الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله عبدالرحمن.. غواص في بحر التراث

عبدالله عبدالرحمن.. غواص في بحر التراث
26 أكتوبر 2017 10:23
أشرف جمعة (أبوظبي) رحلته مع توثيق التراث المحلي بدأت منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتواصلت إلى الآن كمساهم في إبراز حقائق تراثية، شهدت على مسيرة الباحث الإماراتي عبدالله عبدالرحمن، وسطرت جهوداً بحثية ترصد حجم العطاء الواعي لتوثيق التراث الشفهي، فجاب الصحاري وصعد الجبال، واقتنص من أفواه الرواة الذين يتجاوز أعمار بعضهم 120 عاماً متنقلاً بين إمارات الدولة ليسطر ملحمة الموروث عبر صفحات مضيئة في كتبه التي وثّقها بجهد فردي راصداً تحولات المجتمع الإماراتي الاقتصادية والاجتماعية والحضارية في تشابهها مع الكثير من الماضي، فقد شملت رحلته التأليف الكتابي، وتقديم البرامج الإذاعية والتلفزيونية خدمة للتراث المحلي. ذاكرة شعبية يقول الباحث عبدالله عبدالرحمن: عملت منذ البداية على توثيق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في الماضي، وهو ما تطلب مني الغوص في الذاكرة الشعبية والسفر في كثير من الأحيان إلى الأجواء التي تشكلت في حياة الآباء والأجداد، حيث البيئة الزراعة وبيئة البادية والبحر والانتقال إلى الواحات والصحراء بكل ما تحمل من مصاعب التغلب على مظاهر الطبيعة، وكذلك الحرف التي كانت تمثل مصدر الرزق في الماضي. تراث شفاهي ويؤكد أنه كان يعمل بجد ودأب في ملاحقة الرواة كبار السن والمعمرين منذ ثمانينيات القرن الماضي، وحتى وقتنا هذا، لجمع مادة وفيرة عن حياة الماضي، مبيناً أن التاريخ الشفاهي يجب أن يستثمر بصورة كبيرة حتى يكتمل مشروع توثيق التراث، حيث إن هناك عدداً كبيراً من الباحثين الميدانيين الذين يملأهم الحماس لتوثيق التراث الشفاهي، إيماناً منهم بأن الماضي هو بوابة العبور للحاضر، وأنه من حق الأجيال الجديدة أن تضطلع على مهن وحرف تراثية قبل أن تندثر، فضلاً عن أسلوب الحياة الذي غلّف حياة الماضي، وأنه شخصياً كان يلتقي رواة تبدأ أعمارهم من 90 إلى 125 عاماً، وكان ينقل عنهم، خاصة الذين يمتلكون ذاكرة قوية، ويرى أنه كانت هناك صعوبات كثيرة في الوصول إلى المعمر الراوي الذي يمتلك ذاكرة متوقدة وحاضرة، ولديه قدرة على الحديث عن الحياة قديماً في بعض البيئات التي عاصرها، خصوصاً أن بحثه كان يشمل كل إمارات الدولة. حكايات نادرة وعن بعض رحلاته يذكر أنه في أثناء رحلة صعد إلى الجبال على الأقدام في ظل الحر الشديد رغم قلة الماء الذي كان بحوزته، وأنه في النهاية توصل للمصادر التي كان يبحث عن توثيقها، والتقى الرواة ليسجل بعض المعلومات عن أشجار نادرة من التين والسدر وغيرها، فضلاً عن أنه رافق الصيادين والغواصين في رحلاتهم وكان يقيم معهم أياماً طوال، ويبيت أحياناً في الجزر المهجورة، مثل «جزيرة أم الحطب» وغيرها، لكنه في النهاية سجل حكايات نادرة، ووثق مراحل تراثية مهمة حتى عن الحيوانات. مراحل تاريخية ويلفت إلى أن الجيل الجديد من الباحثين يعمل بهمة وأمانة بحثية وجد للوطن من خلال التعاون الوثيق مع الجهات المعنية في الدولة، وأن التسجيلات التي بحوزة هؤلاء الباحثين والمؤسسات التي توثق للتراث من الممكن أن تضيء على مراحل مهمة من حياة الآباء والأجداد. لافتاً إلى ضرورة دعم هؤلاء الباحثين كخطوة للمضي في مسيرة البحث حتى تتشكل ملامح كثيرة ولا تغيب روايات تدعم الموروث، وتؤكد مسعاه في الإضاءة على مراحل تاريخية جديرة بالكشف عنها. غزوة الجراد حول أغرب الأشياء التي تعقبها عبدالرحمن في مسيرته البحثية إشكالية غزو الجراد للمنطقة قديماً، مبيناً أنه تفاجأ بأن هذه الغزوات كانت كبيرة وقوبلت بمقاومة شديدة آنذاك، كما أنه اكتشف قصصاً عجيبة في ملاحقة النحلة أثناء جني العسل، سواء في الكهوف أو المغارات الجبلية، وعلى الأشجار وفي الجبال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©