الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فرار العمال خوفا من فظائع جنرال إيراني.. حقول نفط كركوك بلا مهندسين

فرار العمال خوفا من فظائع جنرال إيراني.. حقول نفط كركوك بلا مهندسين
26 أكتوبر 2017 16:17
عندما دخل الجيش العراق والفصائل المدعومة من إيران منشأة رئيسية لمعالجة النفط في شمال العراق لاستعادتها من أيدي قوات البشمركة الكردية الأسبوع الماضي كانت المنشأة مهجورة وأجراس الإنذار تدق بها. كان المهندسون والعمال في المنشأة، التي تعالج النفط المنتج من حقلين في منطقة كركوك، قد لاذوا بالفرار خوفا من الزحف العسكري. وقال مصدر كبير في صناعة النفط الكردية، مشيرا إلى رئيس العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني "لم يكن أحد يريد المخاطرة بحياته وقرر (الجميع) إخلاء الموقع لأن الحكايات عن الفصائل الشيعية وقاسم سليماني كانت تنتشر بسرعة". وطلب المصدر الكردي عدم الكشف عن هويته. وصل المهندسون العراقيون على رنين أجراس الإنذار تحذر من أعطال في النظام الأمر الذي دفعهم لإغلاق الآبار على الفور. والآن، يحتاجون كلمات السر وخبرات نظرائهم الأكراد لاستئناف إنتاج النفط بالكامل. ومن المرجح أن يحرم فقدان السيطرة على حقول نفط كركوك حكومة إقليم كردستان العراق من عائداتها الحيوية ويتسبب في قلق عميق لدى شركات التجارة العالمية مثل "فيتول" و"جلينكور" التي منحت حكومة الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي مليارات الدولارات قروضا بضمان مبيعات النفط المستقبلية. وجاء الهجوم العسكري الخاطف، الذي شنه الجيش العراقي في شمال البلاد، بعد أن أجرى إقليم كردستان استفتاء على الانفصال الشهر الماضي. وكان الجنرال الإيراني قاسم سليماني قد أصدر تحذيرات مشددة للقادة الأكراد قبل بدء الزحف العسكري العراقي. وقال مهندس من شركة نفط الشمال، التي تديرها بغداد امتنع عن ذكر اسمه لأنه تلقى أوامر ألا يتحدث علانية عن هذا الموضوع "دخلنا منشآت حقل النفط بعد هروب العمال الأكراد ووجدنا ملابس العمل وأحذية الأمان ملقاة على الأرض". وأضاف "يبدو أن العمال خلعوها وفروا بسرعة كبيرة". دخلت أطقم شركة نفط الشمال منشآت النفط في حقلي "باي حسن" و"أفانا" يوم 17 أكتوبر للمرة الأولى منذ 2014 عندما طردت قوات البشمركة تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة ووجدت جميع محطات النفط الخام مهجورة. كانت قوات البشمركة أيضا قد انسحبت من المواقع. وقال مهندس شركة نفط الشمال "بعد أن اكتشفنا أن بعض المعدات الرئيسية مختفية وكانت لوحة التشغيل تطلق أجراس الإنذار بحدوث عطل في معالجة النفط الخام، أغلقنا الآبار على الفور". وبعد أسبوع من العملية، مازال المهندسون العراقيون يكافحون لاستئناف إنتاج النفط في كركوك ويقولون إنهم مازالوا يحاولون فهم كيفية تشغيل المعدات التي تعالج نحو 350 ألف برميل من النفط يوميا. أدى الهجوم العسكري إلى انخفاض إنتاج إقليم كردستان من النفط إلى أقل من النصف وخفض صادرات الإقليم للأسواق العالمية عن طريق تركيا بأكثر من الثلثين. وقال مصدر كردي بصناعة النفط مطلع على عمليات تحميل الصادرات لرويترز إن انخفاض الصادرات حرم المنطقة من عائدات تتجاوز قيمتها 200 مليون دولار على مدار الأسبوع الأخير. ووجه ذلك ضربة أخرى لمصادر تمويل الإقليم الواقعة بالفعل تحت ضغوط الحرب على تنظيم داعش وأزمة الميزانية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط. وقد طالبت الولايات المتحدة الجانبين باستئناف الحوار وقالت إن التوترات تعرقل جهود الحرب على التنظيم. ويوم الثلاثاء، طلب مسؤولون بشركة نفط الشمال من مجموعة "كار" الهندسية الكردية إعادة عمالها، وفق ما قالته مصادر من الجانبين. وقالت المصادر إن المهندسين العراقيين يحتاجون إرشادات بشأن كيفية تشغيل المعدات التي تم تركيبها حديثا في حقلي "باي حسن" و"أفانا". وتقع محطات ضخ وتشغيل الحقلين في مدينة دهوك التي لا تزال تحت سيطرة قوات البشمركة. وقال المهندس العراقي "منشآت الطاقة في كركوك أشبه بصندوق مغلق وطاقمهم هو وحده الذي يملك كلمة السر". لفترة طويلة ظلت كركوك، إحدى أقدم وأفضل مناطق إنتاج النفط المعروفة في الشرق الأوسط، تحت سيطرة القوات العراقية إلى أن اجتاحها مقاتلو داعش. وفي عام 2014، استردت قوات البشمركة الكردية السيطرة عليها في إطار تقدمها لمحاربة التنظيم. وسمح ذلك لكردستان باستعادة السيطرة على المنطقة التي يعتقد الأكراد أنها كردية ومن ثم زيادة الصادرات من حقول النفط واقتراض مليارات الدولارات من الشركات التجارية ومن شركة "روسنفت" الحكومية الروسية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©