الهدوء والسكينة والحس الضافي بالسعة والارتياح هي العناصر الأساسية في تصاميم مهندس الديكور اللبناني بسام ضاهر، ناهيك عن مسحة عصرية واضحة من خلال المواد التي استعملها، والأشكال التي تبرز في كل تفاصيل الشاليه بانسجام تام بين الأرضية والأسقف والمفروشات، وكأنها موسيقى تتناغم مقطوعاتها في المعزوفة الكبيرة·
دنيا الاتحاد تطل على هذا الشاليه وديكوراته من خلال عيون مبدعه:
بيروت - هناء علاء الدين:
حرص بسام ضاهر في تصميمه على أن يستفيد من المساحات، بحيث يستخدم المساحة الواسعة لتعطي أكثر من شكل، فالصالة على سبيل المثال تحولت إلى أكثر من جلسة، وعن ذلك يقول:
بداية، ينبغي القول بأن جمال أي تصميم يكمن في تناسق شخصية الديكور التي تعطي الفكرة الواضحة عن ما هو مراد منه· وفي هذا التصميم ''الشاليه'' حرصت على أن أضفي عليه رونقاً عصرياً من دون أن أبتعد عن الأصالة في الوقت نفسه، فألوان الباركيه الخشبية التي تكسو أرضية المنزل تصلح لتكون كلاسيكية، لكنني أعطيتها الحس العصري لتكون منسجمة مع الكنبات والطاولات العصرية أيضاً·
استخدامات متعددة
ويضيف: قسّمت الطابق الأرضي من المنزل إلى ثلاثة أقسام تصلح لأن تكون شتوية وصيفية في آن واحد، فجاءت المدفأة في منتصف الغرفة، ويمكن أن تكون عند بدايتها مقابل مدخل المنزل، وأحطت المدفأة بكنبات عصرية تمتزج فيها الألوان التي تشيع الدفء مثل البيج والزهري والأحمر والبني· أما من حيث الترتيب فهناك كنبتان صغيرتان تواجهان المدفأة وكنبة كبيرة إلى جانبها، لتعطي مجتمعة شكلاً مربعاً يفصل هذا الركن عن غيره بطريقة منسجمة لا تزعج النظر·
غرفة الطعام
وفي الجهة المقابلة من الصالة تأتي طاولة الطعام التي صممتها بطريقة مريحة للجلوس، وحولها مقاعد شبه دائرية من الخشب البيج، وقاعدتها مثبتة بالعامود الخشبي، وزينتها بجوارير توضع فيها لوازم السفرة، من شوك وملاعق· أما العامود فله أكثر من وظيفة فهو من جهة فاصل بين الغرف الثلاث ومن جهة ثانية مكتبة مستطيلة للكتب والتحف·
غرفة الجلوس
القسم الثالث من الصالة هو غرفة الاستقبال أو غرفة الجلوس التي تتكون من كنبات عدة جمعت في كنبة واحدة كبيرة على شكل نصف مستطيل، ومصنوعة من الإسفنج المضغوط لتوفر الراحة عند الجلوس، أما القماش فمزجت فيه اللونين البيج المقلّم بالبني القاتم والفاتح، بطريقة منسجمة جداً مع الأرضية الخشبية، وجاءت الطاولة عصرية جداً واستخدمت الخشب على أطرافها والحديد في منتصفها، ومن الأعلى يأتي الزجاج السميك الذي يتميز بقدرته على احتمال أغراض ثقيلة ولا يتأثر بالأوزان· ولم أغفل عن السجاد فوق الأرضية الخشبية، واخترته بألوان الأحمر والزهري والبني، ليضفي زينة على المكان· وراعيت في كل ذلك، أن يظهر المكان في صورته الكاملة منسجماً، وأن تتكامل عناصره من حيث الأشكال والألوان والتصميم·
السقف سقوف
وقد راعيت التناسق في السقف أيضاً، حيث صممته بطريقة مناسبة لكل المنزل ولكل قسم على حدة، فهو من الخشب البيج المقطع فوق المدفأة، ومن خشب الباركيه فوق طاولة الطعام ليناسب الأرضية، وأدخلت فيه إضاءة خافتة يمكن التحكّم بها وفق المواسم الشتوية والصيفية· أما فوق الصالون فيختلف تصميم السقف حيث جاء بطريقة أكثر كلاسيكية من ناحية الرصف والتقطيع·
الشرفات وأبوابها
أبواب الشرفات في غرفة الجلوس الشتوية قرب المدفأة، لم أضع لها ستائر من القماش لأنها لا تتناسب مع التصميم الذي طغى عليه الخشب، لهذا استعضت عنه بستائر من الخيزران تناسب ألوان المفروشات، كما تركت نوافذ الصالون دون ستار لأنني أدخلت في تصميم الزجاج بعض القطع الخشبية كرفوف، وهذا التصميم لا تناسبه الستائر التي قد تخفي جمال الشكل العام·
ولكي أحقق الانسجام بين الطابق الأرضي والعلوي، حيث غرف النوم (لم يرغب أصحابها بتصويرها)، قمت بتصميم الدرج من الخشب في الأسفل ومن الحديد على الدرابزين وركزت على أن يكون الخشب على كل درجة مناسباً للباركيه·
عدد اليوم
