الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد العزيز آل إسحاق: كنت كبش فداء للخائفين على مناصبهم!

عبد العزيز آل إسحاق: كنت كبش فداء للخائفين على مناصبهم!
17 فبراير 2009 22:00
ربما يكون الاهتمام بالرياضة وجماهيريتها عامل جذب كبيرا للطاقات الإعلامية الشابة، ولكن في كل المجالات الصحفية تبقى هوامش الحرية ذات إطار ضيق، خصوصاً في أشياء مؤثرة في المجتمع وهذا ما تعرض له الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق خلال عمله لسنوات طويلة في الصحافة الرياضية وجعلت من جرأته القوية نبراساً في عالم الصحافة، ولكن بعد ذلك هجر العمل الصحفي بسبب المضايقات، ولكنه يبقى ابن مهنة المتاعب البار ، وفي كل الأحوال ما زال يمارس عمله وشغبه ويطرح قضايا ومواضيع جريئة وينتقد بكل جرأة دون هوادة أو كلل ·· ؟ عبد العزيز آل إسحاق لماذا هجرت العمل الصحفي بعد تسع سنوات في الصحافة الرياضية؟ بسبب ضيق أفق الحرية في الصحافة الرياضية في ذلك الوقت ، فقد مرت الصحافة الرياضية بتجربة مريرة لسنتين تقريباً، اختفى فيها الرأي تماماً واعتمدت على التغطيات والأخبار قبل أن تعاود نشاطها منذ فترة، وإن لم تكن بالدرجة التي كانت عليها مسبقاً ، وللأسف هذا الأفق ضاق من الداخل دون ضغوطات خارجية ، وأنا بطبعي لا أحب أن أعيش في مكان يمكن أن يكون فيه هامش بسيط يمنع الحرية الكاملة · ؟ توجهت للعمل كمذيع رياضي ولكنك سرعان ما انسحبت أيضاً دون أن تكمل في عمل إعلامي آخر ·· فما تفاصيل تركك للبرنامج الذي عرفك الناس به في صوت الخليج ؟ تجربة صوت الخليج رائعة وقد نجحت في تحقيق الكثير فيها، سواء من خلال فوزي بلقب أفضل برنامج أو تخريجي للعديد من المذيعين والمراسلين ، والبرنامج كان مستمراً بنجاح منقطع النظير ولله الحمد، ولكن أسباباً إدارية كانت السبب في رحيلي الاضطراري ، ولكني سعيد بالتجربة التي أسست فيها القسم الرياضي، ونجحت في تصديرها لكل المحطات التلفزيونية القطرية تقريباً، مع مجموعة من الإعلاميين الشباب المتميزين · ؟ لماذا حصرت نفسك في الرياضة مع أن لك توجهات وميولاً أخرى ؟ لم أحصر نفسي في الرياضة ولكن الرياضة هي التي حاصرتني ، ففي الوقت الذي دخلت فيه الصحافة كانت الملاحق الرياضية هي الأكثر تحرراً في الطرح والجرأة، وبالتالي كان قراري بالتوجه لهذا المجال، بالإضافة لكوني رياضياً سابقاً ومن عائلة رياضية وإعلامية ، لكني في الوقت الحالي بدأت في تطبيق هذه الفكرة والانطلاق نحو آفاق أوسع· ؟ تترأس حالياً قسم الإعلام والحقوق في مهرجان قطر البحري ·· كيف وجدت هذه التجربة الموسعة والتعامل مع الإعلاميين من مدارس ومطبوعات عدة ؟ الخبرات التي اكتسبتها في التعامل مع مختلف وسائل الإعلام أكسبتني شبكة علاقات كبيرة وقدرة على فهم مايحتاجه الإعلامي من كل وسيلة لتغطية الأحداث، وبالتالي كان قراري بالاتجاه للعمل الإداري ، فأي مكان يمكن أن أخدم فيه بلادي هو مكان مناسب لي· ؟ يمتاز طرحك بالجرأة نوعاً ما·· فهل أفقدتك جرأتك مناصبك وأخرجتك من العمل الصحفي ؟ نعم ، هي في الأساس جعلت البعض يخاف من فقدان منصبه بسبب جرأتي فقام بالتضحية بي ، وشخصياً لم أنتظر الإبعاد من أي مكان، بل كانت استقالتي هي الأسبق في كل المواقع التي عملت بها عندما أجد أن باب الحرية قد أغلق أو أن هناك تعاملاً إدارياً لايليق بي أو يسعى لعرقلة ماأود إنجازه ، وقد واجهت الكثير من المشاكل التي وصلت لمراكز الشرطة أحياناً، لكنها لم ولن تثنيني عن الخط الذي اخترته لنفسي · ؟ هل ترى من الضرورة أن يكون الصحفي جريئاً كي ينجح حتى وإن كانت جرأته تأتي ضده؟ إن لم يكن الصحفي جريئاً فلا يجب أن نطلق عليه لقب صحفي ·· الصحافة مرآة المجتمع والمرآة تنقل الحقيقة بتفاصيلها والصحفي كذلك ، حتى لو جاءت ضده ، لأن الشجعان هم من يفتخرون بالمواقف الجرئية التي أتخذوها في حياتهم، وإن كانت وبالاً عليهم لكنهم لم يتنازلوا عنها · ؟ ما زلت تكتب المقال بين الحين والآخر ولك زاوية في إحدى الجرائد فهل تحن للصحافة وتعود ؟ الصحافة بمثابة الإدمان الذي لا يمكن أن تقلع عنه ، جربت العمل في التلفزيون سواء المحلي عبر تلفزيون قطر وقناة الكأس أو عبر قناة دبي الرياضية أو الحرة أميركا ، وجربت العمل الإذاعي عبر صوت الخليج وراديو مونت كارلو ، لكن كل التجارب لم تكن لتبعدني عن عالم صاحبة الجلالة الذي يمثل غذاء الفكر الدائم لي · ؟ تمتلك شركة للإعلام والإعلان ·· كيف تستطيع أن توفق بين عملك في اللجنة المنظمة لمهرجان قطر البحري وبين أعمالك الخاصة؟ لا علاقة لهذا بذاك ، فتنظيم الوقت يسمح لك بالعطاء في كل المجالات ، فالمسألة في النهاية تنظيم ، ففي الفترة الصباحية أنا في عملي الحكومي وفي الفترة المسائية في العمل الخاص · ؟ كيف وجدت تجربة الأعمال الخاصة ·· وبرأيك ألا تجد أن العمل الوظيفي يقيد المبدع الذي يمتلك طموحاً حتى وإن كان دخله عالياً؟ في كل المجالات يجب تقسيم العمل بين عمل وظيفي وإبداعي ، فالموظفون هم من يلتزمون بأوقات عمل معينة ، والمبدعون هم من لا يرتبط الإبداع عندهم بمكان وزمان وهذا ما لم يصل لعالمنا بعد ، فالدخل العالي يقتل الإبداع إذا كان مقارنا بكمية عمل روتيني يومي هائل، وساعات عمل محددة تجعل المرء يعد الدقائق حتى تنتهي· ؟ ألا توافقني الرأي بأن الصحافة والإعلام تأخذ الشخص حتى من نفسه وعائلته وكيف تستطيع أن توفق بين بيتك وعملك ؟ وهل هناك صعوبة في ذلك ؟ هذا أكيد ، فالإعلام يأخذ كل الوقت ، فأصدقاؤك هم زملاؤك ومصادرك ، وتبتعد عن الكثير من الأهل والأصدقاء ، وشخصياً خسرت عدداً من الأصدقاء بسبب الإنقطاع الدائم عنهم لارتباطي بعمل ما هنا أو هناك · ؟ تخصصت في دراسة الإعلام فهل ترى أنه من الضروري أن يكون الصحفي متخصصاً أكاديمياً حتى ينجح أم لا؟ بالتأكيد كانت شهادة الإعلام بالنسبة لي أمرا مهما لأن الموهبة يجب أن تصقل دائماً بالدراسة ، وأسير حالياً في الإعداد للماجستير والدكتوراه · ؟ رغم كل ماسبق إلا أنك بعيد عن القنوات التلفزيونية القطرية ، ألا تجد ذلك غريباً بعض الشيء ؟ بالعكس فأنا من مؤسسي برنامج ''جرايد'' في قناة الكأس فقد كنت منتج البرنامج ، لكن ظروفاً '' غير الأسباب المهنية '' جعلتني أرحل من القناة ، بينما تلقيت أكثر من عرض شفهي من الجزيرة الرياضية لكنها لم ترتق لمستوى الجدية ، وشخصياً هذا لا يزعجني أبداً ، لأني أثق في قدراتي وأعتقد أني تخطيت هذه المرحلة منذ زمن· ؟ ماهي الحكمة التي تؤمن بها؟ يرى المتشائمون الصعوبة في كل فرصة ، بينما يرى المتفائلون الفرصة في كل صعوبة · ؟ بصراحة · · هل أنت مرتاح الآن ؟ لدي من الأبناء سعود وبندر ، وما يريحني أني أضع رأسي على الوسادة كل مساء وأنا أشعر بالزهو بأن أبنائي سيفخرون دائماً بأن والدهم لم يتواطأ مع أحد ولم يحنِ رأسه لأحد، بل كان دائماً وأبداً صوتاً للحقيقة وعاشقاً للحرية ، وبالتالي فالنوم بضمير مرتاح يساوي الدنيا وماعليها·
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©