أقوى مغناطيس في الكون

أحياناً تجتاح الإنسان، موجة تفكير سلبي جداً، يبدأ بالتفكير في مرض عزيز عليه، أو فقدانه، يخاف من قلة الحيلة، وضعف ذات اليد، يرعبه التفكير في أن يسلك أولاده سبلًا غير ما يتمناه لهم، فأصبح الناس تفكر فيما لا تريد. ولم تنج من سيطرة هذه الأفكار التشاؤمية، قرأت للأسترالية روندا بايرن كتاب “السر” التي تتحدث فيه عن هذا الجانب، ورأيت أن أعرض بعضه للمشاركة والاستفادة، إذ تقول “أنت من تجذب لنفسك الأفكار السلبية والأمراض، وأنت من تنجح نفسك وتقوي صحتك، من جملة الأسباب التي تجعل الناس لا يحصلون على ما يبتغون ،إنهم يفكِرون فيما لا يريدون، انصت إلى أفكارك، وانصت للكلمات التي تتفوه بها، القانون مطلق، ولا مجال للخطأ فيه، وركزت على الداء الذي يعاني منه البشر اليوم، وهو أنهم يفكِرون فيما لا يريدون”. وتقول إن “معرفة الإنسان بسر قانون الجذب تمنحه كل شيء يريده كالصحة، والسعادة، والثروة، والنجاح في الحياة، وتمكن كل إنسان من أن يحظى بما يختار مهما كان، ولا يهم مدى ضخامته”. والسر في نظر الكاتبة أن الناس يعملون بطاقة لا نهائية، وهم منقادون للقوانين نفسها التي تسير الكون كله، تماماً، كما يسير قانون الجاذبية جميع الشموس والأقمار والكواكب في مجرياتها في الكون الواسع، وتضيف “أنت أقوى مغناطيس في الكون”. وتشرح “أبسط طريقة بالنسبة لي لاستيعاب قانون الجذب هي أن أعتبر نفسي مغناطيساً، لهذا فالإنسان أقوى مغناطيس في الكون! فبداخلك قوة مغناطيسية أشد بأساً من أي شيء في هذا العالم، وهذه القوة تنبعث من أفكارك”. وتضيف الكاتبة أن الأشخاص الذين جذبوا الثروة إلى حياتهم استخدموا “السر”، فهم يفكرون في الثراء والرخاء، ولا يسمحون لأي فكرة مناقضة أن تضرب بجذورها في عقولهم. إن أفكارهم المهيمنة حول الثروة هي التي تجلب لهم الثروة، إنه قانون الجذب في حيز التطبيق، والشبيه يجذب إليه الشبيه، وتوضح أن أفكارك تصنعك. وأوضحت الكاتبة أن لكل فكرة تردداً، وإذا كنت تفكر بتلك الفكرة المرة تلو الأخرى مراراً وتكراراً، وإذا كنت تتخيل في عقلك امتلاكك لتلك السيارة أو ذلك الشيء، فإنك تبث ذلك التردد بوتيرة ثابتة ومستمرة، وبالتالي تقوم الأفكار بإرسال تلك الإشارة المغناطيسية التي تأتيك بمثل ما ترسله، للأفكار قوة مغناطيسية، كما أَن لها تردداً خاصاً، وعندما تفكر يتم إرسال تلك الأفكار وتجذب إليها مغناطيسياً كل الأشياء الشبيهة على التردد نفسه، إن ذبذبات القوة العقلية هي الأفضل من نوعها على الإطلاق، وبالتالي فهي الأشد قوة، تخيل نفسك تعيش في ثراء وستجذب الثراء، إن هذا الأمر يؤتي ثماره في كل حين، ومع كل شخص. وخلصت إلى أن أعظم المعلمين والعباقرة الذين حققوا أحلامهم، والمشاهير الذين لمعت نجوم شهرتهم في آفاق الفن والعلم والسياسة والاجتماع والإعلام والفلسفة والتاريخ والبرمجة العصبية المعاصرة هم في الحقيقة أحسن من وظفوا قانون الجذب في حياتهم، وعاشوا حياةً أكثر قوة وفاعلية، وأصدروا أفكاراً إيجابية كبرى، وحلموا أحلاماً عظيمة، وسعوا إلى تحقيقها جادين، ومنحهم القدر ما شاؤوا استناداً لقانون الجذب القائم على أسس التفكير الإيجابي الذي فحواه: “إذا رأيت ما تطمح إليه بعين خيالك، فلسوف تمسك به بين يديك”. lakbira.tounsi@admedia.ae