الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشكلة وحل فروق طبقية

24 يونيو 2006 23:58
المشكلة: مشكلتي قد تبدو غريبة مع أنها قديمة جدا قدم البشرية، لكنني عندما أفكر فيها أشعر بحاجتي الى من يأخذ بيدي ويقنعني، وهل يمكن أن أتجاوز صعوبات الحياة التي باتت تخضع للمادة في كل تفاصيلها ومفرداتها ؟ وهل الفروق الاجتماعية بين شخصين متحابين تصبح عائقا نحو اكمال مسيرة هذا الحب وتكليله بالزواج ؟ انني فتاة جامعية، أحببت زميلا سبقني الى التخرج منذ عامين، حبا كبيرا، ويبادلني نفس المشاعر بكثير من الوعى والنضوج، ويتمتع بصفات وأخلاق رائعة، وطموحاته في الحياة كبيرة، ولا ينغص تقاربنا سوى ما يسمى بحاجز الفروق الاجتماعية الطبقية التي تنحاز لصالحي ولا أقتنع بها، وأحاول اقتلاعها من تفكيره دون جدوى· فهو يصر في كل مناسبة أن يذكرني بها، وأن '' نكون واقعيين'' على حد قوله لي دائما، وفي الوقت الذي أحاول فيه اقناع أسرتي به، وتجاوزهذا العائق، استعداداً للزواج منه، أتوقف أحيانا أمام مخاوف المستقبل، وواقعية هذه المشاعر وصمودها في وجه مشاكل الحياة وضغوطها· فهل سيعوض الحب ما يمكن أن نفتقده في المستقبل، أو ما يمكن أن يكون ضروريا، ولا سيما أنني اعتدت الحياة وفق نمط معين من المعيشة··· وهل تلك المشاعر ستكون كفيلة بتحقيق الرضا بعد الزواج أم أنها مجرد أقاويل ؟ انني في حيرة من أمري، وكل من حولي يدفعونني الى أن أكون واقعية في التعامل مع الأمر، وكلما اقتربت من القناعة بأهمية اتمام هذا الارتباط سرعان ما أتراجع أمام كلماته، حتى ظننت أنه يتهرب مني، وعندما أفكرمليا، أجدني وكأنني مقتنعة بما يقول· أميرة س·- أبوظبي الحل: واقعيتك تدعو الى الاحترام، وأمام الحكمة الأزلية القائلة '' ليس كل ما يتمناه المرء يدركه''، أعود وأذكرك بالأصل في ألا يحول اختلاف البعد الاجتماعي بين شخصين متحابين تبادلا القناعة والاعجاب بالزواج· والأمر يتوقف على تكوين، وطبيعة، ونفسية، وشخصية كل منهما، ومدى قدرتهما على التكيف والتوافق مع الطرف الآخر، ومع تحديات الحياة الزوجية والمعيشية المشتركة ومشكلاتها واحتياجاتها، وكم من زوجين من بيئتين مختلفتين ومتباعدتين نجحا في ذلك، ويعيشان حياة سعيدة· والأصل أيضا أن عاملي الرضا والقناعة كانا كلمتي الفصل دائما في تحقيق التقارب والتوافق والنجاح، فالناس يختلفون فيما بينهم في فهم وتعريف السعادة، وأي الأشياء أكثر من غيرها كفيل بتحقيق الرضا أو السعادة ، ويختلفون أيضا في تعريفهم لمفهوم النجاح· وهناك أيضا نماذج كثيرة من الأزواج جمعتهما الظروف، والتنشئة، والثقافة، والبعد الاجتماعي والمادي، والاعجاب المتبادل، وأمور كثيرة، ولكنهم للأسف اختلفوا وفشلوا في التعامل مع الحياة ومع أنفسهم في النهاية· ان الأمر لايخضع لمقاييس واحدة، ولا يفيد فيه اطلاق التعميمات أوالنصائح الجاهزة، وانما النصيحة هنا أن يسأل كل منكما نفسه سؤالا صادقا مخلصا بعيدا عن العواطف والمشاعر··· كم هو مستعد للتضحية من أجل بناء حياة ناجحة مستقرة ؟ والأهم أن يقرر كل طرف الى أي حد يمكن له أن يتغير؟ وما حدود استعداده النفسي لتقبل التغيير ؟ وهل هو قادرعلى تغيير نمط حياته ؟ وهل أنت مستعدة للتنازل عن بعض العادات والمظاهر ونمط المعيشة الذي ألفتيه لسنوات طويلة ؟ فالقاعدة الصحيحة عمليا تقول'' ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم''· دعي ما يقوله الآخرين جانبا، وفي ضوء مساحات التقارب والتباعد بينكما، وطموحات الطرف الآخر، وقدرتك المحتملة على التغيير وتقبل هذا التغير، وامكانية التكيف مع الأوضاع والمسؤوليات الجديدة المشتركة، ونظرتيكما معا الى المستقبل، وبتجنيب العواطف المشتركة، يمكنك إتخاذ القرار·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©