الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاريا اللبنانية تتألق بثوبها الأبيض

فاريا اللبنانية تتألق بثوبها الأبيض
17 فبراير 2009 22:18
اكتست مرتفعات جبال لبنان باللون الأبيض مرة واحدة هذا العام، وزار الثلج المنتجعات السياحية في الأرز وفاريا وعيون السيمان بخجل· وأعاد نبض الحياة الى رياضة التزلج للهواة، ولم يتح للمحترفين إظهار قدراتهم على السباق، نظراً لعدم اكتساء الاماكن المخصصة لهذه الرياضة بما يكفي من ثلوج· وقبل ذوبان ما توافر من المتساقطات الثلجية تسابق اللبنانيون من هواة التزلج مع عائلاتهم وأطفالهم الى فاريا، للتمتع بالمناظر الخلابة وانعكاس اشعة الشمس على المنتجعات السياحية، التي وحدها اللون الابيض النقي بعد أن افترش الارض لاستقبال الزوّار· ويشهد منتج فاريا السياحي القريب الى المدن، وهو يغازل أمواج البحر من الأعلى، ويعانق السماء ازدحاماً دائماً للرواد من السياح والمواطنين، الذين يتوزعون على مساحات الثلج ويمارسون هواياتهم· بعضهم يفضل الصعود الى القمة بواسطة ''التلفريك''، وآخرون يتراشقون بكرات الثلج· أما الأطفال فيلهون بدورهم بصنع رجل الثلج· الطريق الى فاريا (28 كلم الى الشمال من بيروت) تبقى سالكة على مختلف خطوط السير، ويمكن الوصول اليها عبر طريق الساحل من الشمال او الجنوب من نقطة الالتقاء في مدينة جونية، صعوداً عبر مرور متعرج ومحطات غير الزامية في الكثير من القرى الجبلية والمطاعم· لدى وصول الزائر، سرعان ما يفاجأ بمنظر يقل نظيره، حيث الجليد ينسج وهو يتدلى عن أسطح المنازل ''مسلات'' تعربش على المداخل والشبابيك، وتمسك بـ''آجر القرميد'' خشية السقوط من أعلى· والثلج الزائر الأشبه بالبقعة الجمالية في جبل لبنان، يغطي كل شيء بحيث يتكامل مع الطبيعة، ويتفاعل مع الرواد، فتصبح الصورة أكثر وضوحاً للناظر· وتعتبر فاريا من أحد أهم المنتجعات السياحية في لبنان، وهي دائماً مقصد للسياح والرواد، خصوصاً في أيام الاعياد والعطل الرسمية· وزيارة قلعة فقرا التاريخية في طريق العودة، والتي تقع منذ الازل عند أقدام فاريا، تبقى الخاتمة التي لا بد منها· فبعد مرور أكثر من 4 أشهر على بداية السنة المطرية التي تبدأ في سبتمبر من كل عام، لم تبلغ الأمطار والمتساقطات اكثر من 155 ملم، في حين أن المعدل العام التصاعدي لهذه الفترة يبلغ 350 ملم، وفق احصاءات مصلحة الابحاث العلمية الزراعية التي أكدت بأن لبنان يعيش طقساً جافاً خطيراً وفق كل المقاييس والمعايير البيئية والمناخية والزراعية والحياتية· وحذر رئيس المصلحة الدكتور ميشال أفرام من مخاطر هذه الازمة قائلا: نحن نعيش المزيد من الطقس الجاف والتصحر والجفاف، والانحسار الحالي للأمطار لم يكن متوقعاً بهذه الدرجة القاسية، التي ترغم عدداً كبيراً من المزارعين على ري أراضيهم بواسطة المرشات وهذه كارثة بيئية وزراعية ومائية· وتذرع أفرام الى الله سبحانه وتعالى أن يمن على لبنان بعواصف ثلجية ومطرية خلال الشهر الحالي وقال: وإلاّ فإن الكارثة واقعة، لأن يناير الذي يوصف بـ ''فحل'' الشتاء جاء صيفياً، في حين لا يعتبر مارس من الشهور التي تنعم بخير السماء، لافتاً الى ''أن تدني نسبة المتساقطات يفرض حالة طوارئ إنقاذية''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©