السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أمسية نقدية عن الطاهر وطّار في اليوم الأربعين لرحيله

أمسية نقدية عن الطاهر وطّار في اليوم الأربعين لرحيله
30 سبتمبر 2010 23:36
أقام نادي القصة في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات مساء أمس الأول، في مقر الاتحاد على قناة القصباء بالشارقة، أمسية نقدية عن الروائي الجزائري الراحل الطاهر وطّار بمناسبة ذكرى رحيله قبل أربعين يوماً، تحدّث فيها الدكتور صالح هويدي من العراق، والإعلامي والباحث خالد عمر بن ققة من الجزائر، وأدارها الكاتب الصحفي حسين طلبي من الجزائر. وفي سياق تقديمه للكاتب أشار طلبي إلى أن الطاهر وطّار قد حاز العام الماضي جائزة العويس الثقافية في حقل الرواية من بين جوائز عديدة حازها الراحل، لكن لم يتسن له أن يتسلمها بسبب مرضه، حتى عندما قررت إدارة الجائزة أن تزوره في الجزائر لتسليمه إياها كان قد رحل. ثم توقف طلبي عند أمرين قال إنهما قد شغلا الطاهر وطّار في أواخر حياته: الأول هو إكمال روايته “قصيدة في التذلل” التي صدرت بعد رحيله، والأخير هو مستقبل جمعية الجاحظية التي كانت قلعة ثقافية فاعلة في مواجهة كل التخطيطات ضد الثقافة العربية والإسلامية في الجزائر. وانتقد خالد عمر بن ققة ما بدأ يشيع مؤخراً في بعض البلاد العربية عن الطاهر وطّار من أنه كاتب أمازيغي كتب بالعربية، مؤكداً أن اختياره العربية كان خياراً ثقافياً ومعرفياً، من دون أن يعني ذلك الانتقاص من أمازيغيته، مدللاً على ذلك بأنه عندما كان مديراً للإذاعة الجزائرية لم يتحول إلى مثقف براغماتي أو انتهازي على الرغم من أنه ظلّ مرتبطاً بالكيان الجزائري دولة ومجتمعاً ومعارضاً للسلطة، من دون أن ينخرط في حزب معارض. واعتبر بن ققة أن الطاهر وطّار يشكل نوعاً من المثقفين الذين حافظوا على مستوى متقدم من العلاقة بينهم وبين الدولة والمجتمع، لينجز ما أنجز إبداعياً في إطار الهوية والثقافة العربيتين والإسلاميتين. وتطرق بن ققة إلى الظروف التي بدأ أبناء جيله بالتعرف إلى وطّار وإبداعاته، حيث كانوا يُنصحون من أساتذتهم في الجامعة بألا يقرؤوا لهذا الكاتب المعارض، مؤكداً أن العودة إلى موقف وطّار الآن هي تعبير عن الحاجة إليه. ولفت الدكتور صالح هويدي في مستهل ورقته إلى أنه يتحدث عن وطّار بوصفه قارئاً لأعماله “التي قرأت أغلبها مثل أبناء جيلي في العراق عندما كنا نتخاطف ما يصدر هنا وهناك، من دون اعترافٍ بفصلٍ بين عربي ومغربي، فكان من بين أعماله :اللاز والزلزال وعرس بغل”. وقال هويدي: “كان وطّار روائياً ومثقفاً مثيراً للجدل، على مستوى الفاعلية الثقافية والانخراط الايديولوجي ثم الإبداعي، لكنه يبقى واحداً من أكبر الأصوات العربية التي أوصلت الرواية للقارئ العربي بمعناها الخارج عن النمط التقليدي على الرغم من أنه لم يكن موغلاً في الحداثة والتجريب، لكنه مال في “عرس بغل” إلى ترميز وتجريد، قلما يتوفران لدى كاتب ذي نزعة يسارية.” وأضاف هويدي: “دخل وطّار بروايته إلى مناطق غير مألوفة ما حرّك ضده بعض التابوات، الأمر الذي أثار اهتمام جيلنا به، غير أنه في روايته “تجربة في العشق” وسواها من أعماله المتأخرة قد اقترب من التراث، ومن توظيف الأسطورة، لينتقل بعد ذلك إلى إدخال إبداعه الروائي إلى المنطقة الصوفية لجهة التوظيف الدلالي لهذه الصوفية، ما يعني أن وطّار قد مارس التجريب في أكثر من أسلوب ما جعل الرواية الجزائرية مقروءة وسيّارة وشعبية وقريبة من الناس”. ثم تطرق هويدي إلى موقف الطاهر وطار من الفكر الأصولي والحركات الإسلاموية في الجزائر، الذي وصفه بأنه “موقف ملتبس”، رافضاً أن يسمي أفعالها بالإرهاب بل بالعنف والعنف المضاد، على الرغم من أن مبدعين جزائريين قد دفع ثمن هذا العنف تأذّوا منه، وعلى الرغم من “أنه صاحب نزعة يسارية لا يخفيها في كتابته، مثلما في إبداعه”، ومع ذلك اعتبر هويدي أن الطاهر وطّار “روائي ومثقف استطاع أن يكون علامة جامعة للمثقفين بمختلف اتجاهاتهم وتياراتهم، وظل صادقاً مع نفسه ومع فنه”. ليختم بالقول: “وهذا أمر يوجب علينا إثارة الأسئلة التي تتعلق بما تركه من إبداع بالمعنى الذي يبقي على استمرارية هذا الأدب حية، وكذلك الاستفادة من الدروس التي قدّمها مبدعاً ومثقفاً”.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©