الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد عبيد الشحي: رمضان زمان كان أكثر أنساً وحميمية

محمد عبيد الشحي: رمضان زمان كان أكثر أنساً وحميمية
20 يوليو 2014 00:58
موزة خميس (دبي) على شاطئ جميل برأس الخيمة، أقام محمد عبيد الشحي مجلساً يجتمع فيه رجال منطقة الرمس، خاصة الصيادين، وهو يعد بمثابة مكان لمناقشة كل الموضوعات التي تخص الصيد والصيادين، إلى جانب أنه يوفر للجميع ملتقى لا يحتاجون للالتقاء فيه لطرق باب أحدهم، فكل من يرغب في اللقاء مع صديق له من المنطقة يجده هناك، خاصة وأن المكان قريب ومباشر من سفن الصيد وشباكها، وهناك يجدون القهوة والشاي والماء، وفي المناسبات مثل رمضان يتلاقى الجميع بعد أداء واجبات زيارة الأرحام في ذلك المجلس، حيث يتناولون العشاء، وهو في ذات الوقت سحور لهم، ويتشارك الرجال من باب التطوع بجلب بعض الأطباق التي تشكل مائدة شهية. رمضان قديماً التقينا محمد عبيد الشحي ليخبرنا عن رمضان، فقال لنا: أشـعر أن رمضـان قديماً كان أكثر أنساً ولو كان الدخل قليلاً، لكن القلوب قليلة الهموم، لأن هم المعيشــة لا يعد كبيرا في النفس، لأننا نؤمن أن الرزق بيد الله، ولذلك أعتقد أن السعادة هي وجود أشخاص يحيطون بك ومن حولك، وأهل المنطقة هم طاقة إيجابية تجعلني أشعر أن لقاءنا مع بعضنا يشــكل تجديداً للمحبة بيننا. وبالنسبة لرمضان قديماً، كان أجمل لأن البيت الواحد يضم أسراً عدة، لذلك هناك أنس لأن الأخوة مع بعضهم وحول والدهم، وهناك الأبناء وزوجات الأخوة مع الأم، والجميع يتعاونون لخدمة بعضهم، فهناك دائماً لقاءات طوال الوقت مع الأهل، واليوم أصبح لكل رجل مسكنه الخاص، وربما يكون بعيداً نوعا ما، ولذلك كانوا يقولون قديما يأتي زمان الأخ عند أخيه ضيف، لماذا، لأنهم لن يسكنوا في منزل واحد كأسرة، وسيذهب أحدهم للآخر مثل الضيف. ولكن لا نزال في منطقتنا نحاول قدر استطاعتنا أن نحافظ على هذه العلاقات، وألا ينفرط عقد الجيرة والجوار والأهل والأرحام، ولذلك نجد أنفسنا نبحث عن بعض ونفرح حين نلتقي بعضنا، والنساء كذلك علاقاتهن كانت قوية، ولكن اليوم بسبب الوظائف لتحسين الدخل، ربة المنزل تعمل في عدة وظائف، ومنها أن تكون زوجة وأماً، وربة منزل، وتشرف على الشغالة أو تعلمها، إلى جانب وظيفتها، ولذلك لا تجد الوقت للتزاور كما كانت في الماضي، ولكن هن يبذلن جهدا للإبقاء على كل تلك العلاقات التي ورثت من الأمهات والجدات. رابط الجيرة معظم الأثرياء لم تكن بيوتهم تخلو من أناس يجتمعون مع بعضهم على الإفطار، والبعض الآخر يتجمعون عند المسجد بعد صلاة العصر، ويقضون وقتهم في التلاوة أو الحديث مع بعضهم، وقبل المغرب تبعث النساء بالصبية والفتيات الصغيرات بأطباق الطعام على حصير كبير، استعداداً للإفطار، وتلك العادة لم تنقطع إلى اليوم لدى الناس الذي يعرفون قيمة التواصل، ومن أجل إبقاء رابط الجيرة وتقوية العلاقات بين أفراد المجتمع تقام الموائد، وأيضا كي يحظى عابرو السبيل الصائمون بإفطار عائلي، وهم البعيدون عن أسرهم وأطفالهم. ومن ضمن العادات الإسلامية، وهي أيضا تمارس في كل العالم، دفع الصدقة فهي تطفئ النقمة، وهي تيسر على المعسر، ولذلك تعد رأس الخير، فكم من محتاج لا يستطيع أن يمد يده ويطلب حاجته، وقد كان الرجال يسافرون لدول بعيدة في سفن صغيرة، مقارنة بالبواخر اليوم من أجل لقمة العيش، وآلاف الرجال لم يعودوا لأن سفنهم تلك لم تقاوم أمواج البحار والمحيطات، ولذلك جرت العادة أن الرجل أو المرأة يستغل رمضان من أجل إكرام جيرانه، فما يشتري الرجل لنفسه عزل منه جزء لجاره. حلوى القروص ومن أشهر أطباق الحلويات في رأس الخيمة قديماً، حلوى القروص مع الصولة، والصولة هي خميرة محلية من بقايا العجين يحفظ في برام الفخار قديما، كما كانوا يصنعون الخبيص وحلوى النشاء والمحلا والرقاق، كما كان العرب يعتمدون على التمر في صنع الاطعمة، فكانوا يضيفون التمر إلى الخبز كمادة غذائية مقوية ولتحلية الخبز بديلا عن السكر، وأيضا تضاف إلى مرق السمك مع الصبار الحامض، ومن العادات في رمضان أن امهاتنا كن يجلسن في مكان يتفقن عليه، وتأتي كل واحدة بالمرفع الذي يوضع عليه المصحف لتلاوة وحفظ القرآن حتى الظهر، ومن لا تقرأ تجلس للإنصات وكل واحدة لديها عمل، فهناك من تعمل في التفصيل والتطريز، وهناك من يتشاركن في صنع أثواب العيد لأطفالهن وللرجال أيضاً، حيث لم يكن في زمن أجدادنا خياط أو خياطة، كما يتشارك الرجال في إصلاح الأدوات المتعلقة بالصيد، وحتى عندما يرغبون في الحصول على دقيق القمح، نجد أن النساء يتفقن على اللقاء في مكان واحد، وينظفن الحبوب ثم يلجأن لسحقها، وذلك قبل أن يتم فتح مطاحن في الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©