثقف العربي ورهانات التغيير، وغيرها من المواضيع التي تناقش قضايا الثقافة وإشكالياتها في ظل هيمنة عولمة الثقافة. حوار ثقافي عقب الافتتاح الرسمي عُقدت ندوة نقاشية قال فيها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: «لقد تم رفع محتوى التقرير التاسع للتنمية الثقافية إلى الدول العربية كافة، ولكننا لا نستطيع إلزام الجميع بمحتوياته وتوصياته، إلا أننا نأمل على الدوام أن يؤدي التقرير رسالته في تطوير الحالة والمشهد الثقافي في المنطقة». وتطرق إلى مفهوم التكامل الثقافي، ورؤية مؤسسة الفكر العربي لمستقبله على مستوى دول مجلس التعاون، وقال: «لقد أُنشئت المؤسسة لكي تسهم في مشروع الاستشراف المستقبلي، وإن اختيارنا هذا العام لموضوع التكامل الثقافي كان في موضعه، على اعتبار أن الثقافة الجادة الرصينة هي الأساس في أي تغيير أو تحول مجتمعي، وحضاري، وسياسي». وتحدث البروفيسور هنري العويط عن مفهوم كلمة «تجليات» التي وردت في التقرير في أكثر من موضع، بقوله: «قصدنا بالتجليات هو كل ما يبدعه الكتّاب والفنانين العرب، في المنجز الإبداعي بكل أشكاله من الأدب والرواية والقصة، وغيرها». منوهاً بأهمية السياسات والخطط التي تضعها المؤسسات والوزارات ذات الصلة بالإبداع، لتشجيع الأدباء والمفكرين وأصحاب المواهب على الارتقاء بالحالة الثقافية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©