الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فيون».. ورهان «اليمين»

10 ديسمبر 2016 23:14
لا شك أن فوز سياسي يميني مثل فرانسوا فيون، من كبار المعجبين بمارغريت تاتشر، كمرشح لليمين الفرنسي في السباق الرئاسي الفرنسي، يقلب في الوقت الراهن توقعات المحللين السياسيين كافة، رأساً على عقب. وقبل أن يتمكن فيون، رئيس الوزراء الأسبق، الذي يتبنى برنامجاً اقتصادياً متشدداً، من تحقيق نصر حاسم، في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين الفرنسيين، ليصبح هو رجل المرحلة بعد أن انتزع ترشيح حزبه لخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية، كان المراقبون متهيئين لسيناريوهين مختلفين جد الاختلاف. السيناريو الأول: هو سيناريو يتمكن فيه الآن جوبيه، وهو أيضاً رئيس وزراء أسبق، من تأمين ترشيح الحزب، ثم التقدم بثقة واقتدار لتأمين الفوز في جولة الإعادة في الانتخابات الفرنسية التي ستجري في مايو من العام القادم (الانتخابات ذاتها ستبدأ في أبريل)، بعد أن يتمكن من تجميع ائتلاف واسع النطاق من الناخبين الوسطيين، يتيح له القدرة على هزيمة المرشحة الشعبوية مارين لوبن. السيناريو الثاني: أن يتمكن الرئيس السابق ساركوزي من التصدي للوبن، من خلال حملاته الخاصة على المهاجرين، وبالمزايدة على بعض سياساتها اليمينية المتطرفة. ولكن أياً من هذين السيناريوهين لم يقع، وقد أصبح فيون هو مرشح اليمين التقليدي والوسط كله. وعلى الرغم من عدم وجود اتفاق حتى الآن حول الكيفية التي ستتمكن بها رؤية فيون، المحافظة اجتماعياً، والقائمة على خفض الموازنة العامة، والودية تجاه روسيا، من صياغة شكل الأشهر الخمسة القادمة من الحملة الانتخابية الفرنسية، فإن المحللين هنا يقدمون أفكارهم المبدئية بشأن الحقائق التي ينطوي عليها السباق الحالي والتي يمكن بيانها كما يلي: • الجمهوريون هم المرشحون المفضلون: كان ساركوزي سيمثل خطراً هامشياً للجمهوريين في أي انتخابات إعادة ضد لوبن، ولكن فيون هو المرشح الأقوى وفقاً لأديلدار ذولفيكارباسيك، رئيس مؤسسة BVA لاستطلاعات الرأي الذي يقول: «إن ترشيح فيون هو الخيار الأفضل، لأن ناخبي الجناح اليميني يميلون عادة إلى التصويت كرجل واحد وراء المرشح المعين رسمياً. ولذلك فإن أمام فيون فرصه لتحقيق نتائج جيدة أمام لوبن، وبنسبة ستكون مرتفعة». • وضع ماكرون يمكن أن يتعزز: من الممكن لإيمانويل ماكرون، الليبرالي، المؤمن بحرية السوق، والذي يخوض السباق كمستقل، أن يجد المزيد من المساحة مع دفع الجمهوريين بفيون كمرشح. ويحاول ماكرون، الذي يعتبر أصغر مرشح في الانتخابات الحالية حيث لا يزيد عمره على 38 عاماً، أن يقنع المزيد من الناخبين الأكثر ميلاً نحو الوسط، وناخبي الجناح اليساري، بدعم خططه لفتح الاقتصاد الفرنسي لتعزيز النمو، وإنه كثيراً ما يؤكد في تصريحاته وخطبه أنه «من خارج المنظومة القائمة»، ويعد دوماً بتغيير الطريقة التي تعمل بها السياسة الفرنسية. • منافسة أشد في الوسط: هناك سياسي وسطي آخر هو «فرانسوا بايرو» الذي خاض 3 انتخابات رئاسية سابقة، ويتوقع له أيضاً دخول حلبة الانتخابات الحالية مرة أخرى. • لوبن قد تفقد جزءاً من تصويت المحافظين: زعيمة الجبهة الوطنية متأكدة تقريباً من قدرتها على الوصول إلى المرحلة النهائية في الانتخابات الفرنسية، وأنها ستأتي على رأس الفائزين في الجولة الأولى من تلك الانتخابات التي ستجرى في شهر أبريل من خلال الحصول على أصوات العمال منخفضي الأجر، والشباب الحاصلين على مستوى متواضع من التعليم، والناخبين اليمينين المتطرفين التقليديين. يرى محللون سياسيون فرنسيون أن فيون يمكن أن يجتذب إلى صفه بعض مؤيدي لوبن، بفضل بعض أفكاره الأكثر محافظة مثل فكرته بخصوص منح المواطنين الفرنسيين فرصاً تفضيلية للحصول على إعانات الرفاه. * كاتبة ومحللة سياسية فرنسية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©