الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رنّات موبايلك شخصيتك المسموعة

رنّات موبايلك شخصيتك المسموعة
24 يونيو 2006 23:54
جدول الاجتماع مزدحم إلى أبعد مدى··· أعصاب المتحلقين حول طاولة الاجتماع مشدودة على آخرها··· المدير متوتر يمسح قطرات العرق التي تجمعت على جبينه··· الصمت يلقي بثقله على الجميع بانتظار آراء المعقبين على ما قاله المدير··· فجأة يتعالى صوت ضحكة بريئة لطفل صغير ليملأ القاعة· تغيرت الوجوه وعلتها الابتسامات، وازدحمت نظرات الاستغراب في العيون التي التفتت باحثة عن هذا الصغير، من أين جاء؟ وكيف وصل إلى القاعة التي تقبع على ارتفاع نحوعشرين طابقاً؟ فتحية البلوشي: تصوير ـ عمران شاهد لم يكن صوت الطفل الذي بدد توتر القاعة سوى رنة موبايل أحد الحضور الذين لم يمنعوا أنفسهم من الضحك على ''المقلب'' الظريف! هذه القصة ليست ضربا من الخيال، وكثيراً ما تحدث حولنا قصص تشبهها، خالقة بعض المواقف الطريفة، نسوقها هنا لنسأل هل تعكس رنات الموبايل شخصية صاحبها؟ وهل هي جزء من شخصيته؟ كمال بلامين من الذين يتوخون الدقة في اختيار رنات الموبايل، يقول: ''أعتقد أن رنة الموبايل مفتاح لشخصية صاحبه، فهي بالتأكيد تخلق انطباعاً أولياً لدى الناس عن صاحبها، ومن غير المعقول أن أختار أغنية لتكون رنة لموبايلي إذا كنت حريصاً على احترامي وهيبتي في عيون الناس· لهذا أحرص فعلاً على نوع الرنة التي أختارها، كما أنني غيرت رنة المصنع الأساسية المبرمجة في الموبايل عندما اشتريته· كمال لا يستسيغ أن يضع أحدهم ''صرخة'' أو ''رنة غريبة'' لموبايله، لأنه لا يحتمل أن تفزعه رنة موبايل بينما هو غافل ومستغرق في العمل، فتسبب له توتراً عصبياً طوال اليوم، خاصة إذا جاءت في وقت غير مناسب· حركات مراهقين ويتفق مهدي سعيد الكثيري مع كمال في ضرورة توخي الدقة عند اختيار رنة الموبايل، لكنه لا يعتقد أن الرنة هي مرآة لشخصية الإنسان· يقول: عندما يضع أحدهم رنة لأغنية فرنسية أو إنجليزية لا يمكن أن أصدق أنه يجيد الفرنسية أو أن ثقافته أجنبية فعلا، فربما وضع هذه الأغنية تحديدا لأن ''رتم'' الأغنية أعجبه وليس لأنه ''يلعلع'' بالفرنسية!· أما الأغاني الدارجة فهي موضة موبايلات البنات والأطفال التي تهدف في الأغلب إلى لفت النظر، بينما يضع الشباب أصواتا غريبة مثل صوت انسكاب الماء أو الصرخات أو ضحكات الأطفال أو حتى صوت موتور سيارة! ويستغرب مهدي من الناس الذين يهتمون كثيراً بالرنات، ويسألون عن أحدث صرعاتها، ويتسابقون للحصول عليها، ويهدرون الوقت في الاستماع للرنات وتبادلها بواسطة البلوتوث والاتفاق على أجملها وأسوئها· مؤكداً أنها ظاهرة موجودة في المجتمع بشكل كبير، ولا يمكن إنكارها· لكل مكان رنَّة أما نورة حمد (طالبة جامعية) فترى أن رنات الموبايل تجسد عمر الشاب وأحلامه وتطلعاته، وتعكس شخصيته وتمثل جزءاً من أفكاره· كما أنها شيء من شخصية الشباب المتجددة ينبغي تغييرها بين فترة وأخرى· وتؤكد نورة أن اهتمام الفتيات بالرنات ومتابعة جديدها والسعي للحصول عليها شيء معروف، فورا بالبحث عنها في مواقع الإنترنت· ولكي تحدد شخصية المتصلين بها، قسمت نورة أرقام الأهل والأصدقاء إلى مجموعات، وحددت لكل مجموعة رنة مميزة، وأبقت رنة عادية للمجهولين ومن تعتبرهم أناساً عاديين· كما أنها تستخدم في كل مكان رنة مختلفة، ففي الجامعة تضع الهاتف على نظام الهزاز، وفي البيت رنة عادية، وفي السوق رنة رسمية لكي تعكس انطباعاً جاداً عن شخصيتها ولا تترك انطباعاً سيئاً عنها، أما الرنات الغريبة فلا تحبها ولا تستلطفها· ممنوعة بأمر الحكومة أسامة محمد (من أحد محلات الهواتف المتحركة)، يقول: كانت تجارة الرنات منتشرة بشكل كبير· وكان الكثير من الزبائن يترددون بشكل دائم من أجل تبديل رنات الهواتف والحصول على مقاطع مختلفة من الصوتيات، لكن بعض المحلات استغلت الأمر لبيع صوتيات ومرئيات تخدش الحياء، وانتشرت تلك المقاطع بشكل رهيب هدد استقرار الكثير من الأسر وتسبب بالعديد من المشاكل، مما دعا البلدية إلى إصدار قرار بمنع بيع الرنات في المحلات التجارية· ويعتبر أسامة أن قرار المنع كان قرارا صائبا، وساهم في الحد من المشاكل المرتبطة بهذا المجال، لكن هناك بعض الناس الذين يزجون أنفسهم في المشاكل لأنهم يبيعون الهواتف المتحركة بين بعضهم بدون إعادة تهيئة الجهاز بشكل كامل وإعادته لوضع المصنع، وبالتالي يستطيع أي شخص يملك برامج استعادة الملفات من الوصول لكافة البيانات المحذوفة والحصول على نسخة منها، لهذا ينبه أسامة من يرغب ببيع هاتفه النقال أن يلجأ لمحل هواتف متحركة يثق فيه لمسح المعلومات كلها من الجهاز قبل بيعه·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©