الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عضو جديد في الاتحاد الأوروبي

2 يوليو 2013 22:48
أُطلقت الألعاب النارية ووصل الزعماء الأجانب بمناسبة احتفال كرواتيا الأحد بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي بعد نحو 20 عاماً على حصولها على الاستقلال في حرب أهلية دموية هزت القارة العجوز. ويوم الاثنين الماضي، أصبحت كرواتيا العضو الثامن والعشرين في الاتحاد الأوروبي، في أول انضمام جديد إلى الكتلة منذ انضمام بلغاريا ورومانيا في عام 2007. وتمثل عضوية كرواتيا نقطة تحول تاريخية بالنسبة لهذا البلد الصغير الذي شهد مذبحة بعد إعلانه الاستقلال عن يوغسلافيا السابقة في عام 1991. واللافت أنه عندما شرعت كرواتيا في التفاوض حول الانضمام قبل عشر سنوات، كان هذا البلد، الذي كانت تمزقه الحرب ذات يوم، مغموراً بفرحة عارمة لاحتمال أن يصبح عضواً في النخبة الأوروبية. ولكن ونظراً لتخبط الاتحاد الأوروبي اليوم في أزمة مالية ومعاناة الاقتصاد الكرواتي من الركود لخمس سنوات متتالية، خفت مشاعر الحماس والبهجة. والواقع أن آلاف الأشخاص انضموا إلى الاحتفالات التي أقيمت عبر مختلف أرجاء البلاد، ومن ذلك الساحة الرئيسية في العاصمة زاغرب، حيث قدم فنانون عروضاً أمام العشرات من زعماء الاتحاد الأوروبي والمنطقة حتى منتصف الليل عندما مثَّل إطلاق الألعاب النارية الكبيرة وعزف النشيد الوطني للاتحاد الأوروبي الدخولَ الرسمي إلى الاتحاد. كما أزيلت مراكز الجمارك من حدود كرواتيا مع جارتيها في الاتحاد الأوروبي، سلوفينيا وبلغاريا، بينما وُضعت أعلام ولوحات الاتحاد الأوروبي على حدودها مع دول غير أعضاء في الاتحاد مثل البوسنة وصربيا ومونتينيجرو (الجبل الأسود). ولكن بشكل عام، كانت الاحتفالات أكثر تواضعاً وأقل ابتهاجاً مقارنة مع الاحتفالات التي نُظمت بمناسبة انضمام بلغاريا ورومانيا- اللتين تعتبران اليوم أفقر دولتين في الاتحاد الأوروبي. وبدخولها، أصبحت كرواتيا- وهي بلد يبلغ عدد سكانه 4?2 مليون نسمة- ثالث أفقر بلد في الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الإطار، قال الرئيس الكرواتي «إيفو جوزيبوفيتش» في حوار معه مؤخراً: «ليست ثمة احتفالات كثيرة جداً لأن الوضع العام ليس مشرقاً»، مضيفاً «ذلك أنه يتعين علينا أن نقوم بتطوير اقتصادنا، ونتكفل بالأشخاص الذين باتوا عاطلين عن العمل اليوم، كما أنه ليس ثمة وقت ومال للاحتفالات الكبيرة». وبالفعل، فبالنظر إلى معدل بطالة في حدود 20 في المئة، وتدني مستوى المعيشة، وتفشي الفساد بين النخبة السياسية، وتراجع التصنيف الائتماني للبلاد، فإن الكثير من الكروات ليسوا في مزاج للاحتفال. بل إن بعض الخبراء الاقتصاديين حذروا من أن كرواتيا قد تطلب حزمة إنقاذ مالي أوروبية حالما تصبح عضواً في الاتحاد. غير أن وزير الخارجية الكرواتي «فيسنا بوزيك»، رفض هذه الادعاءات قائلاً إن البلاد لن تتأهل للاستفادة من حزمات إنقاذ مالي إلا إذا كانت عضواً في منطقة «اليورو»، وهي مجموعة منفصلة تتألف من 17 بلداً عضواً، وتستعمل العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي، اليورو. وقال الوزير الكرواتي: «إن كرواتيا ليست عضواً في منطقة اليورو، ولن تصبح عضواً فيه إلى أن تستوفي جميع الشروط». وبهذه المناسبة، وصف رئيس البرلمان الأوروبي «مارتن شولتز» انضمام كرواتيا إلى الاتحاد بأنه «يوم تاريخي». وقال في بيان صادر عنه: «إن عضوية الاتحاد الأوروبي لن تقدم حلا سحرياً للأزمة. ولكنها ستساعد على انتشال الكثير من الناس من الفقر وتحديث الاقتصاد». والجدير بالذكر هنا أن الاتحاد الأوروبي يعاني من الركود، حيث تكافح العديد من البلدان من أجل تحفيز النمو في وقت تتعاطى فيه مع أزمة ديون دفعت الحكومات إلى خفض الإنفاق وزيادة الضرائب. ولأن بلدان الاتحاد الأوروبي تمثل 60 في المئة بالنسبة لصادرات كرواتيا، فإن ذلك تسبب لاقتصاد البلاد في تراجع مستمر. وفي هذا السياق، قال «بول ستابز»، الباحث بمعهد العلوم الاقتصادية في زاغرب: «من المهم أن نستحضر أن انضمام كرواتيا يأتي في أغرب وقت بالنسبة للاتحاد الأوروبي في تاريخه». وأضاف قائلاً إن الكروات «قد يرون بعض الزيادة في الأسعار، وبعض الزيادة في المنافسة؛ وشخصياً، لا أتوقع زيادة ضخمة في الاستثمارات بين ليلة وضحاها». غير أن الأصوات المؤيدة للاتحاد الأوروبي في كرواتيا تلفت إلى أن الانضمام يعني أن الكروات باتوا يستطيعون إيجاد وظائف في بلدان الاتحاد الأوروبي الأكثر رخاء، وأن بلدهم يمكنه جذب استثمارات خارجية أكثر، وأن زعامة الاتحاد الأوروبي في بروكسل يمكنها كبح الفساد المتفشي وسوء الإدارة الاقتصادية. وقال «نينو فيديتش»، وهو من سكان زاغرب: «الواقع أنه لم يكن لدينا اختيار»، مضيفاً «إن كرواتيا بلد صغير، ومنطقياً ونظراً لأننا بلد كاثوليكي، فإننا نسعى نحو الغرب!». دوزان ستويانوفيتش زغرب، كرواتيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©