الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«استوديو الفيلم العربي» يكرم مبدعي صناع الفيلم القصير

«استوديو الفيلم العربي» يكرم مبدعي صناع الفيلم القصير
2 يوليو 2013 22:03
ارتسمت البسمة أمس الأول في إحدى قاعات فندق ياس فايسروي بالعاصمة الإمارتية أبوظبي على وجوه الفائزين الستة في مسابقة استوديو الفيلم العربي للأفلام القصيرة بدورتها الثانية، التي تنظمها إيمج نيشن أبوظبي الرائدة في تطوير المحتوى الإعلامي للسينما والتلفزيون والمشروعات الوثائقية محلياً وعربياًِ بالتعاون مع توفور54 في حضور نخبة من صناع الأفلام الوثائقية حول العالم وعدد من محبي هذا اللون السينمائي الذي يبرز إبداعات الشباب وقدراتهم في هذا المجال الذي أصبح لها رواج في الإمارات خاصة ودول الخليج العربية والعالم العربي بوجه عام. (أبوظبي) - على الرغم من فوز فيلم المصرية سارة صابر «في عينيها» بجوائز أفضل مونتاج وتصوير وسيناريو وحصوله على المركز الأول إلا أن فوز صالح النشار بجائزة أفضل هندسة صوتية عن فيلم «إعادة تدوير» كان له وقع خاص في نفوس العديد من الشباب الإماراتي، على سبيل أن صناعة السينما المحلية ترتقي يوماِ بعد يوم، وتنافس مستويات عالمية، ما يؤكد أن مسابقة استوديو الفيلم العربي للأفلام القصيرة تجني ثمرة الاهتمام بتطوير السينما الإماراتية من خلال دعمها المستمر للمواهب المحلية الحقيقية في هذا المجال. «مقابلة عمل ساخنة» لحظات ترقب لم تطل كثيراً قبل إعلان الجوائز في إحدى قاعات فندق ياس فايسروي من قبل بعض المتسابقين، وفور دخول المسرح الذي اكتسى باللون الأبيض وتوسطته شاشة عرض كبيرة تحلق الحضور حولها لمشاهدة فيلم قصير عن المتسابقين والمراحل التي مروا بها حتى انتهوا من تصوير أفلامهم، فضلاً عن كلماتهم المؤثرة التي عبرت بقوة عن مدى استفادتهم من المشاركة في هذه المسابقة التي رفعت كفاءاتهم الفنية وحفزتهم على المضي في هذا الطريق، ليبدأ بعد ذلك عرض الأفلام الفائزة التي كان أولها «مقابلة عمل ساخنة» للعماني منير البوسعيدي الذي يتعرض لحياة أحد لشباب الذي يحاول أن يرتدي أفضل حلة لديه لإجراء مقابلة بإحدى الشركات ويضطر لأخذ رأي الأصدقاء فيما سيرتدي، والفيلم تتخلله مواقف كوميدية أضفت على العمل طابعاً خاصاً واستطاع مخرج الفيلم أن ينتزع الضحكة من قلوب الحضور الذين لم يتوقفوا عن التفاعل بحرارة مع الفيلم. «اشتياق» في عرض آخر، أضاءت الشاشة ليظهر بخط كبير اسم فيلم «اشتياق» للمخرجة الأميركية التي تعيش في دبي مع زوجها ويتناول العمل قصة طفلة متمردة لها نمط خاص في الحياة، على الرغم من أن عمرها لا يتجاوز سبع سنوات وفي أولى لقطات الفيلم تستيقظ على غير عادتها في الصباح الباكر وتفتح باب غرفتها وتذهب إلى الغرفة المجاورة التي تنام فيها الخادمة ذات الأصول الإفريقية، فتنزع عنها الغطاء وتقترب منها لتستكمل نومها بجوارها ثم تتوالى المشاهد الأخرى إذ تنتقل بنا الكاميرا إلى جلوس الفتاة الصغيرة بين أبيها وأمها في أثناء تناول طعام الإفطار، واللافت أن الفتاة لا تتجاوب مطلقاً مع أمها ولا تتحدث إلا مع أبيها في إشارة إلى الجفوة التي تتسع يوماً بعد يوم بينها وبين أمها، وذات يوم تذهب الفتاة إلى حمام السباحة الذي يخلو تماماً من الماء وفور خروج أبيها من البيت يجدها قابعة في منتصفه فيذهب إليها ويحتضنها ويجلس إلى جوارها وفي آخر مشاهد الفيلم تظهر الطفلة وهي تمشي على شاطئ البحر ثم يتبعها والدها وتأتي من بعدهما أمها ثم يمسك والدها بيديها وعلى الطرف الآخر تمسك والدتها في يد زوجها لتكون تلك اللقطة هي النهاية. تنتقل بنا الشاشة في هذه المرة إلى الفيلم الإماراتي «إعادة تدوير» للمخرج صالح الشنار، الذي يعيش في دبي، وفي بداية الفيلم تظهر مشاهد الصحراء برمالها الناعمة الذهبية في منطقة «حتا»، وفي اللحظة ذاتها تسير بعض الجمال وفجأة يظهر رجل يتحدث إلى آخر باللغة العربية لكن مخرج الفيلم يرفض استكمال التصوير نظراً لوجود بعض النفايات التي يتركها بعض الأشخاص في أثناء رحلات البر، ويقترح عليه أحد أعضاء فريق العمل الانتقال إلى مكان آخر من أجل التصوير بحيث يتم انتقاء مكان خال من «الزبالة» وفي أثناء التصوير تتطاير من أمام أحد الفنانين بعض المخلفات من النفايات وهنا يجن جنون المخرج ويرفض نهائياً تصوير هذا الفيلم، لكن أحد الشباب الإماراتي المشارك في هذا العمل يرفض كلام المخرج الذي يحمل جنسية أوروبية ويعرض عليه مبلغاً من المال لشراء ما تم تصويره من أجل أن يكمل تصويره، وعلى الرغم من امتعاض هذا المخرج من الأجواء التي تنتشر فيها نفايات الناس الشخصية في كل مكان يقرر البيع ليبدأ الشاب الإماراتي في تغيير نمط الفكرة التي تنصب حول إعادة تدوير النفايات حتى نصل إلى عالم يخلو تماماً منها لتنتهي قصة هذا الفيلم الهادف الذي يمنح ضوءاً جديداً للعاملين في مجال البيئة والتنمية المستدامة من أجل وضع حلول جوهرية لقضية النفايات ومن ثم تعديل سلوك الأفراد والمجتمعات. بعد استراحة لم تستغرق طويلاً تواصل عرض الأفلام الفائزة في مسابقة استوديو الفيلم العربي للأفلام القصيرة بعرض فيلم «بائع الأفكار»، للمخرج السوري بلال عنتيلي الذي يقيم في مدينة العين، ويعرض الفيلم لقصة شاب تخصص في بيع أفكاره للناس مقابل المال لكن الرمزية الطاغية التي سيطرت على الفيلم جعلت له طابعاً خاصاً، وقد تم تصوير العمل في بيئة يغلب عليها الطابع المتدني في المستوى المعيشي لكن الفيلم يخلص في النهاية إلى حجم المأساة التي يتعرض لها الكثير من أصحاب الأفكار المبدعة الذين يضطرون إلى بيع أفكارهم من أجل المال لأناس لا يضنيهم التعب في إعمال العقل واستخراج ما بداخله من طاقة فكرية خلاقة. «تدخين» يركز المخرج الجزائري إسلام الشرشالي، من خلال فيلم «تدخين»، على إظهار تقنيات فنية من خلال دخول أحد الشباب الذين أدمنوا التدخين إلى عيادة طبيب يقال عنه إنه اخترع حلاً جذرياً لهذه المشكلة وفي جلسة علاج واحدة يبتهج الشباب ويطلب من طبيبه أن يدخله إلى ساحة التجربة، ويخبره الطبيب بأنه سيضطر إلى أن يقطع بعض أصابعه خصوصاً التي اعتاد أن يمسك بهما سيجارته فيحدث للشاب حالة من الإغماء وبعد إفاقته يجد أصابعه مغلفة بأربطة بيضاء فيسارع إلى إزالتها من أجل أن يرى أصابعه التي قطعت ليكتشف أنها لم تزل كما هي وأن ما فعله الطبيب هو خداع لكنه خداع مجدٍ حيث جعل هذا الشاب يقلع تماماً عن التدخين. «في عينيها» المحطة الأخيرة توقفت في حفل ختام مسابقة استوديو الفيلم العربي عند العمل الذي حصد أغلب الجوائز وهو «في عينيها» للمخرجة المصرية سارة صابر، التي تذكر أن في عينيها محطة مهمة في ميسرتها السينمائية وأنها ستسعى في المستقبل إلى تقديم أعمال روائية ذات مضمون ومستوى بحيث تتماهى مع القضايا الإنسانية حول العالم، والمثير أن سارة لعبت دور الأم وجسدته بنفسها نظراً لعدم قناعتها بواحدة تقوم بهذا الدور على النحو الذي تريد، وشاركتها بطولة هذا العمل الفنانة الفلسطينية المقيمة في دبي دانا داجاني التي مثلت في أكثر من ثلاثين عملا وثائقيا وقصيرا خلال مسيرتها الفنية الحافلة بالإنجازات، فضلاً عن مشاركتها في أحد الأعمال الدرامية العربية وهي تتمتع بموهبة حقيقية وكان لها دور بارز في نجاح العمل، تسلط الكاميرا في البداية الضوء على أم تضع بعض أوراق العنب الخضراء في إناء يغلى على النار وفي لقطة تنم عن علاقة حميمة بين الأم وابنتها تتبادل الطفلة الصغيرة الشعر مع أمها ما يدل على أن الأحلام وعالم الخيال يسيطران على عقولهما، لكن الفيلم يقفز بنا إلى منطقة أخرى تتعلق بالواقع الأليم إذ تكبر البنت التي درست في مجال الأدب العربي وتبحث عن عمل لكن سوقه لا يحتاج إلى هذا التخصص فتضطر الفتاة إلى العمل في أحد محال «الطعمية» وهنا تصطدم مع الأم وتترك لها المنزل لتعود بعد فترة من الزمن إلى البيت لتجد الأم قد فارقت الحياة. مستقبل واعد للسينما الإماراتية بالنسبة للمعايير التي استحق عنها الفائزون الجوائز يقول رئيس مجلس إدارة إيمج نيشن أبوظبي، محمد خليفة المبارك: قدمت الدورة الثانية من مسابقة استوديو الفيلم العربي في نسختها الثانية وجوهاً جديدة في مجال صناعة الفيلم القصير وهذه الوجوه تبشر بخير كثير وما من شك في لجنة التحكيم المؤلفة من مشاهير في صناعة السينما اختاروا الفائزين وفقاً لمعايير دقيقة خصوصاً وأن المتسابقين الستة حصلوا على دورات تدريبية كبيرة أسهمت في تطوير أفكارهم ووصولها إلى النضج. ويبين أن الشباب الإماراتي الواعد قادر على أن يقدم لمسة سينمائية مميزة خصوصاً في ظل الدعم الكبير الذي يقدمه استوديو الفيلم العربي للأفلام القصيرة ويشير إلى أن المشاركات جميعها كانت متميزة وقدمت أفكاراً عالية وتناولت قضايا مختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©