الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مستر مطوع: مدونتي تعكس شخصيتي

مستر مطوع: مدونتي تعكس شخصيتي
17 فبراير 2009 22:19
دخل عالم التدوين قبل سنوات قليلة عبر صفحة بسيطة مشت بصبر حتى وصلت لما هي عليه اليوم، وهو متفائل بمستقبل أفضل قادم مع الايام لعالم المدونات، خاصة مع زيادة الوعي بالتدوين بين الجيل الشاب من العرب· يقول حمد راشد الشامسي صاحب مدونة ''مستر مطوع'': ''يعكس اسم المدونة جزءا هاما من شخصيتي، وهو لقب أطلقته عليّ معلمتي في الكلية وانتشر بين أصدقائي فأحببت أن يكون اسم مدونتي التي بدأت كتابتها قبل أن تعرف المدونات وتشتهر في عالم الانترنت عام ،2006 وقضيت ثلاث سنوات أكتب فيها رغم أن بداياتي شهدت شهورا لم أتلق فيها أي تعليق على ما أكتبه''· يتابع حمد: ''قبل أن ألج لعالم المدونات كنت عضوا فاعلا في أحد المنتديات، ما وفّر لي بيئة طيبة من الاخوة والأخوات وخضت فيها الكثير من المناقشات التي أنارت عقلي وأهلتني للكتابة، لقد كان المنتدى تلك الفترة مكانا يعج بالمثقفين ذوي الخبرات العالية فصار أشبه بالجامعة التي تخرجنا منها لمواقعنا ومدوناتنا الخاصة''· يعرفنا حمد على مدونته فيقول: ''بمجرد الدخول للمدونة يطالعكم في اعلى الصفحة مثل إماراتي شهير يقول:'' خوص ميمّع·· تعال وتسمّع '' ومدونتي بالضبط كوصف هذا المثل تجتمع فيها أمور كثيرة، الرابط الوحيد الذي بينها هو اهتمامي أنا، فهناك الأناشيد الجديدة، اليوميات، ذكريات الطفولة، برامج التلفاز، إسلاميات، الطرائف، الغرائب، ونقاشات لاخبار الامارات واخيراً إنتاجي المتواضع من كتابات وصوتيات''· يكتب حمد مدونته بمزيج بين اللهجة المحلية واللغة العربية الفصحى، ولا ينسى بعض المقالات الأجنبية، ويقول في هذا السياق: ''البعض تصيبه حساسية من قراءة الإنجليزية، وآخرون يصيبهم الملل وفقدان الانتباه من قراءة العربية الفصيحة، والبقية تكره الكتابة ''الإنجليزية المعربة''! أحاول أن أرضي ذائقة الجميع بالتنوع في الخطاب مع مراعاة تفضيل لغة القرآن، وهذا لا يعارض تضمين بعض الألفاظ الشعبية الإماراتية الجميلة التي تضفي على المواضيع بعض الواقعية والطرافة''· ويتابع: ''كثير من الزوار يمرون على المدونة، فهناك حوالي 2000 زائر أسبوعياً لمدونتي، لكن الغريب أن عدد الردود على المواضيع لا تتجاوز 30 رداً فقط، ولا أعلم هل هو كسل من عابري الانترنت، أم أنهم لا يجدون ما يعلقون عليه· بالاضافة لذلك هناك خدمة ''هوم ديلفري'' ملحقة بالمدونة تتيح للمشترك فيها وصول جديد المدونة ''لين باب إيميله''، وهذه الخدمة تجذب كثيرا من الردود، حتى أنه لا يكاد ينجو أي موضوع من النقاش والمجادلة، الأمر الذي يؤكد أن التدوين منبر حر لكل شخص يتحدث عبره عما يرغب من مواضيع، وتمتلئ صفحات المدونة بتعليقات تحمل خبرات الآخرين، والتدوين أيضا وسيلة جيدة لكسب الأصدقاء وتبادل الخبرات''· ويشرح حمد ما يجذبه لقراءة مدونات الآخرين: ''أقرأ لمدونين كثر، لكني أركز على المدونات الاماراتية والاسلامية، فالأولى تجذبني لهموم الوطن والثانية تزيدني معرفة بديني، وأمر بشكل يومي على مدونات إماراتية ثلاث (مدونة أسامة، عابر سبيل، وصدفات) فهؤلاء الثلاثة أعتبرهم عمالقة التدوين في الامارات، خاصة وأنها مدونات معروفة ولها متابعون يوميون''· يعتقد حمد أن المدونات النسائية لا تختلف عن الرجالية في كثير من الأمور، ويقول: ''عند الحديث عن امور الدين او الإنترنت وغيرها من المواضيع العامة لن نجد فرقا بين مدونة المرأة أو مدونة الرجل، لكن الفرق يظهر عند الحديث عن الحياة الشخصية، فالرجل يستطيع الكتابة عن حياته الشخصية بشكل ادق مما تكتبه المرأة، لأنها تراعي الدين والعادات والتقاليد التي لا تسمح للفتاة بـ ''نشر'' كل شيء عن حياتها، هذا ما يدفع المرأة للحرص الشديد عند الكتابة واختيار اسم مستعار في أغلب الأحيان''· ويتمنى حمد أن يزداد الوعي بأهمية التدوين في المجتمع قائلا: ''تمثل المدونات مساحات حرة للتعبير يجب أن يشجع الطلبة على الاستفادة منها، لأنها تساهم كثيرا في تنمية مهارات الكتابة والتفكير الابداعي· كما أنها تختلف عن المشاركة في المنتديات لأن المنتديات وسيلة للعمل الجماعي مثل إقامة الورش ونقل المعلومات وغيرها من النشاطات الجماعية، أما المدونة فهي جهد فردي ينحت ويطوّر شخصية صاحبها· السياسية أقل عدداً وأعلى صوتاً 200 ألف مدونة في مصر تثير الإعجاب والقلق حلمي النمنم القاهرة - شغل المدونون الرأي العام والدولة في مصر خلال عام ،2008 وربما كان ذلك وراء تنظيم ندوة بالقاهرة حول ''تطور حركة المدونات في مصر'' استعرض فيها د·سعيد المصري الخبير بمركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري دراسة قام بها المركز خلال شهر ديسمبر 2008 عن حركة المدونات· وأكد أنهم التفتوا إلى هذه الظاهرة وتوقفوا عندها لأنها تؤثر على الشأن العام، خاصة أن المدونات حديثة في العالم كله، فقد عرفت عام 1996 ولم تظهر في مصر إلا بعد عام 2000 وفي بدايتها كانت مرتبطة بالمصريين المهاجرين إلى الخارج لذا كانوا يكتبون بالانجليزية، وتأثراً بذلك بدأت تظهر المدونات بالعربية· وقال: ''يوجد في العالم العربي كله حوالي 490 ألف مدونة، بنسبة 7 في المئة من كل المدونات على مستوى العالم، وفي مصر بلغ العدد في شهر اكتوبر 2008 حوالي 200 ألف ويوجد 170 ألف مدون لأن بعض المدونين لديهم أكثر من مدونة، والمدونات ليست سياسية فقط، بل السياسية هي الأقل عددا، لكنها الأعلى صوتا، فالعدد الأكبر من المدونات يتناول أموراً شخصية، تليها المدونات الاجتماعية والثقافية ثم المدونات السياسية، التي تبلغ نسبتها حوالي 19 في المئة من المدونات كلها''· وأكد أن دراسة مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري أثبتت أن 80 في المئة من المدونين من القاهرة وحدها والبقية من سائر أنحاء الجمهورية، وأكبر عدد من الزيارات حققتها مدونة كان عشرة آلاف زيارة، وثبت أن ما يدعيه بعض المدونين من أن 150 ألف زائر يدخلون المدونة يومياً مبالغ فيه جداً، والعربية هي اللغة الأساسية للمدونات بنسبة 67,8 في المئة تليها الانجليزية، وتبلغ نسبة الكتابات الأدبية والفنية في المدونات 34 في المئة، والنقد السياسي 7 في المئة، ولوحظ أن الخطاب الديني يتراجع في المدونات، وتفسير ذلك أن لغة الوعظ والإرشاد لا يمكن أن تتيح معها حرية التعبير والرأي في المدونات، فهي لغة ليست مرنة، ولهذا يصعب على المدونين استخدامها أو اللجوء اليها، السلبيات التي تحدثت عنها الدراسة هي أن المدونات فيها مساحة كبيرة للخلط بين الحقائق والشائعات، فليس هناك توثيق لبعض المعلومات ولا تمييز واضح بين المعلومة والشائعة، ومن السلبيات كذلك انتهاك القواعد الأخلاقية، حيث وجدت بعض المدونات تدعو الى الانحلال الاخلاقي، وغير ذلك كثير، والسلبية الثالثة هي انتهاك الملكية الفكرية، بمعنى ان بعض المدونين يقومون بسرقة مقالات بأكملها أو أبحاث ودراسات ويضعون أسماءهم عليها· وهذه الأمور يمكن ان تعالج بميثاق شرف مهني للمدونين يكون تلقائيا مثل ميثاق الشرف الصحفي، والمواثيق الحرفية الأخرى· وقال وائل الفخراني ـ مسؤول ''جوجل'' في مصر وشمال افريقيا ـ إن أعلى استخدام للانترنت في المنطقة العريبة هو في مصر والسعودية، حيث يوجد 9,2 مليون مصري يتعاملون سنويا مع الانترنت وفي السعودية 7,7 مليون وهذه الارقام ضئيلة قياسا على استخدام الانترنت في العالم، حيث ان ربع سكان العالم تقريبا يتعاملون مع الانترنت ورغم أن اللغة العربية هي اللغة الخامسة في الاستعمال على مستوى العالم لكن على شبكة الانترنت هي اقل من ذلك بكثير، وحتى الآن فإن 18 دولة عربية فقط هي التي يعتمد فيها استعمال الانترنت، وقد بلغ نمو المحتوى العربي للانترنت خلال عام ،2008 400 في المئة، وهو تقدم جيد لكنه اقل من المأمول قياسا إلى تعداد السكان· ونفى الفخراني ما يتردد عن ان ''جوجل'' تراقب محتوى المدونات، وانها يمكن ان تلغي أو تشطب بعض المدونات وبوضوح قال: ''لسنا جهة رقابية، والرقابة عموما ضد فكرة الانترنت فهو قائم على الحرية· والحرية الشخصية تحديدا، لذا لا يتدخل أحد فيها ولا يجب لأحد أن يتدخل في هذا الأمر بالمرة''· د·أحمد زايد -عميد آداب القاهرة- أشاد بالمسح الذي قام به مركز المعلومات بمجلس الوزراء المصري، وقال ان ذلك المسح يتيح للباحثين دراسة ظاهرة المدونات وهناك بالفعل دراسة يجريها مركز البحوث الاجتماعية والجنائية بالقاهرة حول تلك الظاهرة، كما ان المرصد الاجتماعي الذي يتولاه المفكر سيد ياسين يعد دراسة اخرى حول المدونات، وقد تابع هو عددا من المدونات، ولاحظ ان كل ما فيها معاصر وحر وقابل للنقاش وانها تفتح فضاء جديدا للحرية، وكان العلماء يعرِّفون المجتمع المدني بانه يمثل فضاء للحرية بعيدا عن العمل الرسمي والحكومي، ولكن الفضاء الالكتروني فضاء جديد يتيح فرصا افضل ويطلق الحرية باسلوب اوسع، ويتيح أفقا للكلام لم تشهد البشرية مثيلا له والفضاء الاجتماعي يمكن ان تكون به بعض القيود لكن الفضاء الالكتروني يتيح لأي انسان ان يقول ما يريد، وفي مصر فتاة اعدت مدونة عن العنوسة واحتياجها للعريس، ويمكن للانسان ان يجلس في بيته ويكتب ما يريد، لكن في حالة المدونات لا تظل الكتابات شخصية فهي تتاح للآخرين الذين يكتبون تعليقات عليها في مدوناتهم أو يرسلونها للمدونة نفسها، ومن ثم فهي تتيح ايضا قدرا من التفاعلية وليس فقط الكتابة الخاصة والشخصية· حرية التدوين بين الوهم والحقيقة أبوظبي(الاتحاد) - يؤمن الكثيرون بأن الانترنت تعني الحرية المطلقة، حرية الحصول على المعلومة، حرية النشر وحرية التعبير عن الرأي، لكن أهل المدونات لهم رأي آخر ربما لأنهم أكثر من اكتوى بنار آرائهم، فلا تمر عدة أشهر حتى نسمع عن مدون عربي ألقي القبض عليه بسبب آرائه، والواضح أن سقف الحرية العربية في الانترنت عال، لكنه بالتأكيد، ذو نهاية· عن حرية الكتابة والتعبير عن الرأي في المدونات كانت جولتنا لهذا اليوم: من الإمارات يقول أبو أحمد صاحب مدونة http://www.aboahmad.com : ''حاولت أن أفهم أو أصل إلى مدى الحرية الذي يتمتع به المدونون، فوجدت أننا لا نمتلك شيئا !! وهنا تساءلت: هل نحن مؤمنون فعلاً أن المدوّنات أعطتنا حرية لم تكن من قبل؟!! وهل نحن بالفعل بدأنا نعيش في أجواء ديموقراطية تسمح لنا بمثل هذه الحرية؟! لا أتوقع أن الإنترنت - على الأقل الآن - أصبحت بيئة آمنة للحرية، بل يمكن لأي جهاز أمني مبتدئ في أي دولة كانت أن يصل إلى صاحب أي مشاركة في منتدى من المنتديات''· أما المغربي محمد سعيد احيجوج صاحب مدونة http://www.mshjiouij.com فيقول: ''تبقى المدونات شكلا جديدا من التواصل وآلية من آليات التعبير التي تمنح لصاحبها حرية يستطيع من خلالها التعبير بكل حرية وبدون تلك القيود المفروضة من جانب أي شكل من أشكال الرقابة التي تعمل على قمع الحريات وحجب الأصوات المعارضة عن الناس''· ويضيف: شكلت المدونات في العامين الماضيين ظاهرة قوية وفاعلة سواء على المستوي الإعلامي أو السياسي وذلك للأثر الذي أحدثه المدونون في واقع عربي أقل ما يوصف به هو الجمود''! ولكن تبقى هذه الظاهرة محل جدل حول الأثر الذي يمكن أن يلعبه التدوين في الحياة العامة داخل العالم العربي، فهل يمكن أن يتطور هذا الأثر ويصبح أكثر فاعلية أم أنه سيكون أمرا عارضا يزول بتغير الظروف والأحوال؟! يقول عبدالرحمن مهدي صاحب مدونة خواطر ليبية http://khawa6ir.blogspirit.com: ''جاء التدوين ليفتح المجال أمام أصحاب الفكر والرأي المكبوت وغيرِ المكبوت والاهتمامات كلِّها، موفِّراً لهم وسيلةً للتعبير والتواصل مع الآخر في عموم المجتمع وفي دوائرِ ذوي الاهتمامات المشتركة· كان من الطبيعي أن تتميّز بداية ثورة التدوين العربي بالنقد والاعتراض ومقارعة أدوات التكميم والقمع الإقصاء، والنشر في كل ما هو ممنوع، وبأساليبَ كان الأجدر بالكثير من المدوّنين ألا ينحدروا إليها· لقد اشتطّ البعض وذهب بعيداً· لا يسرّنا أن نرى ما نراه من سباب أو ألفاظٍ نابية أو قذف وتشهير تعرّض أصحابها للمساءلة القانونية لو كان الإعلام التقليدي هو وسط التعبير والنشر· إن هذا الشطط والتجاوز لحدودٍ من أخلاقيات التعبير الحرّ يجب احترامُها هو الذي سيضرّ بوسط التعبير الجديد وبالمعوِّلين عليه· ستكون هذه التجاوزات ـ فوق اعتبارات السرقة والملكية الفكرية ـ المدخلَ والحجّةَ لفرض أنواع من الرقابة، ومِن ثَم المنع والتسلط، تحت قناع الحرص على حماية الأخلاق والمواطنين من تجاوزات البعض، وبتواطؤٍ من الغرب بمؤسّساته المهيمنة على فضاء الإنترنت وجبال المعلومات التي يمتلكها نتيجة تلك الهيمنة''·
المصدر: ابوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©