الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفيلم المحلي القصير ضحية المعايير التجارية

25 يونيو 2006 00:01
هل بات ''الفيلم الإماراتي القصير'' غريبا بين أهله؟ وهل أصبح حضور الفيلم الإماراتي حكرا على مسابقة أفلام من الإمارات وبعض الفعاليات الطلابية والمناسبات العابرة؟· صنّاع الأفلام يطالبون التلفزيونات بأن تلتفت ولو قليلا لمحاولاتهم الجادة مقابل ما يصرف على المسلسلات والسهرات والكليبات الغنائية المنزوعة من أية قيمة فنية أو جمالية· تنال الأفلام الإماراتية جوائز هامة وتنويهات مقدرة في المهرجانات السينمائية الخارجية ولكنها تفتقد هذا الاهتمام في الداخل وتعاني من الإهمال عندما يتعلق الأمر بالجمهور التلفزيوني المحلي الواسع المغيب عن رؤية هذه التجارب المستقلة والبعيدة عن حسابات الربح والخسارة· التحقيق التالي يحاول أن يبحث عن هذا الخيط المفقود بين صناع الأفلام المحليين وبين إدارات التلفزيون: إبراهيم الملا: نواف الجناحي الذي أخرج عدة أفلام قصيرة حاز بعضها على صدى جيد في المهرجانات الخارجية، يرى أن الكثير من المحطات المحلية تقوم ببث عدد وافر من الكليبات الغنائية ذات المدد القصيرة، كما أنها تقوم بإعادة عرض الكثير من السهرات والأفلام لتعبئة المساحات الشاغرة في ساعات البث الطويلة، ولكن عندما يتعلق الأمر بشراء وعرض الأفلام المحلية القصيرة والمتجددة كل سنة فإن المسألة تدخل في نطاق الخوف من المجازفة، والتردد في قبول وعرض هذه النوعية من الأفكار والتجارب التسجيلية والروائية القصيرة، فرغم النضج التي تتمتع به هذه الأفلام ورغم المقومات الفنية والموضوعية المتميزة التي رشحتها لمهرجانات عربية مهمة، إلا أنها للأسف تعاني من النبذ والإهمال وعدم الرعاية من قبل تلفزيونات الدولة· ويرى الجناحي أن شراء هذه الأفلام من قبل التلفزيونات سيساهم في رد جزء من المصاريف الشخصية التي تحملها صناع الأفلام ولا يجوز حساب مدد هذه الأفلام بالدقيقة كما هو حاصل مع المسلسلات المتداولة، ويقترح تخصيص ساعات معينة أسبوعيا لعرض هذه الأفلام وتكرار عرض المتميز· أما المخرج عبدالله حسن الحاصد جوائز عديدة في مسابقة أفلام من الإمارات فيرى أن الطريقة المناسبة للخروج من مأزق المدد القصيرة للأفلام تتمثل في عرض هذه الأفلام ضمن حلقة تلفزيونية خاصة تتضمن بالإضافة لعرض الفيلم لقاءات مع المشتغلين في العمل ولقطات لما يسبق الفيلم من تحضيرات وجهود غائبة عن الجمهور· ويضيف عبدالله: ''يمكن للتلفزيونات أيضا أن تنتج أفلاما بالمقاييس المتداولة لديها مع إعطاء فرصة للشباب السينمائيين المتميزين للمشاركة في الإخراج أو للعمل كمساعدين للمخرج الرئيسي، وبهذا فإن مجرد وجود هؤلاء الشباب وسط أجواء المحطات التلفزيونية سوف يساهم دون شك في إقامة جسر من الثقة والتعارف بين الطرفين''· أين أهل الدار؟ المخرج جمعة السهلي الذي شارك بفيلمه المميز ''أسرار سارة'' في الدورة الأخيرة من مسابقة أفلام من الإمارات يرى أن مجرد عرض فيلمه في إحدى المحطات المحلية يعتبر تعويضا معنويا يفوق أي تعويض مادي آخر، لأن عرض الفيلم سيساهم في تعريف الجمهور الداخلي وتعريف مسؤولي التلفزيون أنفسهم بالقدرات والمواهب الإخراجية المحلية التي تعاني من الطمس والتغييب والتي تعمل وسط ظروف إنتاجية صعبة، ولا تجد أي التفات أو تقدير من أهل الدار· ويضيف جمعة: ''إن أعمالنا تناقش على الأقل وبلهجة محلية صرفة ما يدور في مجتمعنا من قصص وقضايا وملابسات، بعضها مسكوت عنه وبعضها منسي ومهمل، وسط هجمة الأفلام والمسلسلات البعيدة عن همومنا الداخلية· ويتابع: من المؤسف أن تقوم قناة خارجية مثل ''إم بي سي'' بتقديم عرض لشراء فيلمي ''أسرار سارة'' بينما أنا على استعداد لعرض الفيلم في قنواتنا المحلية مجانا· ويتفق المخرج وليد الشحي مع رأي عبدالله حسن في إمكانية عرض الفيلم الروائي القصير ضمن برنامج يحتوي على لقاءات ونقاشات مع صناع الفيلم ومع النقاد والصحافيين والجمهور، وذلك للخروج من النمط التقليدي· ولوليد نظرة متشائمة فيما يخص الدعم المادي المنتظر من التلفزيونات للأفلام القصيرة لأنه يرى أن هذا الدعم مرتبط بتغيير السياسات الداخلية والمقاييس الإنتاجية وخطط التمويل السنوية للمسلسلات الرمضانية المعتادة، ولن يستطيع الفيلم المحلي مهما كان متميزا أن يقتحم هذا الحصن الكبير والمحاط بشركات الإنتاج الضخمة والأسماء الفنية الرنانة والمخرجين الأثرياء والحشود الضخمة من المستفيدين والمستغلين لهذه الفرص الذهبية التي لا تتكرر في أي مكان آخر! وعود وتحفظات بعد الاطلاع على رغبات المخرجين وصناع الأفلام نقلنا ملاحظاتهم إلى مسؤولي المحطات المحلية، كي يكون الحوار مشتركا، وتوصلا لاقتراحات قادرة على تجاوز سوء الفهم وقلة التواصل بين الطرفين· يقول خالد صفر (مدير تلفزيون الشارقة): هناك توجه في تلفزيون الشارقة باستقطاب مجموعة من المخرجين الشباب المتميزين من خلال تنفيذهم لسهرات وتمثيليات يتم اعتمادها أولا من قبل لجنة خاصة، ثم يتم الإطلاع بعدها على خطط تنفيذ هذه السهرات التي تعتبر أفلاما تلفزيونية مستقلة بذاتها، وكذلك سيتم النظر في الميزانيات المخصصة لهذه الأفلام، والمشروع الجيد والمتماسك هو الذي سيفرض وجوده وأحقيته للمشاركة في هذا التوجه الجديد لخطة الدراما المقبلة لتلفزيون الشارقة· وعن إشكالية عرض الأفلام المحلية القصيرة في التلفزيون أشار صفر إلى أن تلفزيون الشارقة كان من أوائل المحطات التي قامت بالتغطية الوافية لفعاليات مسابقة أفلام من الإمارات، كما أن التلفزيون قام بعرض مجموعة من الأفلام الفائزة في المسابقة من خلال برنامج خاص تم عرضة في إحدى الدورات السابقة، وهذا التوجه ما زال موجودا في التلفزيون ولكن بشرط وجود كمية جيدة من الأفلام التي تكفي لتغطية دورة تلفزيونية على الأقل، وعلى أن تتمتع هذه الأفلام أيضا بشروط فنية وموضوعية متوازنة وصالحة للعرض· أما عبداللطيف القرقاوي مدير قناة ''سما دبي'' فيقول: ''إن قناتنا ومن خلال برنامج ''سما سينما'' تقوم بمتابعة معظم النتاجات والمشاريع الفيلمية للشباب الموهوبين، وقد قامت ''سما دبي'' بتناول العديد من الأفلام الإماراتية القصيرة في هذا البرنامج واستضافة مخرجيها، كما قمنا أيضا بالتغطية المناسبة للأفلام الإماراتية المشاركة في فعاليات مهرجان دبي السينمائي· وعن الدعم المادي الفعلي والمتمثل في شراء هذه الأفلام أجاب القرقاوي: ''لا يوجد في التلفزيون حاليا أي بند أو أية مخصصات مالية لشراء هذه النوعية من الأفلام، لأن المواصفات التي يتعامل بها التلفزيون لا تتوفر في النتاجات القصيرة التي لا تتجاوز مددها أحيانا الخمس أو العشر دقائق، وكل ما نستطيع أن نقدمه لهؤلاء الشباب حاليا هو تعريف الجمهور بهم من خلال برنامج سيتم إطلاقه قريبا وسيتناول (السينما في الإمارات)''· أما جمال سالم مدير العلاقات البرامجية والدراما بتلفزيون أبوظبي فيشير إلى أن معظم الأفلام الإماراتية القصيرة تفتقر للجودة الفنية وهذا يقلل من فرص عرضها في التلفزيون، خصوصا وأن قصر مدة هذه الأفلام يربك المقاييس المتبعة في عرض الأفلام والسهرات التلفزيونية، ولكن هذا لا يمنع من محاولة الخروج بصيغة مناسبة لعرض الجيد من هذه الأفلام من خلال برنامج خاص يجمع عدة أفلام في الحلقة الواحدة ويستضيف المخرجين ويستمع لوجهات نظرهم ورؤاهم فيما يقدمونه· وأشار جمال سالم إلى أن التلفزيون لن يقف حجر عثرة أمام دعم وشراء العمل المحلي الجيد فنيا وموضوعيا والقريب من مقاييس السهرات والتمثيليات المستقلة، من حيث المدد والأوقات التي يمكن من خلالها تقييم العمل إنتاجيا وتقديم الدعم المادي المناسب له·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©