السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جرائم الخدم مشكلة تؤرق المجتمع

24 يونيو 2006 01:14
شيماء الهرمودي: باتت جرائم بعض الخدم ظاهرة تؤرق الجميع، فخطورة هذه الجرائم على المجتمع وما تسببه من وقع سيئ على الأسر والأفراد لا تخفى على أحد ·· غير أن المناقشة الجادة لهذه القضية لابد منها فالأسرة أحد أطرافها الأساسية، ومن يقيمون في بيوتنا ونأتمنهم على أطفالنا وأسرارنا يمثلون الطرف الآخر، الذي يتطلب منا حسن الاختيار وحسن التعامل معهم· حينما التقت ''الاتحاد'' بعدد من الأمهات للاستماع إلى وجهة نظرهن ورصد أرائهن بشأن قضايا خدم المنازل اكتشفنا أن هناك عددا كبيرا من الأسر يدرك أبعاد هذه القضية ولكنه يضطر إلى التعامل معها بحذر، ويحاولون البحث عن نوعية يعتقدون أنها على قدر من المسؤولية والخلق، وفي هذه الحالة يكسبون ود مخدومهم أملا في تحقيق التآلف بين الطرفين· بينما يصدم البعض الآخر حينما يجد سلوكيات سيئة تصدر عن بعضهم، والتي تجعلهم يخافون من التعامل معهم لهذا طالبت ربات البيوت بضرورة أن تكون هناك مراقبة كافية لتصرفات الخدم، إضافة إلى الحرص على عدم إرهاقهم بالشكل الذي يجعلهم يقدمون على ردود أفعال غاضبة قد تتطور الى جرائم تدفع الأسرة ثمنها· توضح مريم البلوشي موظفة ذات (30 عاما) أن لجرائم الخدم تأثيرا قويا وسلبيا على نفسية المرأة التي باتت اليوم تعتمد اعتمادا كليا على الخادمة في تلبية كل احتياجات الأسرة، والنتيجة أنها تعيش في قلق دائم خوفا مما يمكن أن يصيبها من خطر جراء تصرفات البعض منهم أو لغيرهم من الأسر التي تتعامل مع الخدم والتي تتمثل أحيانا في العنف والإيذاء، وبالرغم من ذلك لا تجد المرأة خيارا آخر غير الاستعانة بهم ذلك بسبب ظروف المعيشة الحالية وخروج المرأة للعمل وما إلى ذلك من عوامل اجتماعية تفرض على الأسرة الاستعانة بتلك القنابل الموقوتة· وتضيف قد يحدث أحيانا أن تتساهل ربة المنزل مع الخادمة بهدف اتقاء شرها، الأمر الذي يجلب عليها وعلى أسرتها نتائج سلبية أكثر خطورة· وتتفق أم راشد، مع الرأي السابق مؤكدة أن لجرائم الخدم تأثيرا سلبيا على نفسية المرأة ولكن قد يكون هذا التأثير بشكل مؤقت ومرحلي وذلك بعد حدوث الموقف الإجرامي أمامها، مشيرة إلى أن أغلب جرائم الخدم تنحصر عادة في السرقة وإيذاء الأطفال أو في سلوكيات غير سوية· أهمية التوعية وتشير إلى دور الإعلام بكافة صوره في توعيه كافة شرائح المجتمع بأبعاد هذه المشكلة التي باتت مشكلة مزمنة تطال جميع الأجيال· وتؤكد ضرورة توعية المرأة وربة المنزل العاملة بشكل خاص وتذكيرها بين الحين والآخر بمخاطر القنابل البشرية الموقوتة الموجودة في بيوتنا، والاستعانة بجميع الطرق لتحقيق هذا الغرض، فضلا عن تنظيم الندوات والمحاضرات الموجهة للأسر بمختلف أفرادها، وبخاصة أصحاب الثقافات المتوسطة وغيرهم من الساهيين الذين يحتاجون لدعم وتثقيف بمدى خطر الخادمات· وتؤكد أم سيف أهمية توجيه الأسرة وإرشادها إلى الطرق والأساليب التي يجب التعامل بها مع الخدم، ويمكن أن يتم ذلك من خلال عرض مشاكل ومخاطر الخدم بشكل واقعي وتحليل الجرائم ذات الصلة التي حدثت بالفعل فلا شك ان لهذا العرض والتحليل وقع قوي في نفوس المتلقين، حتى توخي الحيطة والحذر مستقبلا بهدف ألا تتكرر هذه الأخطاء· معايير الاختيار وحول المعايير التي يتم الاعتماد عليها في اختيار الخادمة أو المربية، تقول مريم البلوشي: إنني ابحث عن الخادمة المسلمة أولا كما أحرص كثيرا على اختيار السن المناسب لضمان النضج الشخصي لدى الخادمة من الناحية العلمية والاجتماعية بحيث أستطيع التعامل معها بتحضر ووعي، حتى تدرك ما أوجهه لها من ملاحظات أو قواعد للعمل تسير عليها، بما يوفر صيغا للتفاهم فيما بيننا، كما اهتم بوضع الضوابط التي تناسبنا في التعامل معها، حتى لا تحدث مشاكل مستقبلا· وتنوه البلوشي إلى ضرورة معاملة الخادمة بحسن وطيبة وتحضر وإنسانية، لاعتقادها أن معظم جرائم الخدم في المنازل تكون ناتجة عن سوء معاملة الأسرة للخادمة، وعدم الاعتراف بإنسانيتها وتحقيرها، الأمر الذي يولد الكراهية والضغينة ضد ربة المنزل وكل أفراد عائلتها، مما قد يدفع الى ارتكاب جريمة بحق الأسرة بهدف الانتقام· شروط مهمة وتضيف أم سيف أن لاختيار الخادمة شروطا يجب اتباعها وذلك تجنبا للعديد من المشكلات التي قد تواجه الأسرة، فأولا يجب على الأسرة معرفة السن فلا تكون صغيرة طائشة لا تدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها، أو كبيرة جدا لا تستطيع القيام بالمهام المطلوبة منها· ثم تأتي سنوات الخبرة والمستوى التعليمي واللغات التي تجيدها الخادمة، فأنا أفضل من تجيد اللغة العربية أو الإنجليزية لتكون هناك وسيلة تفاهم بيننا، وأخيرا يأتي المظهر الخارجي والعام للخادمة مع الانطباع الشخصي للكفيل من النظرة الأولى· وتشاركها الرأي أم راشد فتقول يتم اختيار الخادمة أو المربية على أساس الشكل الخارجي والمستوى التعليمي والانطباع الشخصي، ولكن يفضل لو يتم استخراج شهادة حسن سير وسلوك للخادمة مرفقة مع طلب الاستخدام، مما يساعد الكفيل على الاختيار الصحيح ودعت الى إعداد تشريع جديد ينظم التعامل مع هذه الفئة ويضع ضوابط أكثر صرامة لمكاتب الخدم بما يحمي الأسر من خلال جلب أفضل الخادمات· الخبرة أولاً ويرى محمد خليفة الذي يعمل في أحد مكاتب استقدام الخدم أن المواصفات التي تحرص عليها الأسر الإماراتية تكاد تنحصر في الخبرة، ويضيف: على الرغم من أن الخبرة أمر ضروري، لكن لا يوجد إنسان يفهم ويعي كل شيء فالأسر وخاصة الإماراتية تتطلب الكمال في الخادم مع الخبرة في كل شيء وهذا أمر صعب لا يمكن أن يتوافر إلا في 1% من الخدم، فهم من بيئات ومجتمعات غريبة عنا، ومن ثم فإن خبرتهم لا يمكن أن تلائمنا تماما· وتتفق عايدة كاسي -التي تعمل في أحد مكاتب توظيف الخدم- مع الرأي السابق، مؤكدة الأسر الإماراتية تصر على هذه الميزة وتحرص على أن تكون الخادمة ملمة بكل ما يتطلبه المنزل من أعمال، ولكن لكل إنسان معرفة ومقدرة محدودة وخبرة قد تختلف من شخص إلى آخر· رأي الطب النفسي يوضح الدكتور هيثم رشاد -الطبيب النفسي بمستشفى دار الشفاء- أن الجريمة بشكل عام تؤثر على أي شخص، ولأن المرأة صاحبة مشاعر رقيقة دائما فلابد أن تتأثر بالجرائم أينما كانت، فما بالك إذا كانت الجريمة قد حدثت في منزلها ومن شخص مقرب إليها كخادمتها أو خادمها أو حتى سائقها، وينصح السيدات -في حال تعرضهن لأي نوع من أنواع العنف أو العدوانية أو الخيانة من جانب الخدم- بضرورة الانسحاب من المكان وبشكل سريع حتى لا يتعرضن لأي رد فعل غاضب وربما مميت، فأصحاب الخطأ قد لا يشعرون بأنفسهم حينها وهو يقومون بأي تصرف مجنون أو عمل يؤذي الشخص الآخر، لذا فالأفضل للمرأة الانسحاب إلى أن تشعر بالأمان أو تجد الشخص المنجد والمناسب للتعامل مع الحدث·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©