الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المسبار «روزيتا» يلتقي مذنباً «غريب الأطوار» مطلع أغسطس المقبل

19 يوليو 2014 08:59
يخفي مذنب تشوريوموف - غيراسيمينكو، الذي من المتوقع أن يحط عليه مسبار «روزيتا» الأوروبي، مطلع أغسطس المقبل، شخصية مزدوجة، إذ إن الصور التي بثتها وكالة الفضاء الأوروبية أظهرته مكوناً من جزأين. وشبه بعض العلماء هذا الجرم الفضائي بالبطة، إذ إنه مكون من قطعة كبيرة، تشبه الجسم، تلتصق بها قطعة صغيرة كأنها الرأس. وكما أن لهذا المذنب اسماً مركباً من اسمي العالمين اللذين اكتشفاه، تبين أن له نواة من جزأين أيضاً. والتقطت صورة حديثة للمذنب بواسطة كاميرا «أوزيريس»، المصممة في مختبر الفيزياء الفضائية في مرسيليا، والمثبتة على متن المسبار روزيتا، على بعد 12 ألف كيلومتر فقط من المذنب، أي «في مسافة توازي المسافة من فرنسا إلى جزر هاواي»، بحسب وكالة الفضاء الأوروبية. وأظهرت هذه الصور، بوضوح، أن للمذنب نواة مؤلفة من جزأين متداخلين، بحسب الوكالة. وبحسب الوكالة الأوروبية فإن «هذا التكوين الفريد للمذنب من شأنه أن يلقي الضوء على آلية التحام الأجرام الصغيرة لتكوين أجرام فضائية أكبر»، وهي الظاهرة التي يعزو العلماء إليها سبب تشكل أجرام مجموعتنا الشمسية. ويتعين على العلماء الآن تحديد الطريقة الأمثل للقاء المرتقب بين «روزيتا» وهذا المذنب الفريد في شكله، في الأسابيع المقبلة. ويتعين على القائمين على المهمة، بعد ذلك، إنزال مسبار صغير على السطح المعقد لهذا المذنب الغريب الشكل. ويبعد المسبار «روزيتا» حالياً عن المذنب 15 ألف كيلومتر، ومن المقرر أن يقترب منه إلى مسافة مائة كيلومتر، في السادس من أغسطس المقبل، لمتابعة أعمال المراقبة عن كثب. وفي الحادي عشر من نوفمبر يقترب منه إلى مسافة كيلومترين أو ثلاثة، ومن ثم يرسل الى سطحه كبسولة صغيرة، اسمها «فيلاي»، لتحط على سطحه، في أول عملية من نوعها في تاريخ غزو الفضاء. وإذا سارت الأمور على ما يرام. واختار العلماء هذا المذنب من آلاف المذنبات القريبة، لأنه أمضى مليارات السنين بأعماق الفضاء، قبل أن يؤدي اقترابه من كوكب المشتري في عام 1959 إلى تغيير مساره. ومعنى ذلك أن المذنب بقي بعيداً عن أثر أشعة الشمس وحرارتها. ويحمل المسبار على متنه 21 جهازاً لدراسة «كل شيء عن المذنب» بحسب العلماء، من تكوينه وحقله المغناطيسي إلى جاذبيته ودرجة حرارته. ويشبه العلماء هذه المهمة بمهام فهم تطور الحضارات ، ومن هنا اكتسب المسبار اسمه «روزيتا»، أي حجر رشيد الذي يعود لاكتشافه في القرن التاسع عشر الفضل في فك رموز اللغة المصرية القديمة (الهيروغليفية). (باريس -أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©