القاهرة - محمود عبدالعظيم:
انتعش في الأونة الأخيرة بيزنس خدمات الإنترنت في مصر حيث تجاوز حجم العمليات المنفذة بواسطة شركات مصرية خارج الحدود خلال العام الماضي نحو 200 مليون دولار كان نصيب الاسد فيها لعدد من الشركات في مقدمتها ''راية القابضة'' و''الاهلي للاتصالات'' و''المصرية لنقل البيانات'' و''أي تي داتا'' و''أي تي سوفت'' وعدة شركات متوسطة وصغيرة·
دفعت خطة نشر المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال التي اطلقتها وزارة الاتصالات المصرية قبل عامين معظم الانشطة الاقتصادية المتعلقة بهذا المجال للامام لاسيما شركات بيع خدمات الانترنت ونقل البيانات·
وساهم الطلب المتزايد على خدمات المعلوماتية في السوق المصرية من جانب الشركات الاجنبية التي دخلت مصر للعمل في مجالات عدة في تعزيز فرص النمو في سوق الانترنت ونقل البيانات الامر الذي ترتب عليه تأسيس شركات جديدة الى جانب حماس البنوك لتمويل أنشطة ما يُعرف بالاقتصاد الجديد·
ورغم تخوف الشركات العاملة في قطاع الخدمات في مصر بصفة عامة من الاضرار التي سوف تترتب على تحرير تجارة الخدمات وفقا للالتزامات مع منظمة التجارة العالمية فان نشاط خدمات الانترنت وتكنولوجيا المعلومات والبرمجة ربما يكون الوحيد الذي يستطيع الافلات من هذه الاضرار نظرا للمزايا التنافسية التي حققها على مدى الاعوام القليلة الماضية وبالتالي أصبح يمتلك القدرة على التعامل مع الاسواق الخارجية·
كما تسهم مبادرات اقليمية اخرى في هذا المجال عبر تقنية الألياف الضوئية خاصة مع سوريا ولبنان والاردن وليبيا وتونس والجزائر والمغرب في توسيع آفاق المستقبل امام شركات خدمات الانترنت المصرية·
ويقول المهندس كريم رمضان مدير شركة ميكروسوفت مصر ان انتعاش بيزنس خدمات الانترنت يستند على طفرة معلوماتية يمر بها المجتمع المصري بسبب امتلاك الحكومة رؤية تكنولوجية واضحة وحماسا لانجاز عدد من المشاريع المتعلقة بالبنية الأساسية في مجال تكنولوجيا المعلومات بالاضافة الى الاحتياج المتزايد لخدمات الانترنت وتكنولوجيا المعلومات بصفة عامة بعدما اثبتت تجارب دول عديدة ان الادارة بالتكنولوجيا هي أفضل أنواع الادارة لاي مشروع اقتصادي حيث اندفعت جميع الشركات لاعتماد أنظمة معلوماتية تسهل عليها عمليات تسويق منتجاتها والحصول على الخدمات من الموردين باسعار تنافسية الى جانب عمليات التجارة الالكترونية الاخرى بالاضافة الى الاعتماد على هذه الانظمة في ضبط الرقابة الداخلية للشركات الامر الذي جعل الحصول على خدمات المعلومات مكونا رئيسيا في اي دراسة جدوى اقتصادية لاي مشروع جديد·
وأضاف أنه على صعيد الاسواق الخارجية وتحديدا الاسواق العربية اثبتت تجارب الشركات المصرية نجاحا في هذا المجال واصبحت الشركات العربية تفضل الحصول على احتياجاتها من الشركات المصرية التي تقدم خدمات ''معربة'' وبتكلفة اقل كثيرا من تلك التي تقدمها الشركات الهندية على سبيل المثال وبالتالي فإن فرص النمو والتوسع الاقليمي قائمة وبقوة امام الشركات المصرية العاملة في هذا المجال·
ويؤكد طارق هيبة خبير تكنولوجيا المعلومات ان حزمة المبادرات الحكومية في مصر كانت بمثابة الباب الملكي لانتعاش بيزنس الانترنت وتكنولوجيا المعلومات· وفي مقدمة هذه المبادرات مبادرة التعليم الالكتروني ومبادرة الحكومة الالكترونية ومبادرة العلاج عن بُعد التي يطبقها عدد من المستشفيات والمراكز الطبية المصرية مع نظيرتها في الولايات المتحدة ودول اوروبا الغربية·
وعلى سبيل المثال فإن مبادرة الحكومة الالكترونية أسهمت في دخول ما يزيد على مليون مستخدم للانترنت خلال ثلاث سنوات حيث ساهم تقديم خدمات حكومية معينة عبر شبكة الانترنت في استخدام الكثيرين لهذه الآلية بعيدا عن الزحام وتكلفة الانتقال للمؤسسات الحكومية واهدار الوقت·
ويتوقع طارق هيبة ان تواصل هذه السوق نموها مستقبلا نتيجة للتشكيل الديمغرافي للمجتمع المصري والذي يميل لصالح صغار السن وشباب الجامعات وهؤلاء هم الشريحة الرئيسية المتعاملة مع خدمات الانترنت الى جانب الانفتاح الاقتصادي وتشابك مصالح العديد من الشركات المصرية مع شركات خارج الحدود وسهولة حصول اي فرد على جهاز كمبيوتر في اطار مبادرة حاسب لكل بيت·
عدد اليوم
