الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو حسن: الطبخ مهنة تختصر ثقافات الشعوب في أطباق مميزة

أبو حسن: الطبخ مهنة تختصر ثقافات الشعوب في أطباق مميزة
4 يوليو 2011 20:26
خبرته في الطبخ تجاوزت 25 سنة قضاها في أرقى وأبسط المطاعم والفنادق الموجودة في الأردن والسعودية والإمارات، لكنه يرفض أن يلقب نفسه «بالشيف» لأنه لا يملك شهادة علمية بذلك، ويفضل أن ينادى «طباخ» لحصوله على شهادة حسن سيرة وسلوك من إحدى صالات الأفراح الفاخرة في العاصمة الأردنية عّمان. لم يترك الطباخ أبو حسن (محمد عامر السيد) صنفاً أو نوعاً من الطعام الشرقي إلا وتعلمه بل وأضاف عليه لمسات من ذوقه ليقدمه لذيذ الطعم لزوار مكان عمله الحالي في مدينة العين الجميلة. يعود أبو حسن بذاكرته إلى الوراء ويسرد علينا بداياته مع الطبخ وكيف صار من أجمل هواياته ويقول :«أنا مصري الجنسية ولدت وعشت طفولتي في مصر، وبينما بلغت السادسة عشرة من عمري سافرت إلى الأردن أثناء إجازتي المدرسية الصيفية لأبحث عن عمل كما يفعل الكثير من الشباب، فوجدت أحد المطاعم الفاخرة التابعة لصالة أفراح معروفة في عمان تطلب عمالاً فقبلت أن أكون أحدهم أنظف الأرضية والطاولات وأغسل الصحون، ونظراً لحسن تعاملي وأخلاقي والتزامي بالعمل أشار علي المسؤول أن أنتقل لبيع الحلويات، وبعدها اقترح أن يدربني على الطبخ على يد أحد الطباخين لأصبح مساعد طباخ، وفي غضون 6 أشهر تعلمت وتشربت أصول المهنة وبت أتقن جميع الأكلات الأردنية وغيرها التي تشترك بها بلاد الشام عموماً مثل المنسف والمحاشي بأنواعها والفريك والمفتول والمقلوبة والأوزي والمسقعة والمسخن...الخ ». ويتابع :» ولأن طبيعة العمل في الفنادق ينطوي على أقسام حيث يوجد قسم للوجبات الرئيسية وآخر للمقبلات وثالث للحلويات فأصررت على البقاء في قسم الوجبات الرئيسية خصوصاً أن المسؤول عرض علي التنقل بين الأقسام لأتعلم فيها وذلك لأنني شعرت بحبي وهوايتي في طبخ المأكولات أو الأطباق الرئيسية، وبمرور سنتين حصلت من ذات المطعم على شهادة حسن سيرة وسلوك تشهد بكفاءتي في العمل، وأتممت 18 عاما في نفس المكان طبخت خلالها للقصور وكبار الشخصيات ومختلف فئات المجتمع «. الطبخ الخليجي حظي أبو حسن بعد ذلك بفرصة عمل في السعودية تعلم خلالها طبخ الكبسة السعودية والأرز البخاري لتزداد خبرته بإضافة مأكولات جديدة إلى القائمة التي يتقنها، لكنه لم يستمر هناك طويلا حيث عرض عليه أحد أصدقائه أن يأتي إلى الإمارات وبالأخص مدينة العين ويتسلم زمام مطبخ شعبي سيقوم بفتحه حديثاً فتساءل عن طبيعة الأكلات الإماراتية التي لا يوجد لديه خبرة فيها فبين له صديقه بأنه سيوكل لزوجته تعليمه ذلك. منذ المرة الأولى التي يرى فيها أبو حسن طريقة الطبخ تترسخ في ذهنه دون أن يكتبها أو يطلب إعادتها فلديه حس وذكاء ونفس وذوق عال وقبل ذلك حب كبير للمهنة ساعده في أن يتعلم الأكلات الإماراتية واحدة تلو الأخرى، كما تنقل بين 3 مطاعم شعبية في العين حتى استقر به المقام في مطعم شعبي تملكه امرأة إماراتية تدعى أم سعيد (مريم السبوسي) والتي تعلم على يديها كيف يصنع الفوالة الإماراتية لأول مرة في حياته علماً أنه كان يرفض الخوض في عالم الحلويات لأنه لا يجد وقتاً أو مزاجاً لذلك. سر الطبخة! يفيد أبو حسن أن تنقله للعمل بين أكثر من دولة ومخالطته لشعبها والتعرف على طريقة الطبخ لديهم والأكلات التي يحبونها وكيفية صنعها جعلت منه طباخاً متميزاً ومما زاد من تميزه أكثر أنه يستقبل اتصالات على جواله من أي كان يستفسرون منه عن طريقة صنع أكلة معينة فيدلي لهم بالطريقة مفصلة بأمانة وسعة صدر على خلاف كثير من الطباخين الذين يرفضون الإدلاء بمعلومات دقيقة عن طبخهم معتبرين ذلك سر المهنة الذي يجب ألا يعلموه لأحد ويضيف أبو حسن في ذلك : «لا أحب أن أرد أحد يسألني عن طريقة طبخ أي أكلة أعرفها بل وأتناقش معه فيما يعرفه من أكلات فأفيد وأستفيد». يعتبر أبو حسن مهنته من المهن المتطورة حيث تختلف وتتطور يوما بعد يوم ففي بدايات عمله بها كانت أصناف الأكلات محدودة وطريقة طبخها تكاد تكون واحدة، كما كانت الأدوات ومواد الطبخ قليلة وليست بهذا التنوع والتطور فالآن يوجد أنواع هائلة من البهارات والأرز وما شابه ذلك، كما ظهرت ماكينات تساند في العمل مثل ماكينات الخلط والفرم التي تسرع الوقت وتقلل الجهد. يثني الطباخ أبو حسن على البرامج والقنوات التلفزيونية التي ظهرت مؤخراً لتختص في تعليم الطبخ وكذلك كتب الطبخ المنتشرة في الأسواق التي تفيد المبتدآت في تعلم الطبخ وحتى من لديهن الخبرة فهو يتابع تلك البرامج ويقرأ الكثير من الكتب ليطور نفسه ويزيد من خبراته ومهاراته معلقاً على ذلك بعبارته « كلما زادت خبرتي زاد نجاحي ». أكثر اللحظات التي يشعر بها أبو حسن بالسعادة عندما يأتي أحد الزبائن إلى المطبخ الذي يعمل به أو يتصل هاتفياً ليسأل عمن طبخ الطعام الذي اشتراه منه ليقدم له الشكر على لذة ما طبخه خصوصاً في الولائم الكبيرة التي يكاد يجهزها أبو حسن يوميا فيكون لها صدى طيب كبير من طالبيها هذا بدوره يشكل أكبر دافع له على مواصلة دربه وصعود سلمه الذي بدأه من الصفر متناسياً حرارة الغاز الذي يقف أمامه لساعات وعمله لساعات طويلة تبدأ من الصباح الباكر.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©