دبي - سامي أبو العز:
الشارع الإماراتي محافظ تحكمه تقاليد وعادات راسخة، لكن طرأت عليه في الآونة الأخيرة سلوكيات غير لائقة من بعض الشباب وخصوصا في الأماكن العامة في الشوارع والأسواق والمراكز التجارية تتمثل في المعاكسات والتعرض للفتيات من قبل أولئك الذين يقعون في المحظور بسبب سلوكهم الطائش وغير المسؤول·، وإذا كان مجال المغازلة قد شهد تطورا ملحوظا في الآونة الأخيرة مع اتساع نسبة ''المغازلجية''حيث أصبح الأمر هواية يجد فيها بعض المنحرفين المتعة والبحث عن المخاطر، فإن إدارات الشرطة المختلفة زجت بالعديد من أفرادها في تلك الأماكن لاتخاذ الإجراءات الفورية بحق المتجاوزين·
لا يوجد أي مبرر لمثل هذه السلوكيات اللا أخلاقية التي تفتقد إلى المسؤولية تجاه حريات الآخرين، وقد لفتت الظاهرة نظر خطباء المساجد الذين دعوا المسلمين إلى الالتزام بآداب الطريق التي بينها الإسلام في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة مؤكدين أن المعاكسات التي تحدث في الطريق شائنة مذمومة يرفضها الشرع وشهامة الرجال ويعاقب عليها القانون، وقالوا إن التربص بالفتيات في الأسواق ومعاكستهن ومطاردتهن بسياراتهم عادات غريبة على مجتمعنا الذي نشأ وترعرع على العفة والشهامة والمروءة مشيدين بحرص ولاة الأمور في البلاد على أن يعم الأمن والأمان فيها على الأنفس والأعراض·
إجراءات رادعة
كشف العقيد عبد الكريم محمد المرزوقي مدير إدارة التحريات والمباحث الجنائية في القيادة العامة لشرطة أبوظبي أن الإدارة ضبطت بتهمة المعاكسة خلال العام الحالي 75 متهما في 65 قضية معاكسة بينهم 47 إماراتيا و5 أردنيين و5 فلسطينيين و4 يمنيين و3سوريين و3 قطريين ومصريان وقضية واحدة لمعاكسين من دول السعودية والكويت وعمان وإيران وباكستان بالإضافة إلى معاكس لا يحمل أوراقا·
وقال المرزوقي إن المعاكسين يحاولون الاختلاط بالناس في حركتهم اليومية لذلك نراهم في المراكز التجارية والحدائق العامة بالإضافة إلى ظاهرة جديدة عملنا على ضبطها وهي تجولهم بسياراتهم داخل المواقف المفتوحة كما في مواقف المظلات في المارينا مول بأبوظبي لاصطياد ضحاياهم أثناء سيرهن إلى السيارات، مؤكدا أن الأرقام التي تم التوصل إليها لا تصل إلى مستوى الظاهرة المتفشية لكنها من المستوى الذي يتطلب تدخلا أمنيا حتى لا تتفشى·
وأضاف: التعليمات السامية واضحة وهي السجن شهرا للمواطنين للمرة الأولى والسجن شهرا مع الإبعاد للوافدين علما أن عقوبة التكرار للمواطنين تصل إلى السجن سنة مع غرامة قدرها 60 ألف درهم بالإضافة إلي عقوبات أخرى في حال الإبلاغ عن المعاكسة·
وأوضح المرزوقي أن الظاهرة اجتماعية تربوية نفسية وأن دور الشرطة يقتصر على التعامل مع نتائجها وعلى المسؤولين التربويين والاجتماعيين دراسة أسباب هذه الظاهرة والعمل على إيجاد الحلول الناجحة لها·
تغليظ العقوبة
وطالب بوضع حد لآفة المعاكسة من خلال تضافر جميع الجهود في مختلف الاتجاهات لافتا إلى أن تغليظ العقوبة يمكن أن يأتي مكملا للإجراءات الأخرى خصوصا بعد إعطاء الموضوع الأهمية القصوى لجهة التوعية والنصح والإرشاد كما طالب الذين يتعرضون إلى المعاكسة بإبلاغ الشرطة بكل ما يتعرضون له خصوصا أن دور الشرطة هو السهر على راحة المواطنين والوافدين على حد سواء ومنع ضعاف النفوس من الإساءة إلى الأشخاص الآمنين·
إجراءات إدارية
ونفى العميد عبد الجليل مهدي نائب مدير الإدارة العامة للأمن الوقائي في شرطة دبي وجود أعداد كبيرة من المعاكسين داخل دبي، مؤكدا أن هذه التجاوزات التي يقوم بها بعض الشباب من الجنسيات المختلفة لم تصل لدرجة الظاهرة الاجتماعية·
وارجع مهدي معاكسات الشباب إلى الفراغ وأصدقاء السوء وعدم توفر الأماكن المناسبة لشغل الشباب اوقات فراغهم وخلو الأندية الرياضية من الأنشطة الاجتماعية والمكتبات بالإضافة إلى الملابس الفاضحة التي ترتديها بعض الفتيات، وقال إن هناك أفراد شرطة سريين يقومون بمراقبة المراكز التجارية والأسواق للتصدي للمعاكسين وضبطهم في حالة تلبس لردعهم·
عدد اليوم
