لا أريد الخوض في تحليل دقيق وشامل للأداء التحكيمي في كأس الأمم الأفريقية، خصوصاً أنني لم أتابعه ميدانياً هناك في غانا التي استضافت هذه البطولة القارية·· لكنني ومن خلال متابعتي للعديد من مباريات هذه الكأس القارية عبر الشاشة الصغيرة، ومقارنتها بمعظم البطولات الأفريقية السابقة أستطيع القول إن أهم ما تميزت به الكأس الأفريقية هذا العام من الوجهة التحكيمية هو انضباط اللاعبين وتقبلهم للقرارات التحكيمية وحتى الخاطئ والمؤثر منها على النتيجة، وتلك نقطة إيجابية تسجل للاعبين بشكل خاص، ولكل من المدربين ومسؤولي المنتخبات الوطنية بشكل عام، وهنا لا أريد تفنيد الأخطاء التحكيمية في العديد من القرارات الصعبة التي اتخذها بعض الحكام ومساعديهم في عدد من المباريات وخصوصاً ما يتعلق بعدد من حالات التسلل الخاطئة، وركلات الجزاء المؤثرة، وبعض الحالات التي تم فيها إشهار البطاقات الملونة ومثيلها التي كانت تستوجب إشهار مثل هذه البطاقات·
لكن الجديد هذه المرة أن معظم هذه الأخطاء لم تواجه من قبل اللاعبين والمدربين بالاعتراض البدني البشع أو اللفظي القاسي والمهني كما كان يحدث في الماضي، بل لم يتجاوز الاعتراض في معظم الحالات حدود الإشارة الغاضبة واللفظ الهادئ المعبر عن الاعتراض شكلاً والقبول بالقرار التحكيمي واقعاً وموضوعاً·
كل هذا ساعد الطواقم التحكيمية في أداء مهامهم داخل ميدان الملعب، وساهم في منحهم الثقة بقدراتهم، وأضاف الكثير لهم نفسياً ومعنوياً خصوصاً في مسألة عدم تأثر القرار المستقبلي للحكم خلال المباراة بالقرار الخاطئ تعويضاً وإرضاءً·
ونظراً لأن معظم اللاعبين المشاركين في هذه البطولة القارية المتميزة من اللاعبين المحترفين في أندية الدوري الأوروبي بشكل خاص·· فقد لعب الاحتراف الحقيقي للاعبين دوره في نشر ثقافة الاحتراف سلوكاً وتصرفاً وردود فعل مع باقي اللاعبين المشاركين في البطولة·· وهذا ما نشهده عادة في ردود فعل اللاعبين المحترفين تجاه القرارات التحكيمية الخاطئة والمؤثرة في أبرز بطولات الدوري الأوروبي كالإيطالي والإنجليزي والإسباني·
بقي على لاعبينا محلياً وعربياً متابعة ما وصل إليه سلوك اللاعبين المحترفين، وردود أفعالهم المنضبطة في البطولات القارية والدولية، وأن يعملوا على نشر ثقافة تقبل القرار التحكيمي صحيحاً كان أم خاطئاً بالكثير من الروح الرياضية السمحة والسلوك الانضباطي الهادئ·
عدد اليوم
