الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المبادرة العربية مؤجلة حتى اشعار آخر والشبكة الاسرائيلية أربكت المجتمع

24 يونيو 2006 01:07
بيروت - رفيق نصرالله: لم تصل الى بيروت اشارات كان ينتظرها البعض عن امكانية قيام رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان بزيارة للعاصمة اللبنانية في سياق تحرك سيصل الى دمشق وذلك بعد الزيارة العاجلة التي قام بها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للقاهرة واجتمع خلالها مع الرئيس المصري حسني مبارك طالباً وساطة مصرية من اجل ترطيب الاجواء بين العاصمتين اللبنانية والسورية· كذلك لم تصل اية اشارات من مكتب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى حول ما تردد نيته القيام بزيارة بيروت ودمشق في سياق تحريك المساعي للهدف نفسه وهو تخفيف الاحتقان المتواصل والمساعدة على حلحلة العقد القائمة والحد من الحملات الاعلامية المتبادلة· انه الصمت ··· يسيطر على خط الاتصالات بين بيروت والقاهرة، كذلك هو واقع الحال بالنسبة للمبادرة السعودية - المصرية المشتركة والتي دخلت الثلاجة ولم تخرج منها بعدما كانت حارة، وكانت الاتصالات تتم على مدار الساعة، ويتكفل بها لوجستياً على الارض في بيروت السفيران السعودي عبد العزيز الخوجة والمصري حسين ضرار· لقد اجرت بعض القيادات اللبنانية اتصالات بالرياض في محاولة لتحريك المبادرة السعودية التي اتهمت قوى 14 آذار بتعطيلها واعتذر يومها رئيس الاكثرية سعد الحريري عن ذلك، لكن طرأت معطيات جديدة ادت الى تجميدها بالمطلق وكأن المرحلة لا تملك عناصر كفيلة بانجاح مثل هذه المبادرة مما جمدها حتى اشعار آخر· ملفات اكثر سخونة الواقع يعطي دلالات مختلفة بأن ثمة ملفات ساخنة على ساحة الشرق الاوسط دفعت بالملف اللبناني رغم حساسيته لكي يتراجع قليلاً امام تطورات متلاحقة: أولاً : انه الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعد وصول حماس الى السلطة، الحصار المفروض على حكومة حماس، والوضع القلق على الارض والذي ترجم بتقاتل بين فتح وحماس وايضاً العمليات العسكرية القاسية التي تقوم بها اسرائيل ضد قيادات وكوادر فلسطينية، والتي استهدفت المدنيين الابرياء ايضاً وربما شكلت مجزرة المدنيين على رمل غزة بعض مشاهدها· ثانياً : ما يجري في العراق من تطورات سواء المرحلة التي سبقت مقتل ابو مصعب الزرقاوي او التي تلت ذلك مع ما يبعث هذا من اشارات تتجاوز الخارطة العراقية· ثالثاً : ما يجري حول ملف العلاقات الايرانية - الاميركية وما يطال الملف النووي الايراني وتقاطع ذلك مع ملفات المنطقة ككل وما تردد عن خط فتح بين الطرفين· الدور الاقليمي ان كل هذه الملفات لها علاقة بالدور السعودي والمصري، فلم يكن احد يتوقع وبهذه السرعة ان يرى الرئيس المصري مستقبلاً بحرارة احد المسؤولين الايرانيين في القاهرة ولا سرعة زيارة وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الى طهران ولا العروض التي نزلت فجأة على طهران وغيرها من الاشارات التي بدأت تشكل صورة مختلفة للمشهد الساخن في المنطقة بما حوّل اهتمامات القاهرة والرياض الى مكان آخر بعيداً عن هواجس الساحة اللبنانية التي دخلت مرحلة الستاتيكو بين كل الاطراف وفرضت استمرار الحوار حول طاولة مستديرة ولو بدون نتائج· القاهرة تريد ان تلعب دورها الفاعل المباشر على الساحة الفلسطينية والرياض تريد التركيز على ما يجري بين طهران وواشنطن وتأثير ذلك على العراق وعلى المنطقة ككل ولهذا لا بد من تناول الاولويات خاصة ذات البعد الاستراتيجي· تأجيل مرة اخرى امام كل هذا، جمدت المبادرة العربية وستبقى، فيما جاءت عملية مفاجأة الفجر التي كشفت شبكة التخريب والاغتيالات الاسرائيلية لتعيد خلط الاوراق على الساحة اللبنانية لما لها من دلالات بدأت تطال بعض الملفات الامنية المعقدة اثر اعترافات افراد الشبكة عن عمليات اغتيال لبعض المسؤولين والكوادر في المقاومة ثم على المستوى الفلسطيني والاهداف التي كانت معدة للتنفيذ وكيف كانت اسرائيل ترسل الحقائب المفخخة الامر الذي اربك الكثيرين على الساحة الداخلية· أولاً: اربك القوى التي كانت تركز باتهاماتها بهذه الاعمال على جهة غير اسرائيل وتحاول توظيف ذلك بالسياسة الداخلية لاهداف ومصالح وفق ما تشير اليه بعض المصادر· وثانياً: قوى معنية بما تقوم به الشبكة كونها هي المستهدفة حيث تم الكشف عن خرق أمني واسع كانت الساحة عرضة له طوال السنوات القليلة الماضية· الدخول الاسرائيلي على الخط واذا كان سجل للجيش اللبناني هذا الانجاز فان ثمة مخاوف برزت في بيروت من ان تكون هناك شبكات اخرى وهو ما اكدته التحقيقات مع رئيس وافراد الشبكة بان هناك شبكات نائمة واخرى نشطة وهي تعمل من اجل تنفيذ ما هو مطلوب منها اسرائيلياً وعلى مراحل وفي توقيت مدروس· ومع هذا الدخول الاسرائيلي العلني على الخط ومن البوابة الامنية حدث الارباك الداخلي وايضاً فرض معطيات ادت الى التخفيف من حدة التصريحات لدى بعض الاطراف التي اصيبت بالحرج كون الكثير من الاصوات لم تكن تشير الى اسرائيل في كل وقائع (مهرجان الازمة) على الساحة اللبنانية منذ اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري وحتى الآن بل توجه اصابع الاتهام نحو الجهاز الامني اللبناني - السوري ثم في المرحلة الاخيرة نحو سوريا عبر اعوانها على الارض في لبنان· أي صيف قادم والسؤال الى متى يبقى الستاتيكو الراهن قائماً وهو فوق صفيح ساخن، مصادر لبنانية محايدة ترى انه تم التوافق على تمرير مرحلة الصيف الذي يشهد اقبالاً سياحياً عربياً لا بد وان يساعد لبنان على تجاوز بعض ازماته الاقتصادية وان المطلوب الآن هو الاستمرار بالتهادن السياسي وربما الامني تحت مظلة هذا الستاتيكو وايضاً بانتظار تبلور صورة الموقف على الساحة الاقليمية وتحديد مراقبة الحركة النشطة على المسار الايراني - الاميركي وتأثير كل ذلك على الساحة اللبنانية مستقبلاً اي سيظل لبنان رهن الاحتمالات المفتوحة حتى اشعار آخر دون استبعاد حصول مفاجأة ما· الانعكاس السلبي ان اي تقارب ايراني - اميركي له اثمانه سلباً او ايجاباً على لبنان، فطهران اذا حصلت على ثمن ما نحو دور اقليمي لها بالتفاهم مع واشنطن ستدفع ثمناً في مكان آخر ربما هو لبنان، والعكس صحيح، كذلك اذا حصل تباين قد يدفع الامور نحو المأزق او المواجهة عندها سيدفع لبنان ثمناً ما· ومن هنا اشار البعض باصبعه الى الاتفاق العسكري الايراني - السوري وضرورة قراءة توقيته وابعاده في سياق ما تشهده المنطقة· ان لبنان امام مرحلة حساسة، يحتاج فيها لان يبقى اتصالاته ساخنة وديناميكية لان فقدان التواصل مع القوى الفاعلة يعني بقاء اللعبة السياسية الداخلية على فلتانها وهو ما قد يفقد ايقاع الازمة لتوازناته·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©