الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مزارع يطلق النار علي أبقاره خوفا من ذبحها في المجزر

26 أكتوبر 2017 18:34
يقول هيربرت سيجيل، وهو مربي ماشية متخصص في مجال اللحوم العضوية، إنه كان يذبح ماشيته بشكل فردي وسط المراعي دون أن يعطيها أي مؤشر على الإطلاق بشأن المصير المحتوم الذي ينتظرها، وبالتالي كانت تلك الحيوانات تفارق الحياة دون أي تشعر بأدنى توتر.
ويعتبر سيجيل، الذي يعمل في مدينة "ميسن" التي تقع بإقليم ألجايو بولاية بافاريا الألمانية، من مربي الماشية القلائل في ألمانيا الذبن اختاروا بديلا عن المجازر التقليدية، ويقول إنه يفعل ذلك من أجل صالح الحيوانات.
ويتذكر سيجيل أنه كان في الماضي ينقل الأبقار إلى المجزر من أجل ذبحها، وهو ما كان يثير لديها شعورا بالتوتر البالغ.
ولكنه الآن يستخدم "صندوق ذبح متنقل"، وهو عربة معدنية تبدو عادية الشكل لا يزيد ثمنها عن عشرة آلاف يورو (12 ألف دولار)، كما يستعين بصياد يرافقه جزار وجراح بيطري يحمل شهادة موثقة بمزاولة المهنة.
ويوضح سيجيل قائلا: "نحن نتوجه بعربة الذبح إلى القطيع، ويقوم الصياد بإطلاق الرصاص على الحيوان في المخ مباشرة ببندقية مزودة بكاتم صوت، ولابد أن تكون الطلقة مصوبة بدقة بحيث تردي الحيوان قتيلا على الفور. وبالتالي، لا تلاحظ بقية الأبقار ما حدث ولا تصاب بأي توتر".
وقبل قتل البقرة، يتم اقتيادها إلى منطقة معينة وسط المرعى تبعد عشرات الأمتار عن باقي القطيع، ويتم إطلاق النار على البقرة من منصة لإطلاق النار من مسافة لا تزيد عن 25 مترا.
وبمجرد إطلاق النار على البقرة، يقوم الجزار بسرعة بتقييدها ورفعها وطعنها في الرقبة بغرض تصفية دمائها داخل صندوق الذبح المتنقل، ومن المفترض ألا تمر أكثر من ستين ثانية بين لحظة إطلاق الرصاصة وبين الطعنة.
وبعد مرور حوالي خمس دقائق، تكون الجثة قد نزفت دماؤها بالكامل، ويتم إغلاق الصندوق ونقل البقرة إلى المجزر حيث يجري تعليق الذبيحة وتقطيعها.
ويقول أندرياس بروكر من فرع جمعية رعاية الحيوان بولاية بافاريا، والذي قام بزيارات عديدة للمجازر الألمانية: "إذا كان من الضروري قتل الحيوان، فمن الأفضل بالطبع قتله في المرعى بدلا من المجزر.
ويتهم بروكر المجازر التجارية للماشية الحية باللجوء في كثير من الأحيان إلى ممارسات غير قانونية ولا إنسانية بدءا من عملية النقل.
وأضاف: "في بعض الأحيان، يتم ضرب الماشية بالعصي أو تعريضها لتيار كهربائي بواسطة صواعق كهربائية".
واستطرد قائلا إنه "عندما يتم إنزال الماشية في المجزر، تسير الأمور بوتيرة سريعة حيث يجري اقتياد الحيوانات إلى حظائر خاصة. وفي بعض الأحيان، تكون مكدسة مما يؤدي إلى حدوث تدافع وحالة من الذعر، ويترتب على ذلك إصابة الحيوانات في كثير من الأحيان".
وأضاف أنه أحيانا لا يجري تغييب رؤوس الماشية عن الوعي بشكل مناسب عند إجراء عملية الذبح. وبالتالي، تكون واعية وهي تنزف حتى الموت.
أما ليا ترامبينو خبيرة الهندسة الزراعية التي تقدم الإرشادات للمزارعين في مختلف أنحاء أوروبا في مجال "أنظمة الذبح المبتكرة"، فهي توجه انتقادات إلى معايير رعاية الحيوان في المجازر التجارية.
وتقول إن عدد المزارعين، الذين يقتلون الماشية بواسطة بندقية في المراعي، لا يزيد في تقديرها عن 200 مزارع، في حين أن أكثر من 3,5 مليون رأس ماشية تم ذبحها بشكل تجاري في مختلف أنحاء ألمانيا.
وأشار بروكر إلى أن ذبح أنواع الحيوانات الأخرى في المزارع مثل الخنازير على سبيل المثال غير مسموح به حتى الآن في ألمانيا، بالرغم من أنها أكثر حساسية من الأبقار.
ويقول سيجيل إن الذبح بواسطة العربة المتنقلة يستهلك وقتا أطول ومجهودا أكبر مقارنة بطريقة الذبح الجماعي.
وأشار إلى ضرورة توافر ضوابط صحية صارمة في عربة الذبح المتنقلة. كما يتعين أن يحصل المزارع على تصريح من السلطات البيطرية فضلا عن تصريح بحيازة سلاح وشهادة جدارة في مجال الذبح. ولا يسمح بالذبح بواسطة العربة المتنقلة إلا في حالات المواشي التي تظل على مدار العام في المرعى. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين أن يكون المجزر قريبا بحيث لا تزيد فترة النقل عن ساعة واحدة.
ويقول سيجيل إن كل هذه الخطوات ترفع تكلفة اللحوم، موضحا أنه يبيع لحوم حيواناته بسعر 18 يورو للكيلوجرام الواحد داخل عبوات وفي قطعيات مختلفة.
ويؤكد أنه بالرغم من ارتفاع السعر، فإن "الطلب كبير" على هذه اللحوم، وتتضمن قائمة زبائنه "فندق متخصص في الأطعمة العضوية" وشخصيات خاصة بالإضافة إلى ماتياس إندراس، وهو جزار وطباخ متخصص في طهي اللحوم.
ويقول إندراس إن "الذبح بواسطة العربة المتنقلة هو مسألة جيدة لأسباب تتعلق بحقوق الحيوان وكذلك لأن اللحوم تكون عالية الجودة".
ويقول الخبراء إن جودة اللحوم تنخفض بسبب هرمونات التوتر التي يفرزها الحيوان قبل الذبح، بالإضافة إلى الجروح والخدوش التي يتعرض لها أثناء النقل والتعامل معه داخل المجزر.
ويشير بروكر إلى أن المزيد من الزبائن يريدون معرفة مصدر اللحوم التي يشترونها منه، ولكنه يقول إن توعيتهم سوف تتطلب بعض الوقت.
ويقترح بروكر فرض ضوابط تمنع بيع اللحوم بأسعار تقل عن تكلفة إنتاجها.
ويوضح قائلا: "بسعر ثلاثة يوروهات للكيلوجرام، لا يمكن أن تتوقع أن هذا الحيوان تم ذبحه بشكل إنساني".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©